رغم الهزيمة المؤلمة التي تلقاها برشلونة أمام ريال مدريد في كلاسيكو البرنابيو، واصل النجم الإنجليزي ماركوس راشفورد تألقه اللافت هذا الموسم مع البارسا، بعدما أضاف تمريرة حاسمة جديدة إلى رصيده.
وأكد ماركوس أنه أصبح أحد أبرز مفاتيح اللعب في كتيبة المدرب هانز فليك، وصانع الفارق في الخط الأمامي.
ووفقاً لصحيفة “سبورت” الإسبانية، فقد قدّم راشفورد تمريرته الحاسمة السادسة هذا الموسم في لقاء الكلاسيكو، ليؤكد مكانته كأفضل صانع ألعاب في برشلونة حتى الآن.. والمثير أنه وزّع تمريراته الحاسمة على 5 لاعبين مختلفين.
ويذهب بعض المحللين إلى اعتبار أن إسهامات راشفورد التهديفية تتعدى ذلك، إذ تسبب أيضاً في ركلة جزاء خلال الفوز الأوروبي الكبير على أولمبياكوس (6-1)، نفذها بنجاح لامين يامال، وإن كانت الإحصاءات لا تُسجَّلها كتمريرة حاسمة مباشرة.
راشفورد بات يتفوّق على جميع مهاجمي برشلونة من حيث المساهمات التهديفية، إذ سجل 5 أهداف وقدم 6 تمريرات حاسمة، ليصل مجموع مساهماته إلى 11 هدفاً في مختلف البطولات، ما يجعله المهاجم الأكثر تأثيراً في الفريق الكتالوني هذا الموسم.
والملاحظ أن التمريرات الست لراشفورد جاءت بتنوع واضح بين زملائه، إذ صنع هدفاً لرافينيا أمام فالنسيا، وآخر لفيران توريس ضد خيتافي، ومرر لرونالد أراوخو أمام أوفييدو، ولجول كوندي ضد ريال سوسييداد، ثم عاد ليمرر مجدداً لفيران توريس أمام باريس سان جيرمان، قبل أن يصنع الهدف الأخير لفيرمين لوبيز في الكلاسيكو ضد ريال مدريد.
تألق أوروبي وحضور محلي
سجّل راشفورد أهدافه الخمسة بقميص برشلونة أمام نيوكاسل (هدفين) وأولمبياكوس (هدفين) في دوري أبطال أوروبا، بينما جاء هدفه الوحيد في الدوري الإسباني خلال الخسارة أمام إشبيلية (4-1).
ويبدو أن النجم الإنجليزي يعيش ازدواجية مثيرة في أدواره، إذ يبرع كمهاجم هدّاف في أوروبا، بينما يتقمص دور صانع الألعاب في مباريات الليجا.
وخلال الكلاسيكو الأخير، عاد راشفورد للعب في مركز الجناح الأيسر بعد أن شارك في مركز المهاجم الصريح أمام أولمبياكوس لتعويض غياب فيران توريس وروبرت ليفاندوفسكي، ونجح وقتها في تسجيل ثنائية.
ورغم أن مستواه في سانتياجو برنابيو لم يكن الأفضل، فإن راشفورد صنع تمريرة حاسمة متقنة لفيرمين لوبيز، الذي حولها لهدف مميز في مرمى كورتوا.
Getty Images
دعم فليك ورغبة في البقاء
يحظى ماركوس راشفورد بثقة ودعم كبيرين من مدربه هانز فليك، الذي يحرص في كل مناسبة على الإشادة بقدراته الفنية والانضباطية.
ويعتبر اللاعب فترة وجوده في برشلونة فرصة لإحياء مسيرته بعد المرحلة الصعبة التي مر بها تحت قيادة المدرب روبن أموريم، والتي أدت إلى إبعاده عن التشكيلة الأساسية، ما دفعه للانتقال على سبيل الإعارة أولاً إلى أستون فيلا (حيث سجل 4 أهداف في 17 مباراة) ثم إلى برشلونة.
ومنذ وصوله إلى “البلوجرانا”، شارك راشفورد في 13 مباراة دون أن يغيب عن أي لقاء، مساهماً في 11 هدفاً ما بين التسجيل والصناعة، ليصبح أحد أكثر اللاعبين استمرارية وتأثيراً في الفريق.
ورغم أن خيار شراء عقده من ناديه الأصلي تتراوح قيمته بين 30 و35 مليون يورو، وهي صفقة معقدة بالنسبة لبرشلونة في ظل الوضع المالي الحالي، فإن راشفورد مصمم على تقديم أفضل ما لديه.
ويشعر النجم الإنجليزي بالراحة في أجواء النادي الكتالوني، ويحظى باحترام زملائه في غرفة الملابس، وتقدير الجهاز الفني، ودعم جماهير الفريق التي ترى فيه أحد أبرز نجوم الموسم حتى الآن.
مسيرة مميزة
يعد ماركوس راشفورد، المولود في 31 أكتوبر/تشرين الأول 1997 بمدينة مانشستر الإنجليزية، واحداً من أبرز المواهب التي أنجبتها أكاديمية مانشستر يونايتد في السنوات الأخيرة.
بدأ رحلته الكروية داخل جدران النادي منذ أن كان في السابعة من عمره، قبل أن يشق طريقه بثبات نحو الفريق الأول، ليُعلن عن نفسه بقوة في فبراير/شباط 2016 عندما سجل ثنائية في ظهوره الأول أمام ميتييلاند في الدوري الأوروبي، ثم كرر الإنجاز ذاته في أول مباراة له بالدوري الإنجليزي أمام آرسنال.
تميز راشفورد منذ بدايته بقدرته على اللعب في أكثر من مركز هجومي، سواء كجناح أيسر أو كمهاجم صريح، إضافة إلى سرعته الكبيرة ومهارته في المراوغة وإنهاء الهجمات بدقة.
ومع مرور الوقت، أصبح أحد الأعمدة الأساسية في تشكيلة مانشستر يونايتد تحت قيادة عدد من المدربين، من لويس فان جال إلى جوزيه مورينيو وأولي جونار سولسكاير.
على الصعيد الدولي، شارك راشفورد مع المنتخب الإنجليزي لأول مرة عام 2016، وسجل هدفاً في ظهوره الأول أمام أستراليا، ليصبح أصغر لاعب يسجل في أول مباراة له بقميص “الأسود الثلاثة”. وشارك مع إنجلترا في بطولات كبرى مثل كأس العالم 2018 و2022 وبطولة يورو 2020، حيث أثبت نفسه كأحد الوجوه البارزة في جيله.
وفي عام 2025، خاض تجربة جديدة مع برشلونة، بعدما انتقل على سبيل الإعارة في خطوة فتحت أمامه أفقاً جديداً للتطور واستعادة بريقه.
راشفورد لا يُعرف فقط بإنجازاته داخل الملعب، بل أيضاً بأعماله الخيرية المؤثرة في المملكة المتحدة، خصوصاً حملته لدعم الأطفال المحتاجين، ما جعله رمزاً رياضياً وإنسانياً في آن واحد.