الرياض، المملكة العربية السعودية – 18 أبريل 2025: منذ انتقاله التاريخي إلى نادي النصر في أواخر عام 2022، أحدث النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو تحولًا جذريًا في مشهد كرة القدم السعودية، وامتد تأثيره ليطال العالمية، متفوقًا في ذلك على صدى انتقال الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار إلى أندية أخرى في المنطقة بعد ستة أشهر.
ففي خطوة مفاجئة أعقبت تتويج الأرجنتين بكأس العالم 2022، أعلن نادي النصر عن ضم الأسطورة رونالدو في صفقة انتقال حر لمدة موسمين ونصف. لم يكن هذا الانتقال مجرد إضافة لاعب عالمي إلى صفوف فريق، بل كان بمثابة الشرارة التي أشعلت فتيل اهتمام عالمي غير مسبوق بالدوري السعودي.
تجسد هذا التأثير بوضوح في النمو الهائل لقاعدة جماهير نادي النصر على منصات التواصل الاجتماعي. فبعد أن كان يحتل المرتبة 74 عالميًا بثلاثة أندية سعودية تسبقه، قفز النصر ليصبح ثاني أكثر الأندية غير الأوروبية متابعةً على مستوى العالم، ويحتل المركز السابع عشر عالميًا، متفوقًا على أندية أوروبية عريقة.
وتشير بيانات “فوتبول بينشمارك” إلى أن تأثير رونالدو تجاوز بكثير تأثير انتقال ميسي إلى إنتر ميامي ونيمار إلى الهلال مجتمعين. ففي غضون شهر واحد من وصول رونالدو، زاد عدد متابعي النصر بأكثر من 21 مليون متابع، مقارنة بـ 11.7 مليون لميامي و6.8 مليون للهلال بعد شهر من انضمام النجمين الآخرين. وبعد مرور عام، بلغت الزيادة في متابعي النصر 40.6 مليون، مقابل 27.4 مليون لميامي و10.1 مليون للهلال.
ولم يقتصر التأثير على نادي النصر وحده، بل امتد ليشمل الدوري السعودي بأكمله. فقد تضاعف البحث عن الدوري السعودي على محرك البحث “جوجل” 30 مرة في الشهر الافتتاحي لموسم 2023-2024 مقارنة بالعام الذي سبقه، ليقترب من مستوى الاهتمام بالدوريات الأوروبية الكبرى.
وقد فتح وصول رونالدو الباب أمام موجة من النجوم العالميين للانضمام إلى أندية سعودية أخرى، مثل نيمار وكريم بنزيما وساديو ماني ونجولو كانتي، مما عزز من جاذبية الدوري وقيمته السوقية. فبعد أن كان متوسط القيمة السوقية لأندية الدوري أقل من 20 مليون يورو، قفز إلى نحو 60 مليون يورو بحلول نهاية صيف 2023، متجاوزًا دوريات قوية أخرى.
إضافة إلى ذلك، لعب انتقال رونالدو دورًا هامًا في دعم “رؤية السعودية 2030” الهادفة إلى جذب 70 مليون سائح سنويًا. وقد ساهم تفاعل النجم البرتغالي مع الثقافة السعودية وظهوره في فعالياتها ومناطقها السياحية في تسليط الضوء على المملكة كوجهة جاذبة.
ويُعد انتشار صور رحلته العائلية إلى البحر الأحمر على حسابه في “إنستجرام”، والتي حصدت أكثر من 16 مليون إعجاب، مثالًا بارزًا على هذا التأثير. وبالمثل، ساهم إطلاق قناته على “يوتيوب” والتي تضم 74 مليون مشترك، واستضافته لشخصيات عالمية مثل “مستر بيست”، في تعريف شريحة واسعة من الشباب حول العالم بالمملكة وتطورها.
وفي شهادات للاعبين المنضمين حديثًا للدوري السعودي، أكد نيمار أن “كريستيانو رونالدو هو من بدأ ذلك كله”، بينما وصفه ماني بأنه “أسطورة وحضوره يُظهر مدى الطموح الذي يبدو عليه المشروع”.
بهذا، يتبين أن انتقال كريستيانو رونالدو لم يكن مجرد صفقة رياضية، بل كان نقطة تحول تاريخية نقلت كرة القدم السعودية إلى آفاق عالمية جديدة، وتجاوز تأثيرها حدود المستطيل الأخضر ليلامس جوانب اقتصادية وسياحية وثقافية.
