رغم الريمونتادا التي حققها فريق أهلي جدة أمام نظيره القادسية، أمس الجمعة، إلا أن المدرب الألماني ماتياس يايسله لم يسلم من الانتقادات التي تلاحقه بصورة مستمرة خلال منافسات الموسم الجاري.
وتأهل الأهلي للدور نصف النهائي من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، بعدما أقصى القادسية بركلات الترجيح (5-4)، حيث كان “الراقي” متأخرًا (1-3)، قبل أن يعود ويُنهي اللقاء بالتعادل (3-3).
ويعود الفضل في العودة في النتيجة إلا رغبة وطموح لاعبي الأهلي، وقدرة يايسله على تحسين الأوضاع من خلال تغييرات رائعة ساهمت في قلب المعطيات.
ولكن رغم ذلك، لم يسلم يايسله من الانتقادات الإعلامية التي تلاحقه بصورة مستمرة، وخاصة على يد أحمد عطيف، لاعب المنتخب السعودي السابق.
انتقادات جديدة
عطيف قال في تصريحات تلفزيونية: “الأهلي عاد للمباراة بروح وإصرار اللاعبين وقدرتهم على التعامل مع ظروف المباراة، فالمدرب أخطأ بشكل واضح في الشوط الأول”.
وأضاف: “استطاع المدرب أن يصحح الأوضاع في الشوط الثاني، ولكن لا أفهم ما فعله في النصف الأول، فلماذا بدأ ببعض الأسماء التي لا تستحق ارتداء قميص الأهلي”.
وتابع: “على رأس هذه الأسماء ماتيو دامس الذي لا يقدم أي شيء يذكر، ولا يستحق التواجد في الأهلي، فالمدرب كان لديه خيارات عديدة، ولكنه اختار المدافع البلجيكي بشكل غريب”.
وأكمل حديثه: “لا أعرف سبب وجود دامس في صفوف الأهلي، فهو ليس قويًا على المستوى الدفاعي، ولا يتمتع بقدرات فنية عالية بالعملية الهجومية”.
وشدد: “إذا كان يايسله هو صاحب اختيار دامس، فهو أخطأ بشكل واضح، والدليل على عدم قناعته باللاعب هو التعاقد مع ظهيرين خلال الفترة الماضية”.
بئر الانتقادات
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها يايسله للهجوم على يد عطيف، حيث سبق وأن طالب إدارة الأهلي بالتخلص من المدرب الألماني.
وأوضح عطيف أن سبب عدم قناعته بالمدرب، هو عدم القدرة على تحقيق الدوري خلال الموسمين الماضيين، رغم امتلاكه مجموعة من العناصر الرائعة في مختلف المراكز.
ويرى لاعب المنتخب السعودي السابق أن تحقيق لقب دوري أبطال آسيا للنخبة خلال الموسم الماضي، ليس مقياسًا لنجاح المدرب الألماني، موضحًا أنه لا ينافس على الدوري ويعاني من تذبذب واضح على المستوى المحلي.
ماذا قدم يايسله مع الأهلي؟
تولى يايسله قيادة الأهلي مطلع موسم 2023-2024، واستطاع أن يقود الفريق للتأهل إلى دوري أبطال آسيا للنخبة في موسمه الأول بتحقيق المركز الثالث بدوري روشن.
وفي الموسم الماضي، توج بلقب دوري أبطال آسيا للمرة الأولى في تاريخ الأهلي، فضلاً عن تحقيق السوبر المحلي مطلع الموسم الجاري بفوزه على النصر بركلات الترجيح.
وبحسب صحيفة “الرياضية” السعودية، فإن يايسله يتمتع بسجل رائع في مباريات الكؤوس طوال مسيرته التدريبية، وهو ما يعكس قوته في خوض مباريات خروج المغلوب.
وقالت إن “يايسله خاض 20 مباراة في بطولات الكؤوس خلال مسيرته، منها 11 مباراة مع ريد بول سالزبورج و9 مباريات مع الأهلي. وحقق المدرب 16 انتصارًا مقابل 4 هزائم فقط، وتوّج بكأس النمسا وكأس السوبر السعودي 2025.
وقاد يايسله الأهلي في 105 مباريات، حقق الفوز في 66 وتعادل 18 وخسر في 21 مناسبة.
إضافة واضحة
منذ أن تولّى ماتياس يايسله قيادة أهلي جدة، شهد الفريق تحولًا فنيًا واضحًا، سواء على مستوى التنظيم أو طريقة اللعب.
أولى بصمات المدرب الألماني ظهرت في هيكلة المنظومة الدفاعية، حيث عمل على تقليص المساحات بين الخطوط وجعل الفريق أكثر انضباطًا في التمركز، مما خفّض من الأخطاء الفردية التي كانت تكلف الأهلي الكثير في المواسم الماضية.
كما اعتمد يايسله على الضغط المنظم بدل العشوائي، ما منح الفريق قدرة أفضل على استعادة الكرة بسرعة وإفساد هجمات الخصوم.
على المستوى الهجومي، قدّم يايسله إضافة نوعية من خلال التركيز على البناء الهادئ من الخلف، وتعزيز دور لاعبي الوسط في الربط وصناعة الهجمات، مع منح الحرية للأظهرة للتقدم وخلق تفوق عددي على الأطراف.
هذا الأسلوب جعل الأهلي أكثر تنوعًا في الحلول وأقل اعتمادًا على الفرديات، مع قدرة أكبر على التحكم في إيقاع المباراة.
كما برزت بصمة المدرب في إدارة المباريات، خصوصًا عبر التغييرات المؤثرة وتوظيف اللاعبين بمرونة حسب مجريات اللقاء، وهو ما ساعد الفريق على تحقيق أكثر من ريمونتادا هذا الموسم.
ونجح يايسله في استخراج أفضل ما لدى العديد من اللاعبين، سواء الأساسيين أو البدلاء، مما عزز عمق التشكيلة وقوة الأهلي الذهنية والفنية.
وبشكل عام، استطاع يايسله أن يمنح الأهلي هوية حديثة، انضباطًا تكتيكيًا، وشخصية قوية تجعله منافسًا حقيقيًا على البطولات.