أعلنت رابطة الدوري الإسباني “لا ليجا”، إلغاء مشروع إقامة المباراة الرسمية بين برشلونة وفياريال في مدينة ميامي بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد أن أبلغت الشركة المُروجة للرابطة بقرارها وقف تنظيم الحدث، بسبب حالة عدم اليقين التي شهدتها إسبانيا خلال الأسابيع الأخيرة.
وأبدت “لا ليجا”، في بيان رسمي أسفها العميق لإلغاء هذه الخطوة، مؤكدة أن إقامة مباراة برشلونة وفياريال خارج الأراضي الإسبانية كانت فرصة تاريخية وغير مسبوقة لتعزيز مسار تدويل كرة القدم الإسبانية وتوسيع حضورها عالميًا.
وأوضحت الرابطة أن هذه المباراة كانت ستمثل خطوة محورية لدعم الانتشار الدولي للأندية واللاعبين، وتعزيز قيمة العلامة التجارية للدوري الإسباني في سوق إستراتيجية بحجم الولايات المتحدة.
وأكد البيان أن المشروع كان متوافقًا بالكامل مع القوانين واللوائح المنظمة للبطولة، ولم يكن ليؤثر على نزاهة المنافسة أو تكافؤ الفرص بين جميع الأندية، وهو ما أكدته المؤسسات الرياضية المختصة، رغم اعتراضها على إقامة المباراة لأسباب لا تتعلق بالجانب التنظيمي.
وحذرت “لا ليجا” من أن رفض مثل هذه المبادرات في ظل تنامي المنافسة العالمية يعرقل فرص التطور والنمو، خاصة في وقت تواصل فيه بطولات كبرى مثل الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا توسيع نفوذها وزيادة مواردها المالية حول العالم.
وأشارت الرابطة إلى أن فقدان مثل هذه الفرص يقلص من قدرة الأندية الإسبانية على زيادة دخلها وتعزيز قدرتها على الاستثمار والمنافسة على أعلى المستويات.
وفي ختام بيانها، وجهت “لا ليجا”، الشكر إلى ناديي برشلونة وفياريال على استعدادهما وتعاونهما لإنجاح المشروع، مجددة التزامها بمواصلة العمل على نشر كرة القدم الإسبانية عالميًا، وترسيخ رؤية حديثة وتنافسية تعود بالنفع على الأندية واللاعبين والجماهير.
وكانت رابطة الليجا قد أعلنت قبل أسابيع عن إقامة المباراة رسميًا بعد موافقة كلا الناديين، وتم تحديد موعدها في 20 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
مخاوف توسيع حضور الليجا عالميا
ورغم الجدل الذي رافق الفكرة منذ طرحها أول مرة عام 2018، فإن رئيس رابطة الليجا خافيير تيباس أصر على المضي قدمًا في تنفيذ المشروع الذي يعتبره جزءًا من استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى توسيع حضور الليجا عالميًا.
وقال تيباس في تصريحاته: “لا أشعر بأي خوف من أن تأتي بطولات أخرى لتلعب في إسبانيا، سواء كانت الدوري الإنجليزي أو غيره. نحن نؤمن بالتنافسية والانفتاح. ما نفعله اليوم هو خطوة نحو المستقبل، لتوسيع قاعدة جماهيرنا عالميًا”.
وأفاد تيباس بأن إقامة المباراة في ميامي ستحمل فوائد متعددة ليس فقط للبطولة الإسبانية، بل أيضًا للمدينة الأمريكية التي ستحتضن الحدث.
وأكد: “سنكون في ميامي أربع أو خمس أسابيع قبل وبعد المباراة، وسنطلق سلسلة فعاليات لتعريف الجماهير الأمريكية بكل ما تقدمه الليجا، من برامجنا الاجتماعية إلى مبادرات دعم ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى مشاركة سفراء الأندية المختلفة في أنشطة جماهيرية عبر مدن عدة في الولايات المتحدة”.
ولفت رئيس الليجا إلى أن هذا الحدث لن يكون مجرد مباراة واحدة، بل بداية لمسار متكامل نحو بناء علاقة مستدامة بين الليجا والسوق الأمريكي، الذي يُعد أحد أكبر الأسواق الرياضية في العالم.
وأوضح: “الهدف هو جعل الأندية الإسبانية أكثر قربًا من الجماهير في أمريكا الشمالية، وتعزيز قيمة العلامة التجارية لليجا عالميًا”.
فياريال يقرر تعويض جماهيره
من جانبه، أصدر نادي فياريال بيانًا رسميًا أكد فيه موافقته الكاملة على نقل المباراة إلى الأراضي الأمريكية، مع الالتزام باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتعويض جماهيره المحلية.
وجاء في البيان: “تؤكد الليجا التزامها تجاه جماهيرها في إسبانيا. سيتم بث المباراة مباشرة عبر القنوات الرسمية، مع توفير محتوى إضافي لتجربة أكثر تفاعلية للمشاهدين”.
وأضاف البيان أن الرابطة والنادي الأصفر اتفقا على حزمة من التعويضات لجماهير الفريق الذين سيتأثرون بنقل المباراة من ملعبهم، إذ سيتكفل فياريال بتغطية تكاليف سفر المشجعين الراغبين في حضور اللقاء في ميامي مجانًا، بينما سيحصل المشتركون الذين يقررون عدم السفر على خصم بنسبة 30% من قيمة اشتراكهم الموسمي، في بادرة تقدير لدعمهم وولائهم.
وأشار البيان أيضا إلى أن الأسابيع التي تسبق المباراة ستشهد تنظيم فعاليات ترويجية في عدة مدن أمريكية، حيث سيتم تقديم أنشطة تفاعلية للجماهير للتعرف على تاريخ الليجا، وأنديتها، وأساطيرها، إلى جانب فرص لقاء مع لاعبين سابقين وسفراء رسميين للبطولة.
وكان يُتوقع أن تحظى المباراة باهتمام إعلامي عالمي ضخم، كونها تشكل سابقة تاريخية في كرة القدم الإسبانية، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة في تسويق البطولات المحلية خارج حدودها التقليدية.
كما أن اختيار برشلونة للمشاركة في هذا الحدث يمنحه زخمًا إضافيًا، لما يمتلكه النادي من قاعدة جماهيرية ضخمة في قارتي أمريكا الشمالية والجنوبية، وخصوصًا في الولايات المتحدة.