حقق ريال مدريد الإسباني انتصارًا ثمينًا على مضيفه أولمبياكوس اليوناني، مساء اليوم الأربعاء، بنتيجة (4-3)، ضمن منافسات الجولة الخامسة من مرحلة الدوري ببطولة دوري أبطال أوروبا، في معقل الأخير (ملعب كارايسكاكيس).
وسجل رباعية ريال مدريد نجمه الأول كيليان مبابي، في الدقائق (22، 24، 29، و59)، بينما أحرز لأولمبياكوس كل من شيكينيو ومهدي طارمي وأيوب الكعبي، في الدقائق (8، 52، و81).
وبهذا الانتصار، رفع الفريق الملكي رصيده إلى 12 نقطة، في المركز الخامس بجدول الترتيب، بينما تجمد رصيد أولمبياكوس عند نقطتين فقط، في المركز الثالث والثلاثين.
وأنهى الريال اليوم عقدته التاريخية في أثينا، بتحقيق فوزه الأول هناك، إذ لعب الفريق 7 مباريات رسمية سابقة في العاصمة اليونانية، أمام كل من باناثينايكوس وآيك وأولمبياكوس، وانتهت بخمسة تعادلات وهزيمتين.
تعديلات ألونسو
شهد تشكيل ريال مدريد الإبقاء على الدولي الإنجليزي جود بيلينجهام على مقاعد البدلاء، نظرًا لإصابته بشد في ربلة الساق.
وإلى جوار بيلينجهام على دكة البدلاء، جلس البرازيلي رودريجو جويس والمغربي إبراهيم دياز. وفي حراسة المرمى بدأ الأوكراني أندري لونين بشكل أساسي، في ظل غياب البلجيكي تيبو كورتوا للإصابة.
وجاء تشكيلا الفريقين كالتالي:
أولمبياكوس: تزولاكيس – أورتيجا – بيرولا – ريستوس – روديني – موزاكيتيس – داني جارسيا – بودينس – شيكوينيو – مارتينز – أيوب الكعبي.
ريال مدريد: أندري لونين – فيرلاند ميندي – ألفارو كاسيراس – راؤول أسينسيو – ترنت ألكساندر أرنولد – أوريلين تشواميني – إدواردو كامافينجا – فيدي فالفيردي – أردا جولر – فينيسيوس جونيور – كيليان مبابي.
أحداث المباراة
الدقائق الأولى كشفت عن معاناة كبيرة لريال مدريد في الخروج بالكرة، وسط ضغط عالٍ واندفاع بدني من لاعبي أولمبياكوس.
وفي الدقيقة 8 صعق الفريق اليوناني الضيوف بهدف رائع، بعد سلسلة تمريرات سريعة، انتهت بتسديدة قوية من شيكوينيو سكنت شباك لونين، ليعلن عن تقدم مبكر مستحق لأصحاب الأرض.
بعد الهدف حاول ريال مدريد استعادة توازنه، لكن المحاولات ظلت خجولة. وفي الدقيقة 12 كاد كامافينجا يصنع التعادل من كرة ثانية داخل المنطقة، غير أن فينيسيوس لم ينجح في متابعتها. وبعدها برز لونين بتصدٍّ هائل في الدقيقة 18، حين أبعد تسديدة خطيرة من شيكوينيو ليمنع الهدف الثاني.
وفي الدقيقة 24، قدم النجم البرازيلي فبنيسيوس تمريرة ساحرة من منتصف الملعب، وضع بها مبابي في مواجهة الحارس، ليوقع الفرنسي على هدف التعادل بثقة كبيرة.
وبعد دقائق فقط عاد الميرينجي ليضرب مجددًا، حيث أرسل أردا جولر كرة مقوسة رائعة إلى القائم البعيد، وارتقى مبابي بكل قوة ليحولها برأسه إلى داخل الشباك، معلنًا قلب النتيجة إلى 2-1 في أقل من خمس دقائق.
صفعة لأولمبياكوس
وتعرض أصحاب الأرض لضربة، إذ اضطر شيكوينيو للخروج مصابًا في الدقيقة 30، قبل أن يشارك طارمي بدلًا منه.
وفي الدقيقة 29 جاء الهدف الثالث للفريق الملكي، عندما مرر كامافينجا كرة في العمق، وانفرد مبابي مرة أخرى وسدد بإتقان نحو الزاوية البعيدة، ليوقع على هاتريك تاريخي، رافعًا النتيجة إلى 3-1.
وفي الدقيقة 36 ظن فينيسيوس أنه أضاف الرابع بتسديدة قوية، لكن الهدف ألغي بسبب تسلل سابق على مبابي. وبعدها بدقائق ارتطمت تسديدة تشواميني بالعارضة، بعد عمل فردي رائع من فينيسيوس، لينتهي الشوط الأول بتقدم الميرينجي (3-1).
الشوط الثاني
بدأ الشوط الثاني بإيقاع سريع من الطرفين، ومحاولة واضحة من الفريق الملكي لحسم الأمور مبكرًا. وفي الدقيقة 50 قدم ريال مدريد هجمة جماعية، انتهت بتسديدة من فينيسيوس من حافة المنطقة، مرت بجوار القائم بقليل.
لكن المباراة بدأت تأخذ منحنى دراميًا في الدقيقة 52، حين عاد أولمبياكوس إلى أجواء اللقاء بهدف رأسي من طارمي، بعد عرضية مثالية من هيزه، استغل فيها النجم الإيراني غياب الرقابة داخل منطقة الجزاء، ليقلص الفارق إلى (2-3).
وحاول ريال مدريد الرد سريعًا، لكن أولمبياكوس اكتسب ثقة كبيرة، وبدأ يضغط باستمرار، إلا أن الدقيقة 59 أعادت الأمور إلى نصابها، إذ انطلق فينيسيوس من الجهة اليسرى بمجهود فردي مذهل، وتجاوز الرقابة قبل أن يرسل كرة أرضية متقنة للخلف، ليظهر مبابي في المكان المناسب ويودعها الشباك، مسجلا الهدف الرابع له ولفريقه في المباراة.
لكن الفريق الملكي لم ينجُ من المفاجأة التالية؛ ففي الدقيقة 81 سجل أولمبياكوس هدفه الثالث، في نسخة طبق الأصل من هدفه السابق: كرة عرضية داخل منطقة الجزاء، ورأسية قوية من النجم المغربي أيوب الكعبي هذه المرة نحو القائم البعيد، لتصبح النتيجة (3-4).
وتماسك لاعبو ريال مدريد في الدقائق الأخيرة، ونجحوا في إيقاف محاولات أولمبياكوس لإدراك التعادل، لينتزع الفريق الإسباني انتصارًا ثمينًا من أرض الإغريق، كان ضروريًا في ظل مرور الريال بفترة تذبذب في الأداء والنتائج.