رئيس ميلان: الملعب الجديد سيكون جاهزًا في عام 2030

BySayed

أكتوبر 4, 2025


قال باولو سكاروني، رئيس نادي ميلان الإيطالي، إن ملعب “الروسونيري” الجديد، الذي سيحل محل ملعب سان سيرو التاريخي، سيكون جاهزًا في الوقت المناسب مع انطلاق موسم 2030-2031 من الدوري الإيطالي.

ويقود ميلان هذا المشروع، الذي نال موافقة مجلس المدينة هذا الأسبوع، إلى جانب غريمه إنتر.

ومن المقرر هدم ملعب سان سيرو، الذي يبلغ عمره قرابة قرن من الزمان، لصالح منشأة أكثر حداثة.

وقال سكاروني، في تصريحات لشبكة “فوتبول إيطاليا”: “هدفنا هو استكمال بناء الملعب في عام 2030″، مضيفًا أن الأعمال ستبدأ في عام 2027.

وأضاف: “أولًا، يتعين على الأندية الموافقة على شراء الملعب القديم، وهي خطوة ضرورية قبل هدمه، ومن المقرر أن يتم بنهاية الشهر”.

وتابع سكاروني، أن استكمال مشروع الملعب الجديد، الذي يتضمن إعادة تطوير أوسع لمنطقة سان سيرو بمباني تجارية وسكنية، والحصول على موافقة التخطيط، سيستغرق أكثر من عام.

وتتعرض إيطاليا لضغوط متزايدة لتحسين جودة ملاعب كرة القدم، مدفوعةً بدعم المستثمرين الأجانب لأندية الدوري الإيطالي، والحاجة إلى ملاعب أكثر كفاءةً لبطولة كأس الأمم الأوروبية “يورو 2032″، التي ستستضيفها إيطاليا بالاشتراك مع تركيا.

وصوّت المجلس البلدي لمدينة ميلانو، الأسبوع الماضي، لصالح بيع ملعب سان سيرو لناديي ميلان وإنتر ميلان، وهي خطوة حاسمة قبل هدم الملعب الحالي وبناء ملعب جديد.

بعد أكثر من 11 ساعة من النقاش، تضمنت 239 تعديلًا، اعتُمد قرار بيع الملعب والأراضي المحيطة به والتي تبلغ مساحتها الإجمالية 28 هكتارا والمملوكة لمدينة ميلانو، في تمام الساعة 3:46 من صباح الثلاثاء بأغلبية 24 صوتا مؤيدًا مقابل 20 صوتا معارضا وامتناع عضوين عن التصويت.

ومن المقرر أن يدفع ميلان وإنتر ميلان 197 مليون يورو ثمن الملعب الحالي ومواقف السيارات المجاورة له، حيث يخططان لبناء ملعبهما الجديد والذي سيستمران في تقاسم استخدامه.

ومن المتوقع الانتهاء من بناء سان سيرو الجديد الذي يتسع لـ71500 متفرج في عام 2031، وسيُكلّف الناديين 1.2 مليار يورو، وستتولى شركتا الهندسة المعمارية فوستر ومانيكا تصميم الملعب.

ويُعد الملعب الحالي، أحد أشهر ملاعب كرة القدم الأوروبية، ويُقارن غالبا بكاتدرائية خرسانية، وهو الأكبر في إيطاليا بسعة 75 ألف متفرج.

لكن الملعب الذي افتُتح عام 1926 وجُدّد مرات عدة منذ ذلك الحين، لم يعد يُلبي احتياجات كل من الجماهير والناديين اللذين يسعيان إلى زيادة إيراداتهما من استغلال الملعب.

وسيتم هدم سان سيرو، المعروف أيضًا باسم ملعب جوزيبي مياتسا، بشكل كبير بمجرد اقتراب بناء الملعب الجديد من الاكتمال. سيتم دمج بقايا الملعب الذي يعد أحد مدرجاته مبنى تاريخيًا مدرجًا، في مشروع عقاري للمكاتب والمرافق الرياضية.

من جهته، ألقى موقع “GiveMeSport” البريطاني الضوء على الأسباب التي جعلت ميلان وإنتر يتقاسمان اللعب في ملعب واحد.

كان نادي ميلان هو مالك “سان سيرو” منذ افتتاحه في 1926 وحتى عام 1935 بشكل منفرد، ولقد خاض مباراته الأولى فيه ضد إنتر وخسرها بنتيجة 3-6 وسط حضور لـ35 ألف متفرج.

وفي تلك الأثناء لعب إنتر في ملعب بديل، ثم في 1935 تم بيع الملعب لمدينة ميلانو، لكن “الروسونيري” بقى المستأجر الوحيد له حتى 1947.San Siro Stadiumgetty

على الجانب الآخر، كان إنتر يخوض مبارياته في ملعب سعته 10 آلاف متفرج ويدعى “أرينا سيفيكا” وهو ملعب قديم للغاية يعود تاريخ افتتاحه إلى 1807 وتم تصميمه على طراز الكولوسيوم أي الطراز الروماني في بناء القلاع على طريقة المدرجات.

