رغم عبور الفتح.. طعنة جديدة تضرب مشروع إنزاجي

BySayed

نوفمبر 23, 2025


تلقى الإيطالي سيموني إنزاجي، المدير الفني لهلال، صدمة جديدة، رغم تحقيق الفوز 2-1 أمام الفتح، مساء السبت، ضمن الجولة التاسعة من دوري روشن للمحترفين.

وحقق الهلال، الفوز في الدقيقة 88 بعدما سجل البرتغالي روبن نيفيز من ركلة جزاء، تحصل عليها سالم الدوسري.

ورغم وصول الهلال لوصافة ترتيب دوري روشن برصيد 23 نقطة، وتقليص الفارق مع النصر المتصدر، إلى نقطة واحدة بشكل مؤقت، إلا أن هذا لم يكن كافيًا لإقناع الجماهير وبعض الخبراء في الكرة السعودية.

طعنة جديدة

قال أحمد عطيف نجم الشباب والمنتخب السعودي السابق، في تصريحات تلفزيونية “يمثل الفوز 3 نقاط مهمة للهلال في سباق الدوري، سواء على مستوى ملاحقة المنافسين المباشرين مثل النصر والتعاون، أو في تعزيز موقعه في جدول الترتيب”.

وأضاف “لكن على مستوى الأداء الفني، ما زال الهلال بعيدًا عن الصورة التي اعتدناها منه، سواء على صعيد الأفكار أو جودة الأسلوب أو حتى الاستفادة من الأدوات المتاحة داخل الفريق”.

وأكمل “الهلال، الذي نعرفه دائمًا كفريق يصنع الفرص ويُهدد مرمى الخصوم باستمرار، لم ينجح اليوم في خلق فرص حقيقية للتسجيل، وطريقة اللعب بدت بعيدة تمامًا عن إمكانيات اللاعبين الموجودين في الملعب، وكأن هناك فجوة بين الأفكار المطروحة وبين هوية الفريق في أرضية الملعب”.

وتابع “هذه الفجوة جعلت الهلال، يظهر أقل من شخصيته المعتادة، الشخصية المسيطرة، الضاغطة، المهيمنة على الخصم”.

وأردف “حتى عند محاولة الضغط أو بناء الهجمة، بدا الفريق وكأنه يُجرب دون قناعة، أو يسير بأسلوب لا يتناسب مع عناصره، فمن منظور تحليلي، الأداء هو ما يصنع الاستمرارية، وهو ما يجلب النقاط في المدى الطويل”.

وشدد “أما 3 نقاط اليوم فهي مهمة في مسار المنافسة، لكنها لا تسند الفريق، إذا استمر الأداء بهذا التراجع، لأنك قد تخسر في أي لحظة عندما تواجه منافسًا أقوى أو أكثر تنظيمًا”.

مستوى غير مُقنع

من جانبه، قال حمد المنتشري نجم اتحاد جدة السابق “رغم أن الهلال يسير بثبات في النتائج ويواصل تحقيق الانتصارات، إلا أن الفريق ما زال يظهر ناقصًا على مستوى الأداء قياسًا بطموحاته الكبيرة في المنافسة على البطولات الثلاث”.

وواصل “لا شك أن الهلال يحصد النقاط، لكن الصورة الفنية حتى الآن، لا تعكس الهلال الذي يعرفه الجمهور، فالفريق يعاني خصوصًا عندما يواجه خصمًا متكتلًا دفاعيًا”.

وأوضح “الهلال يجد صعوبة في كسر التنظيم الدفاعي للمنافس، وتتحول المباراة إلى مهمة معقدة في غياب الحلول الهجومية الواضحة، والتحولات الهجومية ليست بالسرعة المطلوبة، والتنظيم الدفاعي أحيانًا يجعل المباراة أصعب مما يجب أن تكون عليه”.

