رقص وبكاء وشماريخ.. مشاهد احتفالية من تأهل السعودية إلى المونديال

BySayed

أكتوبر 14, 2025


كتب المنتخب السعودي فصلًا جديدًا من فصول المجد، بعدما حجز رسميًا بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، إثر تعادله السلبي مع نظيره العراقي، في المواجهة التي جمعتهما مساء الثلاثاء على ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية “الإنماء” في جدة، ضمن الجولة الأخيرة من الملحق الآسيوي المؤهل للمونديال.

ودخل الأخضر اللقاء بثقة عالية بعد انتصاره الثمين على إندونيسيا بنتيجة 3-2، وهي النتيجة التي منحته الأفضلية في سباق التأهل، فكان بحاجة إلى نقطة واحدة فقط لحسم بطاقة العبور رسميًا، وهو ما تحقق وسط أجواء جماهيرية صاخبة رسمت لوحة وطنية مبهرة في مدرجات “الإنماء”.

وبهذا التأهل، يواصل المنتخب السعودي كتابة التاريخ العالمي بحضوره السابع في المونديال، بعد مشاركاته السابقة في أعوام 1994، 1998، 2002، 2006، 2018، و2022، ليؤكد مكانته كواحد من أعمدة الكرة الآسيوية، وأحد أكثر المنتخبات العربية استمرارية على الساحة العالمية.

في المقابل، سيكمل المنتخب العراقي طريقه عبر الملحق الآسيوي المصغّر، بمواجهة نظيره الإماراتي في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل لتحديد المتأهل إلى الملحق العالمي الفاصل.

دموع القائد.. لحظة لا تُنسى

وبعد أن أطلق حكم المباراة صافرة النهاية، حتى تحولت أرض ملعب الإنماء إلى ساحة من الفرح والدموع.

سالم الدوسري، قائد الأخضر، لم يتمالك نفسه، وذرفت عيناه دموع الفرح، بعدما قاد منتخب بلاده لتحقيق إنجاز جديد يضاف إلى مسيرته المضيئة.

كان المشهد إنسانيًا مؤثرًا؛ فبينما رقصت الجماهير في المدرجات، رفع سالم الدوسري يداه ونظر إلى السماء شاكرًا، وسط تصفيق مدوٍ من الجماهير السعودية.

ولم يكن غريبًا أن يعلن الاتحاد الآسيوي تتويج سالم الدوسري بلقب رجل المباراة، بعدما قاد الأخضر للتأهل من داحل الملعب وألهم زملاءه بروحه القيادية.

وأصبح قائد المنتخب السعودي ونادي الهلال، الأقرب للتتويج بجائزة أفضل لاعب آسيوي للمرة الثانية في تاريخه، وسط منافسة من الثنائي القطري أكرم عفيف، والماليزي عارف أيمن.

ويستضيف الاتحاد السعودي لكرة القدم النسخة الـ29 من الحفل السنوي لجوائز الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لعام 2025 في العاصمة الرياض الخميس 16 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لينضم هذا الحدث لسلسلة الفعاليات الرياضية الكبرى التي تحتضنها المملكة.

ووفقا لصحيفة “عكاظ” اقترب سالم الدوسري من التتويج بجائزة أفضل لاعب آسيوي، بعدما انفردت نفس الصحيفة في الأول من يوليو/تموز الماضي بترشح الدوسري لجائزة أفضل لاعب في قارة آسيا.

ويأتي اقتراب النجم سالم الدوسري من التتويج بجائزة أفضل لاعب آسيوي للمرة الثانية، عقب تتويجه بلقب هداف دوري أبطال نخبة آسيا 2024/ 2025 برصيد 10 أهداف، وحصوله على جائزة أفضل لاعب محلي في دوري روشن السعودي للمحترفين الموسم الماضي، وحصد جائزة أفضل لاعب في مباراة الهلال وباتشوكا المكسيكي في كأس العالم للأندية 2025، ومشاركته في تأهل الأخضر السعودي إلى المونديال السابع في تاريخه.

شماريخ واحتفالات على أنغام “يا سعودي ما شاء الله”

بينما كان لاعبو العراق يغادرون أرضية الملعب بخيبة أمل، كانت مدرجات الإنماء تشتعل بالألوان الخضراء.

وأطلقت الجماهير السعودية الشماريخ والألعاب النارية في سماء جدة، وارتفعت أصوات الأغاني الوطنية، وعلى رأسها الأهزوجة الشهيرة: “يا سعودي ما شاء الله”.

وتوجه لاعبو الأخضر نحو الجماهير، واحتفلوا معهم داخل الملعب، وسط ابتسامات ودموع من الفرحة، وكأن الوطن بأكمله يقف خلف هذا الإنجاز.

مروان الصحفي يرقص.. وهيرفي رينارد في السماء

وسط أجواء الفرح العارمة، خطف مروان الصحفي الأنظار برقصة عفوية أمام الجماهير، ليشعل المدرجات تصفيقًا، في مشهد يعكس روح الشباب والثقة داخل صفوف المنتخب.

أما هيرفي رينارد، المدير الفني للأخضر، فكان في قلب الحدث. حيث احتضنه اللاعبون بحب كبير ورفعوه عاليًا، وسط فرحة وسعادة عارمة من المدرب الفرنسي، وكأنه يعيش لحظة انتصار جماعي أكثر من كونها إنجازًا شخصيًا.

العبود يبكي.. وعبدالعزيز الفيصل يحتفل

وفي زاوية أخرى من المشهد، جلس عبدالرحمن العبود على أرض الملعب متأثرًا بشدة، إذ لم يتمالك دموعه التي انهمرت بغزارة.

في المقابل، حضر الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، إلى أرضية الملعب فور صافرة النهاية، وشارك اللاعبون والجماهير فرحتهم الكبيرة، وسط تحية للجماهير.

من مفاجأة أمريكا إلى الحضور الدائم

رحلة الأخضر مع المونديال ليست وليدة اليوم، بل هي مسيرة ممتدة منذ مفاجأة مونديال أمريكا 1994، حين تأهل المنتخب السعودي إلى دور الـ16، وسجّل سعيد العويران هدفًا أسطوريًا في مرمى بلجيكا دخل التاريخ.

ومنذ ذلك الحين، أصبح الأخضر رقمًا ثابتًا في المشهد الكروي العالمي، حيث شارك في فرنسا 1998، وكوريا واليابان 2002، وألمانيا 2006، ثم عاد بقوة في روسيا 2018، قبل أن يحقق فوزًا مدويًا على الأرجنتين في قطر 2022، أحد أعظم الانتصارات العربية في تاريخ كأس العالم.



المصدر – كوورة

By Sayed