كشف الإسباني سيرجيو راموس، مدافع مونتيري المكسيكي الحالي، وريال مدريد السابق، عن كواليس لقاءه الأول مع الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي، نجم برشلونة السابق، في صفوف باريس سان جيرمان.
وبعد رحلة طويلة من المنافسة الشرسة في الليجا مع فريقي ريال مدريد وبرشلونة، انتقل الثنائي راموس وميسي للعب معًا في صفوف فريق باريس سان جيرمان.
وانضم راموس لصفوف باريس سان جيرمان، في صيف 2021، بعد انتهاء عقده مع ريال مدريد، وفي نفس الفترة انتقل ميسي لفريق العاصمة الفرنسية أيضًا، بعد انتهاء عقده في برشلونة، وصعوبة التوصل لاتفاق مالي بشأن توقيع عقد جديد.
وقال راموس، في تصريحات نقلها الصحفي “فابريزيو رومانو” عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي: “في أول مرة تدربت فيها مع ميسي، قال لي: سيرجيو، تذكر، نحن في نفس الفريق الآن، لا تضربني.. فأجبته: اهدأ، سأضرب الآن أي شخص يقترب منك”.
وأضاف: “كان عليّ أن أكون صارمًا معه عندما واجهته في الكلاسيكو، كانت هذه هي الطريقة الوحيدة لإيقافه، لكن عندما لعبت أول مباراة لي معه، قلت لنفسي: هذا رائع، الآن يمكنني أخيرًا الاسترخاء، ميسي بجانبي، ما كان صعبًا في السابق، أصبح الآن جزءًا من فريقي.”
صراع كبير
في عالم كرة القدم، توجد قصة غريبة، تلك التي جمعت بين ليونيل ميسي وسيرجيو راموس، الخصمين اللدودين في “الكلاسيكو” لسنوات طويلة، واللذان تحوّلا بشكل مفاجئ إلى زميلين تحت سقف واحد في باريس سان جيرمان.
عاش ميسي وراموس أكثر من عشر سنوات من المواجهات النارية في الدوري الإسباني، حين كان الأول رمزًا لبرشلونة والثاني قائدًا لريال مدريد.
وكانت لقاءاتهما تشهد دائمًا توترًا كبيرًا واحتكاكات بدنية، إذ حاول راموس مرارًا الحد من خطورة ميسي الذي اعتاد تمزيق دفاعات الميرنجي بأهدافه وتمريراته الساحرة.
اللقاءات بينهما لم تكن مجرد مباريات، بل كانت حروبًا كروية مصغّرة بين فكرين متناقضين: فخامة ريال مدريد وقتالية راموس، أمام سحر برشلونة وفنيات ميسي.
من العداء إلى الزمالة
في صيف 2021، جاءت المفاجأة حين انتقل ميسي إلى باريس سان جيرمان بعد نهاية مشواره التاريخي مع برشلونة، ليلتحق بفريق يضم راموس الذي كان قد غادر ريال مدريد في الفترة نفسها.
وفي البداية، سادت حالة من الدهشة بين الجماهير، فلم يتخيل أحد أن يتقاسم “البرغوث” و”المدافع الحديدي” غرفة ملابس واحدة.
لكن سرعان ما تحوّل ذلك العداء إلى احترام متبادل وصداقة واضحة، ظهرت في التدريبات والمباريات، بل وامتدت إلى تبادل الدعم في وسائل الإعلام.
احترام الأساطير
وأثبتت تجربة باريس، أن كرة القدم قادرة على تجاوز الماضي، فقد تعامل راموس وميسي باحترافية عالية، وركزا على هدف واحد هو مساعدة الفريق على الفوز.
وفي تصريحات لاحقة، قال راموس: “كنت أعاني كثيرًا من ميسي في الكلاسيكو، والآن أنا سعيد أنه في فريقي”.
أما ميسي فعبّر عن إعجابه براموس، قائلًا: “لطالما احترمته كمنافس، واليوم أقدّر روحه القتالية أكثر من أي وقت مضى”.
Getty Images
إرث خالد في كرة القدم
ورغم رحيل اللاعبين عن باريس سان جيرمان لاحقًا، إلا أن قصتهما تبقى مثالًا على التحول في عالم كرة القدم؛ من الصراع المرير إلى التعاون المثمر.
ولقد أثبت ميسي وراموس أن النجومية الحقيقية لا تقتصر على المهارة أو القوة، بل تشمل أيضًا القدرة على تجاوز الماضي وبناء جسور جديدة من الاحترام.
