عقدت إدارة الزمالك، اليوم الخميس، اجتماعًا حاسمًا للرد على الاتهامات التي أثيرت مؤخرًا حول وجود مخالفات داخل قطاع الناشئين بالقلعة البيضاء.
وترأس الاجتماع هشام نصر، نائب رئيس مجلس إدارة الزمالك، بحضور بدر حامد، رئيس قطاعات كرة القدم، لمناقشة التفاصيل الدقيقة لما جرى تداوله إعلاميًا مؤخرًا.
وتناول الاجتماع بشكل رئيسي ما أُثير على لسان نجم الزمالك السابق، وليد صلاح عبد اللطيف، في أحد البرامج التليفزيونية، حيث تحدث عن وجود مخالفات وشبهات مالية وإدارية داخل قطاع الناشئين بالنادي، وهي تصريحات أثارت ضجة واسعة في الأوساط الرياضية وجماهير القلعة البيضاء.
رد حاسم
كان رد بدر حامد حازمًا خلال الاجتماع، حيث نفى رئيس قطاعات كرة القدم بالزمالك وجود أي مخالفات أو شبهات في قطاع الناشئين جملةً وتفصيلًا.
ولم يكن هذا النفي مجرد تصريح عابر، بل جاء تأكيدًا على سلامة الإجراءات والنزاهة التي يعمل بها القطاع، والذي يشرف على مئات اللاعبين الواعدين بمختلف الأعمار.
وأكد بدر حامد، خلال حديثه أمام نائب رئيس النادي، استعداده التام وجميع العاملين بالقطاع للمساءلة القانونية والإدارية أمام إدارة النادي في حال وجود أي مستندات أو أدلة مادية ملموسة تثبت عكس ما قاله.
وشدد رئيس قطاعات كرة القدم بالزمالك على أن القطاع يعمل وفق لوائح ومعايير واضحة، وأن القرارات الفنية والإدارية لا تُتخذ بناءً على الأهواء أو المصالح الشخصية.
وفرّق بشكل واضح بين ما يُنشر في وسائل الإعلام وما يمكن إثباته بالأدلة والمستندات الرسمية، مشيرًا إلى أن القطاع يرفض الرد على “الأحاديث المرسلة في الفضائيات دون أدلة حقيقية”.
تفسير منطقي
لم يكتفِ رئيس قطاعات الكرة بنفي المخالفات، بل قدم تفسيرًا منطقيًا لمصدر هذه الشائعات والاتهامات المتداولة، حيث أوضح أنه من الطبيعي أن يشعر بعض أولياء الأمور بالغضب الشديد والإحباط عند استبعاد أبنائهم من القيد في القطاع بعد تقييم فني، خاصة أن كل ولي أمر يرى ابنه هو الأفضل والأجدر بالاستمرار.
وأشار بدر حامد إلى أن هذا الشعور قد يدفع بعض أولياء الأمور الذين يمتلكون قناعة شخصية بكفاءة أبنائهم، إلى ترويج شائعات لا أساس لها من الصحة ضد الجهاز الفني والإداري للقطاع، لاعتقادهم أن استبعاد أبنائهم كان بغير وجه حق أو نتيجة لمخالفات.
ولفت إلى أن هذه الظاهرة تحدث في جميع الأندية، وأنها ليست قاصرة على الزمالك فقط، وهو ما يضع الأمر في سياقه الطبيعي للمنافسة في الأندية الكبرى.
وفي ختام الاجتماع، وجه بدر حامد رسالة مباشرة إلى وليد صلاح عبد اللطيف، اللاعب السابق الذي أطلق هذه التصريحات، قائلا: “ثقتي كاملة في نزاهة ومهنية جميع العاملين بقطاع الناشئين، وأطالب من اللاعب السابق، إن وجدت لديه أي مستندات أو وثائق تدعم اتهاماته، بسرعة تقديمها لإدارة النادي اليوم قبل الغد”.
مطلب مشروع
الهدف من هذا المطلب هو فتح تحقيق فوري ومحاسبة أي مخطئ إن ثبت بالفعل وجود تجاوزات أو مخالفات.
وتُظهر هذه المطالبة الجدية من جانب إدارة الزمالك في التعامل مع القضية، حيث تؤكد التزام النادي بمبدأ الشفافية والمحاسبة، واستعدادها الكامل لتطهير القطاع من أي شبهات، مع التأكيد على ضرورة أن تكون الاتهامات مدعومة بأدلة مادية لا مجرد أقاويل إعلامية.
ويُنتظر أن تنتهي هذه الأزمة بتقديم الأدلة أو بصدور بيان رسمي من الإدارة يؤكد سلامة موقف القطاع بعد فشل أي طرف في إثبات عكس ذلك.
قطاع مهم
لم يغفل يانيك فيريرا، المدير الفني للفريق الأول بالزمالك، أهمية قطاع الناشئين، حيث بدأ بالفعل في متابعة مجموعة من اللاعبين المميزين بالقطاع بشكل منتظم، تمهيدًا لتصعيدهم ودمجهم تدريجيًا مع النجوم الكبار.
كما أن مجلس إدارة النادي الحالي يُولي اهتمامًا خاصًا بقطاع الناشئين، وينظر إليه كاستثمار مستقبلي حيوي.
فالإدارة تسعى لاستثمار هذه المواهب الشابة كحل استراتيجي للعبور من الأزمة المالية الراهنة، سواء من خلال دعم صفوف الفريق الأول أو تحقيق عوائد مالية مجزية من بيعهم مستقبلاً لأندية كبرى.
يُذكر أن قطاع الناشئين بنادي الزمالك لطالما كان مصدرًا أساسيًا لضخ المواهب إلى صفوف الفريق الأول، وهو ما يتجسد مؤخرا في تصعيد عدد من اللاعبين المميزين الذين ينتظرهم مستقبل كبير مع النادي.
وكان يانيك فيريرا قد قرر تصعيد ثلاثي فريق الشباب محمد حمد فرج وزياد مدحت والمدافع على عبد المجيد لمران الفريق الأول.
كما قام الجهاز الفني للزمالك بتصعيد حارس المرمى الواعد محمد الشناوي، واللاعب محمد السيد، بالإضافة إلى أيمن أمير عبد العزيز وحسام أشرف الذي رحل مؤخرا عن الابيض.
ودائما قطاع الزمالك قادر على تزويد الفريق الأول بعناصر شابة قادرة على تلبية احتياجاته الفنية والإسهام في حل الأزمة المالية عبر الاستثمار في بيع وتطوير هذه النجوم المستقبلية.