ومنذ 1947، تقاسم إنتر مع ميلان ملعب سان سيرو، خاصة أنه كان أكثر حداثة ويتسع إلى أكثر من 60 ألف متفرج، بينما “أرينا سيفيكا” ظل على حالته.

ومع حلول بطولة أوروبا 2032 التي ستنظمها إيطاليا بالاشتراك مع تركيا، من المنتظر أن يقف ملعب جديد بسعة 71,500 متفرج بجوار سان سيرو الحالي في الجهة الغربية، ستتغير أمور كثيرة، لكن المشهد سيبقى مألوفًا: ستظل المباريات تقام في حي سان سيرو، وسيواصل ميلان وإنتر مشاركة الملعب، لكن المكان سيكون أخضرًا بعد تطويره بدلًا من اللون الرمادي الحالي.

هذا الحل بدا أفضل من خيار تهديد الناديين بالرحيل وبناء ملاعب مستقلة في سان دوناتو وروتسانو.

ومع ذلك، لم يخلُ الأمر من مشاعر جياشة؛ نشرات الأخبار استعانت بأغنية “أضواء سان سيرو” لروبرتو فيكيوني، التي تثير الحنين إلى الشباب والعشق الأول وسيارة فيات 600 والذكريات التي خُلدت في هذا الملعب.

حتى عشاق كرة القدم غير الإيطاليين الذين يعرفون سان سيرو من ألعاب الفيديو أو من مشاهدة مباريات ميلان وإنتر عبر التلفاز، يرون زيارته تضاهي ماراكانا (البرازيل) أو لا بومبونيرا (الأرجنتين)، كأحد معالم كرة القدم العالمية. الملعب يمتلك سحرًا خاصًا رغم عيوبه، فهو يضع الجماهير على تماس مباشر مع الحدث.

لكن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لم يعد يراه بنفس العين؛ فقد جُرد من استضافة نهائي دوري الأبطال 2027، ولا يستوفي معاييره لاستضافة يورو 2032. الأمر صادم: أكبر وأشهر ملاعب إيطاليا لم يعد مواكبا للعصر. مدينة ميلانو، الأغنى والأكثر حداثة في البلاد، كانت مهددة بالغياب عن بطولة قارية تقام على أرضها.

رئيس اليويفا ألكسندر تشيفرين لم يُجامل، إذ قال الصيف الماضي: “الدوري الإيطالي من أكثر الدوريات إثارة، لكنه يملك بنية تحتية مروعة. يجب أن تتحرك الحكومة والمجالس المحلية”. ولم يواجه كلامه أي اعتراض، إذ يعتبر ملعب ساسولو “مابي” الأكثر حداثة رغم أنه بُني عام 1994.

باستثناء ملعب يوفنتوس الحديث بسعة 41 ألفًا، وملعبي أتالانتا وأودينيزي (25 ألفًا)، بقية الملاعب إما بُنيت في حقبة الفاشية أو عُدلت لمونديال 1990، ما يجعلها متأخرة عن نظيراتها الأوروبية.

سان سيرو الذي سيحتفل بمئويته العام المقبل سيُغلق أمام المباريات ليحتضن أولمبياد ميلانو-كورتينا الشتوي 2026، وربما يكون ذلك آخر حدث عالمي كبير له. مشروع “الكاتدرائية” الذي بدأ عام 2018 تجمد بسبب كورونا والسياسة وتعثر ملكية إنتر، ثم أعيد إحياؤه بشراكة جديدة مع مكاتب “فوستر+بارتنرز” و”مانيكا”.

الواقعية الاقتصادية فرضت نفسها، حتى باولو مالديني قال في 2020: “اللعب في سان سيرو رائع، لكن الملعب أصبح متقادما لطموحات ميلان وإنتر”.

الفارق في إيرادات يوم المباراة بين إيطاليا وإنجلترا يفسر تراجع الأندية الإيطالية، إذ حقق ريال مدريد من ملعب البرنابيو 362 مليون يورو الموسم الماضي، وهو 4 أضعاف دخل ميلان من سان سيرو.

رغم ذلك، إنتر بلغ نهائي دوري الأبطال مرتين في 3 مواسم، ما يعد معجزة بالنظر إلى مشاكله المالية. لكن رئيسه بيبي ماروتا حذر مؤخرًا: “ميلانو مهددة بالتهميش كرويًا، سان سيرو مكان عظيم للتاريخ، لكنه متهالك ويجب إعادة بنائه مثلما حدث مع ويمبلي”.



المصدر – كوورة

By Sayed