وداع ألبا
وجه سيرجيو راموس، رسالة مؤثرة لجوردي ألبا، نجم إنتر ميامي، عقب إعلان قراره بتعليق حذاءه، عقب انتهاء الموسم الحالي من الدوري الأمريكي.
وكتب راموس، عبر حسابه على “إنستجرام”: “عزيزي جوردي، كم من المغامرات والمواجهات واللحظات التي شاركناها، كم من النجاحات والانتصارات التي عشناها مع منتخبنا الوطني”.
وأضاف نجم ريال مدريد السابق: “تغادر وأنت لاعب أعسر عظيم في تاريخ إسبانيا.. ستفتقدك كرة القدم، لكنها ستذكرك للأبد، عناق حار يا تيتي، واستمتع بالمرحلة المقبلة مع العائلة، قبلاتي يا أخي”.
وأعلن ألبا الذي برزت نجوميته في صفوف برشلونة، اعتزاله كرة القدم رسميًا، أمس الثلاثاء، عقب الانتهاء من الموسم الحالي للدوري الأمريكي لكرة القدم.
وقرر الظهير الأيسر الإسباني تعليق حذائه في عمر 36 عامًا، بعد مسيرة طويلة من النجاحات والبطولات.
بيان اعتزال ألبا
نشر جوردي ألبا مقطع فيديو، عبر حسابه الشخصي على موقع “إنستجرام”، أعلن من خلاله اعتزاله كرة القدم.
وقال ألبا في بيانه: “أهلًا بالجميع، حان الوقت لإغلاق مرحلة فارقة في حياتي، لقد اتخذت قرارًا بإنهاء مسيرتي كلاعب كرة قدم محترف بنهاية هذا الموسم من الدوري الأمريكي”.
وأضاف: “أفعل ذلك بقناعة تامة ورضا وسعادة، لأنني أشعر أنني سلكت هذا الطريق بكل شغف، والآن هو الوقت الأمثل لبدء فصل جديد وإغلاق الفصل السابق بأفضل المشاعر”.
وتابع: “لقد منحتني كرة القدم كل شيء، شكرًا جزيلًا لجميع زملائي في الفريق، ومدربيّ، وجهازيّ الفنيّ، وموظفي النادي، والمنافسين الذين شجعوني على بذل قصارى جهدي، وأودّ أن أتوجه بالشكر الجزيل للأندية التي ساهمت في تشكيل حياتي، وخاصةً نادي أتلتيكو سنترو هوسبيتالينسي، حيث بدأ كل شيء”.
وأكمل: “إلى كورنيلا، الذي منحني الثقة للنمو، إلى ناستيك دي تاراجونا، حيث تعلمتُ العيش في غرفة ملابس احترافية ونضجتُ مع زملاء رائعين، إلى نادي فالنسيا، النادي الذي سمح لي بتحقيق حلمي بالظهور لأول مرة في دوري الدرجة الأولى”.
وزاد: “إلى برشلونة فريق حياتي، الذي شهد طفولتي وسمح لي ببلوغ قمة مسيرتي، وعيش أكثر من عقد لا يُنسى، والفوز بكل لقب ممكن، إلى المنتخب الإسباني، فخور بارتداء هذا القميص وممتن لكوني جزءًا من تاريخكم. وأخيرًا، إلى إنتر ميامي، شكرًا لكم على فتح أبوابكم لي، ورحبتم بي بكل حب، ومنحي فرصة إكمال هذه الرحلة والاستمتاع بها بكل لحظة”.
وواصل: “شكرًا لجميع المشجعين على حبكم، لقد علموني أن القميص ليس مجرد لباس، بل هو شعور، شكرًا لوالديّ وأخي، على وقوفهم بجانبي في كل خطوة منذ صغري، لكل الجهود التي بذلتموها لتحقيق حلمي، هذا حلمكم أيضًا، أحبكم كثيرًا”.
وأردف: “إلى زوجتي وأولادي، شكرًا لكم على رسم البسمة على وجهي حتى في آخر أيامي، وعلى تذكيري دائمًا بما هو مهم حقًا، شكرًا لكم على وقوفكم الدائم بجانبي، لولا دعمكم ونصائحكم، لما كان كل شيء على ما هو عليه، كل ما أنجزته، فعلته وأنا أضعكم في اعتباري”.
وأتم ألبا بيانه قائلا: “اليوم أختتم هذا الفصل، وأنا أعلم أنني بذلت قصارى جهدي، كرة القدم كانت ولا تزال، وستظل دائمًا جزءًا أساسيًا من حياتي، شكرًا لك يا كرة القدم، شكرًا جزيلًا لك”.