استبعد حمد المنشري، أسطورة نادي الاتحاد، غريم فريقه التقليدي الأهلي من المنافسة على لقب الدوري السعودي للمحترفين هذا الموسم، رغم تحقيق الفريق انتصارين مهمين في الجولتين الأخيرتين.
وتمكن الأهلي من تحقيق فوز صعب على القادسية بنتيجة 2-1، في المباراة التي أقيمت على ملعب “الإنماء”، ضمن الجولة التاسعة من منافسات دوري روشن، بعد نحو أسبوعين من الفوز على الاتحاد في ديربي جدة بهدف النجم الجزائري رياض محرز.
ورغم الانتصارين، رأى حمد المنشري أن أداء الأهلي في الملعب يوضح أنه لن يكون منافسًا حقيقيًا على لقب الدوري هذا الموسم، مشيرًا إلى أن الفريق قد يكتفي بالمنافسة على كأس خادم الحرمين الشريفين، وتأمين مركز يؤهله للمشاركة في النسخة المقبلة من بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة.
وقال المنتشري في هذا الصدد: “الأهلي حقق انتصارًا مهمًا، جعله في المركز الرابع (بالدوري السعودي) على حساب القادسية.. ولكن بالنظر إلى المباراة، تجد أن الأهلي يكون مميزًا للغاية، وقد يكون الأفضل في الدوري السعودي عندما يحتاج الأمر إلى لعب مباراة دفاعية”.
وأوضح: “لعب الأهلي مباراة دفاعية مميزة للغاية ضد الاتحاد، وكذلك ضد القادسية.. ولكن، سيناريو المباراة خدم الأهلي، حيث سجل هدفًا في الدقيقة السادسة، ما اضطر القادسية للهجوم، وهو الأمر الذي يريده الفريق، من خلال التنظيم الدفاعي، والخروج بتحولات سريعة، رغم أنها لم تحدث”.
وأردف أسطورة نادي الاتحاد: “حتى عندما سجل القادسية هدف التعادل، رد الأهلي سريعًا بهدف آخر بعد دقيقة واحدة أو دقيقتين.. لكن الأفكار الهجومية في الأهلي غائبة تمامًا، ولكنه فقط يعمل على استغلال أخطاء المنافسين بشكل ممتاز”.
وتابع: “فكرة أنك تريد الفوز بالدوري بهذا الشكل، أرى أن هذا أمر صعب، فبأدائه أمام الاتحاد والقادسية، لن ينافس الفريق على اللقب.. الأهلي قد يحقق المركز الثاني أو الثالث أو الرابع، قد ينافس على التأهل إلى دوري أبطال آسيا، والحصول على لقب كأس الملك”.

مباراة تكتيكية
من جهته، اعتبر خالد العطوي، المدير الفني السابق لفريق الاتفاق، أن مباراة الأهلي والقادسية كانت تكتيكية بامتياز.
وأوضح في تصريحات تلفزيونية: “بدأت المباراة بحذر كبير من الفريقين، وتنظيم دفاعي في وسط الملعب، وأسلوب لعب متشابه من خلال انتظار أخطاء المنافس، والأهلي استغل الخطأ في الدقيقة السادسة”.
وأكمل: “الهدف المبكر الذي سجله الأهلي هو الذي جعل القادسية يمسك بزمام المبادرة، وأن يكون هو المسيطر والأفضل في الشوط الأول.. كما أن التنظيم الدفاعي المميز في الأهلي، انتصار على قلة وندرة الأفكار الهجومية في القادسية”.
كيف فاز الأهلي على القادسية؟
خرج الأهلي من مواجهة القادسية بفوز ثمين وصعب بنتيجة (2-1)، في مباراة يمكن وصفها بأنها صراع بين الفاعلية الهجومية والهيمنة بلا جدوى. وعلى الرغم من أنّ القادسية استحوذ على الكرة لفترات طويلة وفرض إيقاعه، فإن الراقي كان الأكثر نضجًا وقدرة على تحويل اللحظات القليلة التي سنحت له إلى أهداف غيّرت اتجاه اللقاء.
منذ بدايات المباراة ظهر أن القادسية يدخل المواجهة بثقة كبيرة، يتحكم في الرتم ويُدوّر الكرة في كل أرجاء الملعب، محاولًا جرّ الأهلي إلى مناطقه وإجباره على الركض خلف الكرة. ورغم نجاحه في ذلك لفترات طويلة، إلا أنّ الاستحواذ ظل بلا خطورة حقيقية، بينما كان الأهلي أكثر ذكاءً في اختيار لحظات الضغط والانتقال السريع، معتمدًا على جودة لاعبيه في الخط الأمامي لحسم التفاصيل الصغيرة.
ترجم الأهلي أول فرصة في الشوط الأول ليأخذ الأفضلية، ويعود بعدها القادسية إلى الاستحواذ لكن من دون أن يجد الحل في الثلث الأخير. وفي الشوط الثاني استغل الأهلي ارتباك المنافس في إحدى الهجمات المرتدة ليسجل الهدف الثاني الذي منح الفريق الأفضلية مرة أخرى، بعد دقيقتين فقط من استقبال التعادل.
ويمكن القول إن الأهلي نجح في اللعب وفق ما يملكه لا وفق ما يريده القادسية؛ الفريق لم يدخل في صراع الاستحواذ، ولم ينجرّ إلى محاولة مجاراة منافسه في امتلاك الكرة، بل لعب بواقعية شديدة، مركزًا على تحويل كل فرصة نصف خطرة إلى تهديد مباشر.
هذا النضج الهجومي كان الفارق، فأهداف الأهلي جاءت من قراءة جيدة للمساحات ومن توقيت مثالي للانطلاق، بينما عجز القادسية عن ترجمة تفوقه بالكرة إلى أهداف. وفي النهاية خرج الأهلي بالفوز لأنه عرف كيف يهاجم ومتى يهاجم، بينما خرج القادسية بحسرة فريق قدّم أداءً كبيرًا بلا حصاد.
مباراة تُظهر الفارق بين فريق يملك فاعلية وفريق يملك استحواذًا بلا أنياب، وبين من يسجل في اللحظة المناسبة ومن يضيّع الفرصة عندما تأتي.
ماذا ينتظر أهلي جدة؟
يستضيف الأهلي شقيقه الشارقة الإماراتي، مساء الإثنين المقبل، في إطار منافسات الجولة الخامسة من نخبة آسيا. ويتطلع “الراقي” لمواصلة سلسلة اللا هزيمة في البطولة والتي تمتد إلى 22 انتصارًا.
وحقق الفريق الأهلاوي 10 نقاط محتلاً بها وصافة ترتيب مجموعة غرب آسيا، خلف الهلال، بفارق نقطتين أقل (12). وكان الأهلي قد توج بطلاً بالنسخة الآسيوية الأخيرة من البطولة، وذلك للمرة الأولى في تاريخه.