كشفت تقارير صحفية سعودية أن البرتغالي جورجي جيسوس المدير الفني للنصر، كان قد حقق رغبة خاصة له على صعيد تدعيمات الفريق، سعى إليها منذ أن كان مدربا للغريم الهلال.
ويقود جيسوس النصر منذ بداية الموسم الحالي، حيث تم إعلانه مدربا للعالمي بعد أسابيع قليلة من رحيله عن قيادة الجار الهلال.
وذكرت صحيفة “اليوم” السعودية أن جيسوس كان قد طلب التعاقد مع الثنائي، كينجسلي كومان الجناح الفرنسي، وجواو فيليكس صانع الألعاب البرتغالي منذ أن كان مدربا لهلال، لكن طلبه قوبل بالرفض آنذاك، وكان بمثابة حلم بعيد المنال.
ونجح المدرب البرتغالي في تحقيق رغبته بالتعاقد مع الثنائي عندما تولى تدريب النصر لاحقا، ليصنع اللاعبان الفارق بشكل واضح بعد انضمامهما إلى صفوف النصر.
موسم صعب
وعاش جيسوس موسما صعبا وهو الأخير له على رأس القيادة الفنية للهلال، إذ لم يكن على غرار سابقه مطلقا، الذي عرف فيه الفريق نجاحا كبيرا لاسيما محليا.
وربما كانت بعض تلك الخلافات المستترة حول السياسات التعاقدية سببا في ما آلت إليه الأمور في النهاية والفشل في حصد أي لقب.
وساهمت الخسارة من الأهلي في الدور نصف النهائي من بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة، في أن تصل علاقة جيسوس بالهلال إلى نقطة النهاية.
ويمتلك جيسوس فلسفته الخاصة التي تجعله يفرض أسلوبه ويرغب في وجود فريق على أتم مستوى من الجاهزية لتنفيذ رؤيته، حتى لو اقتضى الأمر التضحية ببعض الأسماء الكبرى.
فلم يتردد العجوز البرتغالي في الاستغناء عن النجم البرازيلي كثير الإصابات نيمار جونيور، بعدما شعر أن الفريق لن يحقق أي استفادة منه، وأن وجود سيضر الفريق أكثر من تحقيق أي منفعة كونه يحتل خانة لاعب أجنبي لكن لا يلعب.
قطعة ناقصة
ومنذ انضمام فيليكس إلى كتيبة مدربه جيسوس في النصر، أصبح بلا مبالغة أهم لاعبي الفريق، فهو الذي يقدم هدايا لزملائه، ولا يتعطل بالكرة في أي موقف هجومي، وإذا تعقدت الأمور يسجل بنفسه، علما بأن سجله التهديفي قد بات مميزا للغاية في المباريات الأولى له.
وجود جواو فيليكس مع النصر يمثل إضافة نوعية على الصعيدين الفني والتسويقي، إذ يجمع اللاعب البرتغالي بين المهارة العالية والقدرة على صناعة الفارق في المساحات الضيقة، ما يجعله أحد أهم الأوراق الهجومية في الفريق.
فيليكس يمتاز بذكاء تكتيكي يسمح له بالتحرك بين الخطوط وربط خط الوسط بالهجوم، كما يملك القدرة على المراوغة والتمرير الحاسم، وهو ما يمنح النصر خياراً متجدداً في مواجهة الفرق التي تعتمد على الكثافة الدفاعية.
إضافة إلى ذلك، فإن خبرته الأوروبية مع أندية كبرى مثل أتلتيكو مدريد وبرشلونة تمنحه ثقة في التعامل مع المباريات الكبيرة، وهو ما ينعكس على زملائه داخل أرض الملعب.
على مستوى الأرقام، يظهر تأثيره في معدل مساهماته التهديفية، سواء عبر التسجيل أو الصناعة، فضلاً عن معدل تمريراته المفتاحية في المباراة الواحدة، ما يجعله أحد أكثر اللاعبين فعالية في الثلث الهجومي. وجوده بجوار نجوم بحجم كريستيانو رونالدو وأندرسون تاليسكا يضاعف من خطورة النصر، حيث يتيح للفريق تنويع خياراته الهجومية وعدم الاعتماد على لاعب بعينه.
كما أن مرونته التكتيكية تمنح المدرب حرية في تغيير الرسم الخططي من 4-3-3 إلى 4-2-3-1 دون فقدان التوازن. من جانب آخر، يمثل فيليكس قيمة تسويقية للنصر، بفضل مكانته كلاعب شاب من الصف الأول في أوروبا، وهو ما يرفع من شعبية النادي ويعزز صورته على الساحة العالمية.
ومع تزايد طموحات النصر في المنافسة على دوري أبطال آسيا 2 وتحقيق لقب الدوري المحلي، يبرز دور جواو فيليكس كلاعب قادر على صناعة الفارق في الأوقات الصعبة وتحويل التفاصيل الصغيرة إلى انتصارات كبيرة، ليصبح أحد الركائز التي يعول عليها الفريق في رسم ملامح نجاحه بالمواسم المقبلة.
إضافة نوعية
أما وجود كينجسلي كومان مع النصر فهو يمثل إضافة هجومية من العيار الثقيل، فهو لاعب يملك سرعة استثنائية على الأطراف وقدرة كبيرة على اختراق الدفاعات بفضل مهاراته الفردية ومراوغاته المتقنة، ما يجعله خياراً أساسياً في تنويع الحلول الهجومية للفريق.
كومان اعتاد على اللعب تحت ضغط المباريات الكبرى مع بايرن ميونخ ومنتخب فرنسا، وهو ما يجعله مؤهلاً لتقديم الإضافة في اللحظات الحاسمة التي يحتاج فيها النصر للاعب قادر على تحويل مجريات المباراة بلمسة أو انطلاقة سريعة.
الدور الذي يقدمه لا يقتصر فقط على صناعة الأهداف أو تسجيلها، بل يمتد إلى توسيع الملعب عبر تمركزه على الخط الجانبي، مما يمنح زملاءه مساحات أكبر للتحرك، خصوصاً المهاجمين في عمق منطقة الجزاء مثل كريستيانو رونالدو أو تاليسكا.
على مستوى الأرقام، يتميز كومان بمعدل عالٍ من المراوغات الناجحة في المباراة الواحدة، إضافة إلى تمريرات عرضية دقيقة ترفع من فرص التسجيل، وهو ما يمنح النصر تنوعاً في بناء اللعب سواء من العمق أو الأطراف.
كما أن خبرته في التعامل مع الضغط الدفاعي تجعله قادراً على منح الفريق التفوق في المواجهات الفردية، وهو عنصر أساسي في كسر التكتلات الدفاعية التي يواجهها النصر غالباً محلياً وآسيوياً.