وأتم “ورغم كل ذلك، يبقى الشيء الإيجابي هو شخصية الهلال؛ فالفريق يملك القدرة على الفوز حتى في المباريات الضيقة التي تُحسم بهدف واحد، والدليل أنه نجح في الفوز بـ 6 مباريات بفارق هدف من أصل 11 مواجهة هذا الموسم، وهو ما يعكس صلابة شخصية الفريق وقدرته على الخروج بالنقاط حتى دون أداء مقنع”.

تحديات صعبة

الهلال يقف على أعتاب فترة تبدو الأكثر حساسية في موسمه، فترة تتداخل فيها البطولات وتتسارع خلالها الإيقاعات، ويجد فيها الفريق نفسه أمام سلسلة من التحديات التي لا تسمح بأي مساحة للخطأ، فبعد العودة من فترة التوقف واستعادة عدد من العناصر المصابة، يدخل الهلال مرحلة تحتاج إلى جاهزية كاملة، وإلى فريق يعرف كيف يحافظ على شخصيته وهيبته وسط ضغط المباريات وتنوع المنافسين.

أول ما ينتظر الهلال، هو مواجهات كأس الملك، تلك البطولة التي لا تمنح أحدًا فرصة للتعويض، وكل مباراة فيها تُعد مواجهة حياة أو خروج نهائي.

الفريق يدرك أن أي خطأ بسيط قد يطيح به خارج المسابقة، ولذلك سيكون مطالبًا بشراسة أكبر، وتركيز مضاعف، وقدرة على إدارة التفاصيل الصغيرة التي تحسم مثل هذه المباريات.

وفي الوقت نفسه، يترقب الهلال، محطة أكثر صعوبة على المستوى القاري، حيث يستعد لمواصلة مشواره في دوري أبطال آسيا للنخبة.

البطولة الآسيوية دائمًا ما تتطلب فريقًا ثابتًا وصاحب خبرة كبيرة، والهلال يعرف ذلك أكثر من غيره. 

المباريات المقبلة ستضع الأزرق أمام منافسين لا يقلون قوة ولا خبرة، مما يجعل كل مواجهة بمثابة اختبار لقدرة الفريق على الصمود وتقديم كرة قدم عالية تحت ضغط السفر، وتنوع البيئات، وتغير ظروف المباريات.

أما في الدوري، فالهلال يجد نفسه وسط صراع طويل النفس، يحتاج إلى ثبات وهدوء وحصد نقاط دون توقف. 

دوري روشن لم يعد سهلًا كما كان سابقًا، فكل الفرق أصبحت أكثر جاهزية، وكل تعثر قد يفتح الباب أمام المنافسين للعودة، فالهلال مطالب بأن يحافظ على نسقه في كل أسبوع، وأن يتعامل مع المباريات كما لو أنها نهائيات صغيرة، لأن السباق على القمة يتطلب حضورًا ذهنيًا وبدنيًا مستمرًا.

كل ذلك يحدث في وقت يعاني فيه الفريق من ضغط المباريات وتداخل البطولات، إذ يلعب الهلال مباراة كل ثلاثة أو أربعة أيام. 

هذا الوضع يضع ثقلًا كبيرًا على كاهل سيموني إنزاجي، الذي يحتاج إلى تدوير ذكي، وإدارة بدنية دقيقة، واستثمار كل لاعب في القائمة، بما فيهم العائدون من الإصابة مثل نونيز، الذي يمكن أن يشكل ورقة حاسمة في هذه المرحلة.

ومع كل هذه التحديات الفنية، هناك تحدٍ آخر لا يقل شأنًا، متمثل في الضغط الجماهيري والإعلامي، ففريق الهلال لا تُقاس نتائجه بالفوز فقط، بل بالأداء والإقناع، والجماهير تنتظر الكثير دائمًا. أي تعثر يصبح مادة للنقد، وأي فوز غير مريح يُفتح عليه باب اللوم. 



المصدر – كوورة

By Sayed