ركلة جزاء قاتلة تعمّق جراح الأخضر في مونديال الشباب

BySayed

أكتوبر 3, 2025


بصمة اليهيبي لا تنقذ السعودية من هزيمة درامية

تلقى المنتخب السعودي تحت 20 عامًا خسارة موجعة أمام نظيره النيجيري بثلاثة أهداف مقابل هدفين، فجر الجمعة، على ملعب فيسكال دي تالكا في تشيلي، ضمن منافسات الجولة الثانية من المجموعة السادسة ببطولة كأس العالم للشباب.

المباراة كانت مثيرة وحافلة بالندية منذ دقائقها الأولى، حيث شهدت تقلبات كبيرة في النتيجة وفرصًا ضائعة للأخضر الشاب، قبل أن يخطف المنتخب النيجيري الفوز في اللحظات الأخيرة، تاركًا الصقور في موقف غاية في التعقيد يهدد مسيرتهم في البطولة.

بداية نيجيرية ورد سعودي

دخل المنتخب السعودي اللقاء بحماس كبير، وكاد أن يفتتح التسجيل مبكرًا عبر تسديدة قوية من بسام هزازي في الدقيقة الثامنة، لكن الحارس النيجيري أبعدها.

وبعد دقيقتين فقط، نجحت نيجيريا في استغلال سوء التمركز الدفاعي للأخضر لتسجل الهدف الأول بواسطة رأسية صالحو نصيرو عند الدقيقة 10.

رد الصقور لم يتأخر، حيث هددوا المرمى النيجيري بمحاولتين خطيرتين؛ الأولى رأسية عواد أمان التي مرت بجوار القائم، ثم تسديدة صاروخية من راكان الغامدي ارتطمت بالعارضة في الدقيقة 18.

وجاءت اللحظة المنتظرة عند الدقيقة 21، حين تمكن عمار اليهيبي من تسجيل أول أهداف السعودية في البطولة بعد تمريرة متقنة من ثامر الخيبري أسكنها الشباك ببراعة.

رغم التفوق السعودي الهجومي، عادت نيجيريا لتفاجئ الأخضر مجددًا في الدقيقة 38، عبر تسديدة قوية من ركلة حرة مباشرة نفذها أموس أوشوش، أنهت الشوط الأول بتقدم النسور الخضراء 2-1.

حاجي يحيي الأمل

مع بداية الشوط الثاني، لجأ المدرب البرازيلي ماركوس سواريز إلى ورقة هجومية مؤثرة، حين دفع بالمهاجم الشاب طلال حاجي، الذي لم يحتج سوى دقائق قليلة ليترك بصمته، إذ ارتقى لرأسية رائعة عند الدقيقة 50 بعد عرضية متقنة من محمد برناوي، مسجلًا هدف التعادل الثاني للأخضر.

وكاد حاجي أن يضاعف الفرحة السعودية بعد ثماني دقائق، حين سدد كرة قوية ارتطمت بالقائم، فيما شهدت الدقيقة 59 لحظة جدلية حين لجأ الحكم البرتغالي جواو بينيرو لتقنية الفيديو بعد سقوط اليهيبي داخل منطقة الجزاء، لكنه رفض احتساب ركلة جزاء.

واصل الصقور ضغطهم المكثف، لكن التسرع في اللمسة الأخيرة وغياب التركيز حال دون استغلال الفرص الكثيرة، في وقت بدا فيه أن المباراة تتجه نحو التعادل.

وفي الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع، جاءت الضربة القاسية. فقد احتسب الحكم ركلة جزاء على عواد أمان بعد لمسة يد داخل المنطقة، انبرى لها دانيال بامي بنجاح، مسجلًا الهدف الثالث لنيجيريا، ليمنح منتخب بلاده فوزًا قاتلًا ويضاعف من معاناة الأخضر.

اليهيبي.. بصمة مونديالية

ورغم مرارة الخسارة، خطف عمار اليهيبي الأنظار مجددًا بتألقه، حيث دوّن اسمه في تاريخ المنتخب بعدما كان قد سجل الهدف الحاسم في مرمى الصين خلال التصفيات الآسيوية في فبراير الماضي بالدقيقة (90+5)، ليقود السعودية إلى المونديال للمرة العاشرة. واليوم، واصل إثبات موهبته بتسجيل أول أهداف الأخضر في تشيلي.

هذه الخسارة تركت المنتخب السعودي في ذيل ترتيب المجموعة السادسة بلا نقاط بعد خسارتين متتاليتين (أمام كولومبيا ثم نيجيريا). ولم يعد أمام الصقور سوى التمسك بالأمل الضئيل بالفوز على النرويج في الجولة الثالثة بفارق يزيد عن هدفين، مع انتظار سقوط نيجيريا أمام كولومبيا، من أجل المنافسة على بطاقة أفضل الثوالث المؤهلة إلى ثمن النهائي.

في المقابل، رفع المنتخب النيجيري رصيده إلى 3 نقاط أنعشت آماله، بينما يتقاسم منتخبا كولومبيا والنرويج صدارة المجموعة بـ4 نقاط لكل منهما بعد تعادلهما السلبي في الجولة الثانية.

تصريحات ما بعد المباراة

أبدى المدرب ماركوس سواريز أسفه على ضياع الفوز قائلاً: “كنا قادرين على تحقيق نتيجة أفضل، لكن الأخطاء الفردية المتكررة كلفتنا الكثير. علينا أن نتمسك بالأمل والعمل بجد قبل المباراة الأخيرة”.

وأضاف المدرب البرازيلي: “لست في موقع يسمح لي بالحديث عن صحة قرارات الحكم، لكننا ندرك أن التفاصيل الصغيرة تصنع الفارق في بطولات كبرى مثل كأس العالم”.

من جانبه، قال اللاعب زياد الغامدي: “قدمنا كل ما بوسعنا، لكن الحظ لم يكن بجانبنا. سنقاتل في المباراة المقبلة أمام النرويج وبحول الله سنعوض جماهيرنا”.

مواجهة مصيرية  

وبذلك، باتت المواجهة المقبلة للأخضر أمام النرويج مصيرية لتحديد مصيره في البطولة. الفوز فقط، وبفارق كبير، قد يفتح باب التأهل للدور ثمن النهائي، أما أي تعثر جديد فسيعني نهاية المشوار المونديالي للشباب مبكرًا.



المصدر – كوورة

By Sayed