قدّم البرتغالي الأسطوري كريستيانو رونالدو فصلًا جديدًا من فصول تألقه في الملاعب السعودية، بعدما قاد النصر إلى فوز مثير على ضيفه الفيحاء بنتيجة 2-1، في المواجهة التي جمعتهما مساء السبت على ملعب الأول بارك، ضمن منافسات الجولة السابعة من دوري روشن السعودي للمحترفين.
ورغم المقاومة القوية التي أظهرها الفيحاء خلال اللقاء، فإن رونالدو فرض كلمته الحاسمة وسجّل هدفي النصر، الأول قبل نهاية الشوط الأول، والثاني من ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع، ليقود فريقه إلى انتصار مهم حافظ به على الصدارة بالعلامة الكاملة.
المباراة شهدت بداية صعبة لأصحاب الأرض، بعدما خطف الفيحاء هدف التقدّم عبر جيسون ريميسيرو في الدقيقة 13، حين استغل تمريرة طويلة لينفرد بالمرمى ويودع الكرة الشباك بثقة.
ورغم سيطرة النصر، عانى الفريق في استغلال فرصه قبل أن يظهر القائد البرتغالي ليدرك التعادل قبل نهاية الشوط الأول بثماني دقائق، بعد متابعة ناجحة داخل المنطقة أعادت “العالمي” إلى أجواء اللقاء.
وفي وقت بدا فيه أن المباراة تتجه نحو التعادل، تدخل “الفار” لاحتساب ركلة جزاء للنصر في الوقت بدل الضائع، تقدم لها رونالدو بثقة وسددها بنجاح، ليكمل ليلة مثالية ويمنح فريقه ثلاث نقاط ثمينة.
بهذه النتيجة رفع النصر رصيده إلى 21 نقطة في صدارة الترتيب محققًا العلامة الكاملة، بفارق ثلاث نقاط عن التعاون الذي تفوّق على القادسية، فيما تجمّد رصيد الفيحاء عند 8 نقاط في المركز العاشر.
رونالدو: كنا نؤمن حتى النهاية
أعرب رونالدو، الذي توّج بأفضل لاعب في المواجهة، عن سعادته بالفوز، معتبرًا أن الإيمان حتى اللحظة الأخيرة كان كلمة السر.
وقال القائد البرتغالي في تصريحات للناقل الرسمي: “كانت مباراة صعبة.. لم نخلق العديد من الفرص، والخصم دافع بشكل جيد جدًا. لكن هذه هي كرة القدم.. عليك أن تؤمن حتى النهاية. الفريق مؤمن تمامًا، وكذلك جماهيرنا.. وأعتقد أننا نستحق الفوز”.
وأضاف النجم المخضرم أن الفريق يعيش مرحلة مميزة، موضحًا: “من الرائع أن نحافظ على سلسلة الانتصارات.. نحن في الصدارة الآن، لكن علينا مواصلة العمل، فالموسم طويل.. ونسير خطوة بخطوة، ومع ذلك نحن نعيش فترة رائعة في الدوري”.
عقلية الفوز.. المفتاح الأهم
وعن أكثر ما أعجبه في الفريق خلال المباراة، أشار رونالدو إلى عامل العقلية: “الإيجابي اليوم ليس الأداء والنتيجة فقط، بل أننا لمسنا عقلية الانتصار داخل الفريق، وهذا أهم شيء بالنسبة للجماهير واللاعبين”.
وأكد أن الإيمان بالفوز حتى اللحظات الأخيرة كان حاضرًا في الملعب، موضحًا: “كما قلت، يجب أن تؤمن حتى النهاية.. كرة القدم مليئة بالمفاجآت، ونحن نؤمن.. نؤمن.. نؤمن. وأعتقد أننا نستحق الفوز”.
الأهداف مهمة.. لكن الأهم الفوز
وعلّق رونالدو على تسجيله هدفي اللقاء قائلًا: “من الجيد دائمًا تسجيل الأهداف.. أنا سعيد بمساعدة الفريق، لكن الأهم بالنسبة لي هو الفوز.. نحن فريق واحد، ولا يهم الحصول على جوائز فردية.. ما أريده هو الفوز بالدوري”.
ورغم سجله التهديفي المرعب، يرى رونالدو أن الأهداف ليست هدفًا شخصيًا، بقدر ما هي وسيلة للمساهمة في الانتصارات.
وعن تسجيله مجددًا في الدقائق الأخيرة، قال: “اليوم كان قلبي ينبض أكثر من المعتاد.. لكن هذه هي كرة القدم وهذه حياتي. بعد 22 عامًا من اللعب، ما زلت سعيدًا بالأمر”.
أفضل بداية في تاريخ النصر
انتصار النصر على الفيحاء لم يكن مجرد ثلاث نقاط، بل مثّل علامة فارقة تاريخية؛ إذ قاد رونالدو فريقه لتحقيق أفضل بداية في تاريخه بدوري روشن، بعدما سجل الفوز السابع تواليًا من أول سبع جولات، وبات النصر ثالث فريق فقط في تاريخ المسابقة يحقق هذا الرقم بعد الهلال والاتحاد.
وتاريخيًا، كان النصر قد انتصر في أول ست مباريات بموسم 2014-2015 قبل أن يخسر السابعة، لكنه توّج باللقب لاحقًا، وكرر المشهد في 2018-2019 حين تعادل في الجولة السابعة وتوّج بالبطولة أيضًا. لكن هذا الموسم، تخطى “العالمي” عقدة الجولة السابعة، وبات مرشحًا فوق العادة للمنافسة بقوة على اللقب.
أرقام قياسية لا تتوقف
واصل رونالدو هوايته المعتادة في تحطيم الأرقام؛ إذ رفع رصيده التهديفي الرسمي إلى 952 هدفًا في مسيرته الاحترافية مع الأندية والمنتخب، ليقترب أكثر من حاجز الألف هدف التاريخي.
كما عزز مكانته بين أعظم هدافي دوري روشن للمحترفين، بعدما وصل إلى 82 هدفًا في 84 مباراة فقط، ليتقدّم على الثنائي سالم الدوسري وبافيتيمبي غوميز (81 هدفًا لكل منهما)، ويصبح ضمن أفضل خمسة هدافين في تاريخ المسابقة.
المنافسة مشتعلة في سباق الهدافين
وتشتعل المنافسة بقوة في سباق الهدافين هذا الموسم، حيث رفع كريستيانو رونالدو رصيده إلى ثمانية أهداف ليحتل المركز الثالث في القائمة، بفارق هدف وحيد عن ثنائي الصدارة جواو فيليكس نجم النصر، وجوشوا كينج مهاجم الخليج، واللذين يتقاسمان القمة بتسعة أهداف لكل منهما.
ولا تقل المطاردة اشتعالًا خلف القائد البرتغالي، إذ يتواجد الكولومبي جوليان كينونيس مهاجم القادسية، والبرازيلي ماركوس ليوناردو نجم الهلال في المركز التالي برصيد ستة أهداف لكل منهما، فيما يأتي الإنجليزي إيفان توني مهاجم الأهلي خلفهم بخمسة أهداف.