تحدثت تقارير صحفية سعودية عن موقف البرتغالي كريستيانو رونالدو قائد فريق النصر من المشاركة ضمن بعثة “العالمي” لمواجهة “جوا” الهندي في الجولة الثالثة من دور المجموعات لبطولة دوري أبطال آسيا 2.
ويتأهب النصر لمواجهة جوا الهندي يوم 22 أكتوبر الحالي أي بعد العطلة الدولية، حيث سيستكمل الفريق مشواره في البطولة القارية، بعد بداية ناجحة بالفوز في أول جولتين على حساب استقلال دوشنبه الطاجيكي والزوراء العراقي.
ونقلت صحيفة “الرياضية” عن رافي بوسكور الرئيس التنفيذي للنادي الهندي تأكيده أن إدارة الناصر طلبت تأشيرات لأفراد قائمة الفريق استعدادا للسفر إلى البلاد، وكان من بينهم البرتغالي كريستيانو رونالدو قائد الفريق.
ولم يشارك رونالدو في البطولة الآسيوية منذ بداية انطلاقتها، وذلك حسبما أشارت تقارير صحفية أنه يأتي باتفاق مع إدارة النادي، على ألا يلعب بعض من مباريات دوري أبطال آسيا 2 خاصة في الأدوار الأولى التي قد لا يحتاج الفريق جهوده فيها.
حلم هندي
ومنذ وقوع النصر في مجموعة جوا الهندي بدوري الأبطال، كان اهتماما كبيرا من الجانبين الإعلامي والجماهيري في الهند، بمواجهة كريستيانو رونالدو بوصفه النجم الأهم والأبرز في الكرة السعودية، وأنه قد يأتي إلى الهند في زيارة تاريخية لنجم أسطوري يحظى بشعبية جارفة في جنوب شرق آسيا والكثير من دول العالم، وهو ما يفسر الاهتمام من جانب نادي جوا بحقيقة انضمام رونالدو للبعثة.
منذ انتقاله إلى النصر في يناير 2023، أصبح كريستيانو رونالدو ليس مجرد نجم عالمي يزين صفوف الفريق، بل رمزًا لتحول كبير في مسار الكرة السعودية. وجوده شكّل نقطة انطلاق لعصر جديد من التنافس والتسويق الرياضي، إذ ساهم في رفع مستوى الاحتراف داخل النادي والدوري ككل، وجذب اهتمامًا عالميًا غير مسبوق بالبطولة السعودية. لكن الأهم من ذلك أن رونالدو أثبت في الملعب أنه ما زال قادرًا على صناعة الفارق رغم تقدمه في العمر.
دور محوري
ويلعب رونالدو دورًا محوريًا في تشكيلة النصر، حيث يجمع بين المهارة التهديفية والخبرة القيادية، يتمركز عادة كمهاجم صريح داخل منطقة الجزاء، لكنه لا يكتفي بانتظار الكرات بل يشارك في بناء اللعب عبر تحركاته الذكية وتمريراته السريعة لزملائه.
شخصيته القيادية داخل الملعب تلهم الفريق على الصمود والعودة في الأوقات الصعبة، كما يفرض وجوده ضغطًا مستمرًا على دفاعات الخصوم بفضل تحركاته المتواصلة وقدرته على استغلال أنصاف الفرص.
ومنذ انضمامه إلى النصر، خاض كريستيانو رونالدو أكثر من 111 مباراة في مختلف البطولات، سجل خلالها ما 98 هدفًا، بمعدل يقارب هدفًا في كل مباراة. وفي دوري روشن وحده، أحرز 74 هدفًا في 77 مباراة، بينما في موسم 2023-2024 حطم الرقم القياسي لعدد الأهداف في موسم واحد بتسجيله 35 هدفًا في 31 مباراة.
وفي الموسم الحالي واصل الأداء المميز بتسجيله حوالي 23 هدفًا في 26 مباراة حتى منتصف الموسم، ليؤكد استمراريته على القمة رغم تجاوز عمره التاسعة والثلاثين.
تأثير رونالدو تجاوز حدود المستطيل الأخضر، فقد رفع القيمة التسويقية للنصر والدوري السعودي بأكمله، وجذب اهتمام وسائل الإعلام العالمية والجماهير الدولية، كما ساهم وجوده في إقناع العديد من النجوم الكبار بالقدوم إلى المملكة. ومع كل مباراة، يواصل رونالدو إثبات أن طموحه وشغفه لم يتغيرا، وأن حضوره يمثل أكثر من مجرد أهداف، بل روحًا تنافسية تلهم الجيل الجديد من اللاعبين وتؤكد أن الكرة السعودية باتت جزءًا من خريطة كرة القدم العالمية.
تأثير خارج حدود المستطيل
منذ انضمام كريستيانو رونالدو إلى النصر في يناير 2023، شهدت القيمة السوقية للدوري السعودي قفزة هائلة غير مسبوقة في تاريخه، إذ تحوّل الدوري من منافسة إقليمية محدودة المتابعة إلى وجهة عالمية تجذب أنظار الإعلام والجماهير في كل القارات. كان تأثير رونالدو مباشرًا وواضحًا، فبمجرد توقيعه ارتفعت القيمة السوقية الإجمالية لدوري روشن بنحو ثلاثة أضعاف خلال عام واحد، لتتجاوز حاجز المليار يورو بعد انضمام موجة من النجوم العالميين الذين تبعوه إلى السعودية مثل نيمار وكريم بنزيمة وساديو ماني ورياض محرز وكاليدو كوليبالي وغيرهم.
وجود رونالدو منح الأندية السعودية مصداقية تسويقية هائلة أمام اللاعبين ووكلائهم حول العالم، فباتت المملكة وجهة مرغوبة وليست مجرد تجربة مالية. كما ارتفعت عقود الرعاية والبث التلفزيوني، وزادت نسبة المشاهدات على المنصات العالمية بشكل قياسي، ما ساهم في رفع العائدات التجارية للدوري والأندية.
إضافة إلى ذلك، جذب حضور رونالدو اهتمام شركات الاستثمار الرياضي العالمية التي رأت في المشروع السعودي فرصة حقيقية للنمو. وبذلك، أصبح الدوري السعودي في ظرف موسمين أحد أغلى وأقوى الدوريات خارج أوروبا، بعدما كان وجود “الدون” الشرارة التي أشعلت ثورة كروية واقتصادية جعلت كرة القدم السعودية في قلب المشهد العالمي.