انتقد واين روني، أسطورة مانشستر يونايتد وهدافه التاريخي، الأوضاع الحالية داخل النادي، مؤكدًا أن “روح الفريق قد رحلت”، وأنه لا يثق في المدرب روبن أموريم لإحداث أي تحول.
وقال روني عبر أحدث حلقات برنامجه الإذاعي على هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، إن يونايتد أصبح “ناديًا مكسورًا”، مضيفًا أنه يذهب لمباريات الفريق وهو “يتوقع” الخسارة.
نتائج مخيبة ودعم إداري حذر
هزيمة مانشستر يونايتد (1-3) أمام برينتفورد السبت الماضي، تركت الفريق في المركز الـ14 بجدول الدوري الإنجليزي الممتاز.
الفريق جمع 34 نقطة فقط من 33 مباراة تحت قيادة أموريم الذي تولى المنصب الموسم الماضي، دون أن يحقق انتصارين متتاليين حتى الآن.
ورغم ذلك، تؤكد تقارير صحفية أن إدارة النادي ما زالت تدعم المدرب البرتغالي، الذي تولى المهمة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عقب تتويجه بلقب الدوري البرتغالي مع سبورتنج لشبونة في موسمين متتاليين.
روني يهاجم اللاعبين
وأضاف روني أن بعض اللاعبين الحاليين “لا يستحقون ارتداء قميص النادي”، مشددًا على أن الفريق “يحتاج إلى محرك جديد”، بينما ينتظر المشجعون “انهيار النادي”.
وتابع: “لا أرى أي شيء يمنحني الثقة. في رأيي يجب أن تحدث تغييرات كبيرة، سواء على مستوى المدرب، أو اللاعبين أو أي شيء آخر يعيد مانشستر يونايتد إلى مكانه الطبيعي”.
روني، الذي فاز بـ5 ألقاب دوري خلال 13 عاماً في “أولد ترافورد”، أوضح أن “ثقافة النادي قد رحلت”، مضيفًا: “أرى موظفين يفقدون وظائفهم وآخرين يغادرون. لدي طفلان في أكاديمية النادي وأتمنى ألا يؤثر هذا على مستقبلهما، لأن ما أراه الآن ليس مانشستر يونايتد”.
أزمة نتائج خارج الديار
الخسارة أمام برينتفورد مددت سلسلة المباريات دون انتصار ليونايتد خارج ملعبه في الدوري إلى 8 مباريات (تعادلين و6 هزائم)، وهي أطول سلسلة منذ عام 2019.
وكان آخر انتصارين متتاليين للفريق في الدوري بين مايو/أيار، وأغسطس/أب 2024، بينما أنهى الموسم الماضي في المركز الـ15، وهو أسوأ ترتيب له في الدوري الممتاز منذ هبوطه عام 1974.
أموريم يدافع عن نفسه
أموريم، البالغ 40 عامًا، رد بعد الهزيمة قائلاً: “لست قلقًا أبدًا بشأن مستقبلي الوظيفي، لست من هذا النوع من الأشخاص”.
لكن مدافعين سابقين مثل ميكا ريتشاردز أشار إلى أن تمسك المدرب البرتغالي بخطة (3-4-2-1) قد يؤدي إلى “سقوطه”، فيما اعتبر آلان شيرر أن أموريم محظوظ لأنه لم تتم إقالته حتى الآن.
أما روني، فقال: “أعرف جيدًا صعوبة التدريب بعدما جربت الأمر. أموريم في مثل عمري، لا يزال مدربًا شابًا وبإمكانه أن يصنع مستقبلاً كبيرًا، لكن ما يحدث في مانشستر يونايتد لا يشبه يونايتد. أتمنى أن ينجح في قلب الأمور، لكن بصراحة ليس لدي أي ثقة في ذلك”.
GOAL
نادٍ يحتاج إلى إعادة بناء
القائد السابق لإنجلترا ويونايتد أضاف: “لا أتعرف على النادي حاليًا. لا أرى روح القتال أو الرغبة في الفوز. أذهب للمباريات وأنا أتوقع الخسارة أو ربما التعادل فقط.
“الأمر لا يتعلق بالنتائج داخل الملعب فقط، بل بكل شيء في النادي. جيم راتكليف وشركة إينيوس يواجهان تحدياً هائلاً. هناك موظفون يتم الاستغناء عنهم بعد 20 أو 30 عامًا من العمل، أشخاص مهمون للغاية في تاريخ النادي. روح مانشستر يونايتد قد رحلت، وهو بحاجة إلى محرك جديد وحياة جديدة تضعه على الطريق الصحيح”.
معركة ملكية وإصلاحات جذرية
يذكر أن مجموعة إينيوس التي يرأسها السير جيم راتكليف استحوذت في فبراير/شباط 2024 على 27.7% من أسهم مانشستر يونايتد مقابل 1.25 مليار جنيه إسترليني (1.6 مليار دولار)، مع توليها السيطرة على العمليات الكروية للنادي.
وخلال العامين الماضيين، انخفض عدد موظفي النادي من 1100 إلى 700 فقط، بسبب سياسة تسريح مثيرة للجدل.
ورغم أن عائلة جلايزر، المالكة للنادي منذ 2005، لا تزال تحتفظ بالأغلبية، فإن إينيوس باتت تدير الشؤون الرياضية، وسط انتظار الجماهير لرؤية ما إذا كان النادي سيستعيد بريقه المفقود.
ورغم الانتقادات الحادة التي وجهها روني، يرى كثير من المراقبين أن مانشستر يونايتد لا يزال يمتلك الفرصة للعودة إلى الواجهة إذا ما أحسنت الإدارة التعامل مع المرحلة الحالية. فالفريق يضم عناصر شابة موهوبة يمكن أن تشكل نواة لمشروع مستقبلي ناجح، مثل بعض المواهب الصاعدة من الأكاديمية التي اعتادت على تخريج نجوم كبار في تاريخ النادي.
كما أن القاعدة الجماهيرية الضخمة تظل أحد أهم الأسلحة التي يمكن أن تدفع الفريق للنهوض من جديد، إذ يعرف يونايتد بولاء جماهيره في إنجلترا وخارجها.
دخول استثمارات إينيوس أيضاً يعد بارقة أمل لإجراء إصلاحات إدارية وفنية شاملة، قد تعيد الانضباط والهوية التي افتقدها النادي في السنوات الأخيرة. غير أن كل ذلك مرهون بقدرة الملاك والإدارة على صياغة رؤية واضحة تحدد الاتجاه، ووضع خطة طويلة الأمد تعيد الفريق إلى موقعه الطبيعي منافساً على الألقاب محلياً وأوروبياً، وهو ما ينتظره ملايين المشجعين حول العالم.