حدد نادي ريال مدريد موقفه من إمكانية السماح لمهاجمه البرازيلي الشاب إندريك بالرحيل على سبيل الإعارة في يناير/كانون المقبل المقبل.
واشترط النادي الملكي حصوله على مبلغ لا يقل عن 4.5 مليون يورو مقابل نصف موسم.
ووفقاً لما ذكرته صحيفة “آس” الإسبانية، فإن مستقبل إندريك بات محل اهتمام واسع داخل أروقة النادي الأبيض، في ظل حالة القلق المتزايدة من استمرار غيابه عن المشاركة.
وأوضحت الصحيفة أن المهاجم البالغ من العمر 19 عاماً بدأ عبر وكالته في الاستماع للعروض القادمة من أندية أوروبية ترغب في ضمه على سبيل الإعارة، بعدما منح نفسه مهلة لا تتجاوز شهرين لتقييم وضعه الحالي مع المدرب تشابي ألونسو.
وفي حال لم تتغير وضعيته خلال تلك المدة، واستمر ابتعاده عن التشكيلة الأساسية، فإن اللاعب سيقرر الرحيل مؤقتاً في يناير/كانون الثاني.
وتؤكد المصادر أن إندريك يفضّل خوض تجربة جديدة خارج إسبانيا، لأنه لا يتصور الدفاع عن ألوان نادٍ آخر داخل البلاد غير ريال مدريد، الذي لا يزال يحلم بالنجاح معه على المدى الطويل.
كما يسعى المهاجم البرازيلي للانتقال إلى فريق يشارك في بطولة أوروبية، ويفضل أن تكون دوري أبطال أوروبا، حتى يضمن الظهور في أعلى مستوى ممكن، ما يعزز فرصه في التواجد ضمن قائمة منتخب البرازيل في كأس العالم المقبلة بالولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وتبرز في هذا السياق العلاقة التي تربطه بشركة “نيو بالانس” الأمريكية، الراعي الرئيسي له.
وقبل انضمامه إلى ريال مدريد، كان إندريك قد خطف الأضواء بقوة في صفوف منتخب “السيليساو”، بعدما حطم عدداً من الأرقام القياسية في سن مبكرة، بينها كونه أصغر لاعب يشارك في بطولة كوبا أمريكا بقميص البرازيل.
أما من الناحية المالية، فقد أوضحت الصحيفة أن استعارته لنصف موسم ستكلف نحو 4.5 مليون يورو، وهو المبلغ الذي حدده ريال مدريد كشرط رئيسي للموافقة على أي إعارة.
وتشمل هذه القيمة ثلاثة ملايين يورو كجزء من الإهلاك السنوي لصفقة انتقاله البالغة 35 مليون يورو، إلى جانب 1.5 مليون يورو تمثل نصف راتبه السنوي البالغ ثلاثة ملايين يورو.
ويُسجل ريال مدريد في ميزانيته نحو 6 ملايين يورو سنوياً مقابل الصفقة الموقعة لـ6 سنوات، وبالتالي فإن أي نادٍ يرغب في ضم إندريك مؤقتاً سيكون ملزماً بتحمل هذا العبء المالي.
ورغم صغر سنه، فإن إندريك أثبت قدرته على لفت الأنظار في موسمه الأول تحت قيادة كارلو أنشيلوتي عندما كان يبلغ 18 عاماً فقط، إذ نجح في تسجيل 7 أهداف خلال 840 دقيقة لعب فقط، وكان الهداف الأول للفريق في كأس الملك برصيد 5 أهداف.
هذه الأرقام تمثل بطاقة تعريف قوية له في سوق الانتقالات، وتمنحه أفضلية لإيجاد وجهة مناسبة في حال استمر غيابه عن حسابات ريال مدريد خلال المرحلة المقبلة.
ذكريات البدايات وتألق مفقود
ولد إندريك في 21 يوليو/تموز 2006 في العاصمة البرازيلية برازيليا، وبدأت مسيرته الكروية منذ سن مبكرة عندما انضم إلى أكاديمية بالميراس في عمر 11 عاماً. هناك، سرعان ما جذب الأنظار بفضل قدراته التهديفية الفذة ومهاراته الفنية العالية التي جعلت مدربيه يلقبونه بـ”الظاهرة الجديدة”.
في سن الخامسة عشرة فقط، أصبح نجم الفريق الأول في بطولات الشباب، وقاد بالميراس للتتويج بكأس ساو باولو للشباب عام 2022، حيث حصد جائزة أفضل لاعب في البطولة. حينها، بدأت الأندية الأوروبية الكبرى تتسابق على ضمه، واعتبره جمهور البرازيل “أمل المستقبل” بعد نيمار وفينيسيوس جونيور.
بعد أشهر قليلة، وقع إندريك أول عقد احترافي مع بالميراس، ليصبح أصغر لاعب في تاريخ النادي يشارك مع الفريق الأول، وبدأ مسيرته الرسمية بطريقة مبهرة بتسجيله في أول ظهور له في الدوري البرازيلي.
من موهبة واعدة إلى صفقة استثمارية ضخمة
جذب تألقه المذهل أنظار ريال مدريد، الذي سارع إلى التعاقد معه في صفقة بلغت قيمتها نحو 60 مليون يورو شاملة المتغيرات والحوافز، في استثمار طويل الأمد للمستقبل.
ورغم صغر سنه، أظهر اللاعب نضجاً كبيراً وثقة لافتة خلال تصريحاته الأولى، مؤكدًا أنه يحلم بالسير على خطى مواطنيه فينيسيوس جونيور ورودريجو جويس في العاصمة الإسبانية.
قبل انتقاله الرسمي إلى أوروبا، واصل إندريك تألقه مع بالميراس، وقاد الفريق إلى لقب الدوري البرازيلي عام 2023، مسجلاً أهدافاً حاسمة في مرحلة الحسم.
كما نال إشادات واسعة من أساطير البرازيل مثل رونالدو نازاريو وريفالدو، اللذين أكدا أنه يمتلك مزيجاً نادراً من السرعة والدقة والقوة الذهنية التي تؤهله لأن يكون المهاجم البرازيلي المثالي لعصر كرة القدم الحديث.
تجربة أوروبية صعبة
انضم إندريك رسمياً إلى ريال مدريد في صيف 2024، حيث بدأ التدرب مع الفريق الأول فوراً إلى جانب نجوم مثل جود بيلينجهام وفينيسيوس ورودريجو.
ورغم الإصابات التي أخرت ظهوره الرسمي، تمكن من المشاركة في بعض المباريات تحت قيادة المدرب السابق كارلو أنشيلوتي، حيث سجل سبعة أهداف في 840 دقيقة فقط، وكان الهداف الأول للفريق في كأس الملك بخمسة أهداف، ما جعله أحد أبرز المواهب الواعدة في الفريق الملكي.
لكن انتقال القيادة الفنية إلى تشابي ألونسو غيّر المعادلة تماماً. فبعد أن كان اللاعب يطمح إلى الحصول على دور أكبر، وجد نفسه خارج التشكيلة تماماً، في وقت نال فيه المهاجم الشاب جونزالو (من أكاديمية النادي) عقداً احترافياً جديداً بعد تألقه في كأس العالم للأندية بتسجيله أربعة أهداف.
هذا التطور جعل إندريك يدرك أن عليه منافسة جونزالو على دقائق محدودة للغاية خلف كيليان مبابي، ما اعتبره مؤشراً سلبياً على مستقبله القريب داخل الفريق.