أعرب النجم الكرواتي السابق إيفان راكيتيتش عن سعادته الكبيرة برؤية زميله السابق لوكا مودريتش يواصل مسيرته الكروية بقميص ميلان في عمر الأربعين.
وسلط نجم برشلونة السابق الضوء على ما يعتقد أنها الصفات التي جعلت قائد الروسونيري لاعبا استثنائيا، كما كشف عن كواليس أول لقاء جمعهما، والشخص الذي كان له الدور الحاسم في انتقال مودريتش إلى ملعب سان سيرو.
وقال راكيتيتش في مقابلة مع صحيفة “لاجازيتا ديلو سبورت” الإيطالية عن أول لقاء جمعه بمودريتش: “أتذكر ذلك جيدا، كان الأول من مارس/آذار 2006، في ودية بين كرواتيا والأرجنتين في بازل. في ذلك الوقت كنت أفكر في تغيير انتمائي الدولي، وذهبت إلى الملعب، وهناك قال لي بعض الأشخاص من المنتخب انظر، يمكنك أن تلعب إلى جواره”.
وكان راكيتيتش قد وُلد ونشأ في سويسرا، ومثّل منتخبها على مستوى الفئات السنية، قبل أن يقرر في عام 2009 تمثيل كرواتيا.
وبعد تغيير انتمائه الدولي، خاض راكيتيتش 77 مباراة بقميص كرواتيا إلى جانب لوكا مودريتش.
وعن أسلوب قيادة مودريتش داخل غرفة الملابس، قال راكيتيتش: “هو ليس من النوع الذي يتحدث كثيرا، لكن عندما يتكلم من الأفضل أن تصغي جيدا. يتحدث بطريقة جادة وواضحة، لا يصرخ أبدا، بل يعطي تعليمات محددة. يحب المزاح أحيانا، لكن عندما يحين وقت الجدية، يركز للغاية ويهتم بكل التفاصيل”.
وعن انتقال زميله السابق إلى ميلان بعمر الأربعين قال راكيتيتش: “تحدثنا أمس، وهو سعيد جدا. لقد دعاني إلى ميلانو. يقول إن كرة القدم هناك مختلفة عن إسبانيا، لكنه يشعر بأنه في حالة ممتازة. إنه سعيد بزملائه وبحياته في إيطاليا، وعائلته تستمتع بهذه المرحلة الجديدة، وهذا أمر مهم جدا للاعبين”.
وأضاف: “لوكا مدين بالشكر إلى إجلي تاري، الذي جلبه إلى ميلان. اعتقدت أنه سينهي مسيرته في ريال مدريد، لكن كصديق، رؤيته الآن بقميص ميلان تمنحني سعادة كبيرة. سأحتفل بكل انتصاراته الفردية والجماعية، كما لو كانت تخصني أنا”.
وسئل هل ترى مودريتش من أفضل 10 في تاريخ اللعبة؟ فأجاب راكيتيتش: “لا أعرف، لكن ما أنا متأكد منه أنه أفضل لاعب في تاريخ كرواتيا دون أي شك”.
ميلان يجد المايسترو
منذ وصوله إلى إيطاليا في صيف 2025، لم يحتج مودريتش إلى فترة تأقلم. سرعان ما أصبح القلب النابض لتشكيلة المدرب أليجري. 5 مباريات فقط كانت كافية ليُثبت أنه ما يزال واحدًا من أفضل لاعبي العالم، بل وأحد أبرز نجوم الدوري الإيطالي.
إحصائياته تخطف الأنظار: أكثر من 300 تمريرة ناجحة خلال المباريات الخمس الأولى، منها 169 في نصف ملعب الخصم، وهو رقم قياسي غير مسبوق.
هذا الأداء الهائل لا يعكس فقط خبرة لاعب معتاد على السيطرة على المباريات، بل يؤكد أن التقدم في العمر لم ينتزع من مودريتش قدرته على صناعة الفارق.
المفاجأة الكبرى أن إبداعه لم يقتصر على الجانب الهجومي. فالأرقام تكشف عن لاعب متكامل: 31 حالة استرجاع للكرة، 10 اعتراضات ناجحة، و46 تمريرة حاسمة لزملائه.
وحتى في الجانب البدني، لا يزال مودريتش ينافس الأصغر منه سنًا، بعدما قطع أكثر من 11 ألف كيلومتر، ليكون ثاني أكثر لاعبي ميلان ركضًا خلف الفرنسي أدريان رابيو.
هذا المزيج بين الذكاء التكتيكي والدور البدني، جعل من الكرواتي أسطورة حقيقية على أرض الملعب.
Getty Images
اعتزال راكيتيتش
لعب راكيتيتش “37 عامًا” 310 مباريات مع برشلونة، وسجل 35 هدفًا، بما في ذلك هدفه ضد يوفنتوس في نهائي دوري أبطال أوروبا 2015.
وقضى راكيتيتش معظم مسيرته في إسبانيا وألمانيا.
وأعلن راكيتيتش اعتزاله كرة القدم رسميًا عن عمر 37 عامًا، وذلك بعد خوضه آخر فصول مسيرته بقميص هايدوك سبليت في بلاده.
اللاعب كشف عن القرار عبر مقطع فيديو نشره على حساباته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، ليغلق بذلك كتابًا حافلًا بالنجاحات والذكريات المميزة.
ووفقًا لصحيفة “ماركا” الإسبانية، فقد فضّل راكيتيتش إنهاء رحلته الكروية بالقرب من عائلته وجماهيره، بعد سنوات طويلة من التألق في الملاعب الأوروبية، رغم نفيه السابق شائعات الاعتزال قبل عدة أشهر.
مشوار أسطوري في الليجا
راكيتيتش صنع الجزء الأكبر من مسيرته في الليجا الإسبانية، حيث بدأ مع إشبيلية عام 2011، ثم انتقل إلى برشلونة بـ18 مليون يورو في صيف 2014، قبل أن يعود لاحقًا للنادي الأندلسي، ويخوض تجربة قصيرة في الدوري السعودي مع الشباب.
مع إشبيلية، توّج بلقب الدوري الأوروبي مرتين (2014 و2020)، كما حمل شارة القيادة في الفترتين اللتين دافع فيهما عن ألوان الفريق.
أما مع برشلونة، فقد جمع راكيتيتش 13 لقبًا كبيرًا، أبرزها دوري أبطال أوروبا في 2015، إضافة إلى: “4 ألقاب دوري إسباني، 4 كأس ملك إسبانيا، 2 كأس السوبر الإسباني، كأس السوبر الأوروبي، كأس العالم للأندية”.
راكيتيتش يُعد رابع أكثر لاعب أجنبي تمثيلًا لبرشلونة، حيث خاض 308 مباريات، سجل خلالها 36 هدفًا وصنع 40 تمريرة حاسمة، وكان عنصرًا أساسيًا تحت قيادة مدربين كبار مثل لويس إنريكي وفالفيردي، ولعب إلى جانب أساطير مثل ميسي، نيمار، إنييستا، وبوسكيتس.