يواصل النجم التركي أردا جولر تأكيد قيمته داخل ريال مدريد، ليجبر النادي الملكي على دفع مبلغ إضافي لفريق فنربخشة، بعدما بلغ عددا محددا من المباريات مع الميرنجي.
وجاء ذلك بفضل ثقة المدير الفني تشابي ألونسو وتألق اللاعب المستمر، حيث تم تفعيل أحد بنود الصفقة مجددا، ليتكبد النادي الإسباني تكلفة جديدة بسبب تطور موهبة الشاب التركي.
ونقلت صحيفة “آس” الإسبانية عن موقع “فاناتيك” التركي، أن ريال مدريد سيدفع مليوني يورو لنادي فنربخشة بعدما وصل جولر إلى 75 مباراة بقميص الفريق الملكي، وهو أحد البنود المتفق عليها ضمن صفقة انتقاله.
وأشارت إلى أن تلميع الموهبة يشبه صقل الألماس، كما أنه يحتاج إلى وقت وأموال، بالإضافة إلى أن ثقة تشابي ألونسو الكبيرة في جولر جعلت الأخير يبلغ هذا الرقم من المباريات في وقت قياسي، ليُلزم العملاق المدريدي بسداد الدفعة الجديدة.
ويُعد هذا البند جزءا من اتفاق يتضمن ثلاث مراحل: بعد الوصول إلى 75 مباراة، ثم إلى 100، وأخيرا إلى 125 مباراة، وسيكون على ريال مدريد دفع مليوني يورو أخرى في كل مرحلة من المرحلتين التاليتين إذا تحقق أي منهما.
ورغم أن بلوغ جولر المباراة رقم 125 يبدو أمرا بعيد المنال في المدى القريب، فإن وصوله إلى 100 مباراة يُعتبر احتمالا قويا، خاصة إذا استمر في أداء دوره الثابت تحت قيادة ألونسو دون التعرض لأي إصابات.
ومع بقاء 27 مباراة مضمونة في الدوري الإسباني، وما يقارب 50 مباراة محتملة أخرى في دوري أبطال أوروبا وكأس ملك إسبانيا، يحتاج أردا جولر المشاركة في 25 مباراة إضافية فقط هذا الموسم ليحصل فنربخشة على الدفعة الجديدة.
وكان النادي التركي قد حصل سابقا على 4 ملايين يورو عند بلوغ اللاعب مباراته رقم 25 ثم رقم 50 (نهائي كأس الملك الموسم الماضي) مع ريال مدريد.
سواء كأساسي أو كبديل، أصبح أردا جولر أحد الركائز الثابتة في تشكيلة ريال مدريد هذا الموسم، حيث شارك في جميع مباريات الفريق الـ14 بالدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا حتى الآن، بإجمالي 929 دقيقة لعب.
ويبدو أن النجم التركي في طريقه لتقديم موسمه الأهم مع النادي الملكي رغم أنه لم يتجاوز العشرين عاما، إذ ساهم في 9 أهداف حتى الآن بين صناعة وتسجيل (3 أهداف و6 تمريرات حاسمة)، بفضل دقته أمام المرمى وتفاهمه الواضح مع كيليان مبابي.
ثقة قديمة من ألونسو
لم تكن ثقة تشابي ألونسو في أردا جولر وليدة اللحظة، إذ كان المدرب الإسباني قد أبدى إعجابه بموهبة اللاعب منذ فترة طويلة. ففي الوقت الذي كان ريال مدريد يدرس إعارته بعد انتقاله من فنربخشة إلى البرنابيو قبل أكثر من عامين، حاول ألونسو ضمه إلى باير ليفركوزن ليشغل مركزا محوريا في خط وسط الفريق الألماني.
ومنذ ظهور جولر مع ريال مدريد في كأس العالم للأندية، ترسخت قناعة ألونسو بقدراته الفنية، ليمنحه دورا أكبر تدريجيا حتى أصبح أحد أكثر اللاعبين مشاركة في الموسم الحالي.
ومع تطبيق سياسة التدوير لإراحته في بعض المباريات، أصبح جولر ثامن أكثر لاعب حضورا في تشكيلة ريال مدريد، والأكثر استخداما من بين اللاعبين دون 21 عاما، متقدما على الثنائي دين هويسين وفرانكو ماستانتونو.
هكذا، تتحول ثقة ألونسو في جولر إلى مكسب فني للنادي ومكافأة مالية لفنربخشة، بينما يواصل النجم التركي رحلة إثبات نفسه كأحد أبرز المواهب الصاعدة في أوروبا بقميص ريال مدريد.
بطل كلاسيكو الميركاتو
كانت معركة التعاقد مع النجم التركي الشاب واحدة من أبرز صفقات سوق الانتقالات في صيف 2023، إذ اشتعل الصراع بين عملاقي إسبانيا، ريال مدريد وبرشلونة، للحصول على توقيع الموهبة الصاعدة التي لفتت الأنظار مع فريق فنربخشة التركي.
فقد أظهر جولر أداء مذهلا في الدوري التركي رغم صغر سنه، بفضل رؤيته المميزة للملعب ولمساته الساحرة، مما جعله هدفا لكبرى الأندية الأوروبية.
دخل برشلونة السباق أولا، مستغلا علاقته الجيدة بإدارة فنربخشة، وبدأت التقارير تشير إلى اقتراب اللاعب من “البلوجرانا”. غير أن ريال مدريد تحرّك سريعا وبذكاء، حيث قدّم عرضا ماليا أفضل وخطة رياضية أكثر وضوحا تضمن تطور اللاعب التدريجي في بيئة مستقرة وتنافسية.
كما لعبت رغبة جولر الشخصية دورا حاسما، إذ عبّر عن إعجابه بتاريخ ريال مدريد في تطوير المواهب الشابة.
في النهاية، نجح ريال مدريد في حسم الصفقة، ليكسب موهبة تُعد من بين الأبرز في أوروبا، بينما تلقى برشلونة بخسارة كبيرة بعد أن كان قريبا من التوقيع معه.
ومع مرور الوقت، أثبت جولر أنه يستحق كل هذا الصراع، بعدما أظهر إمكانيات واعدة جعلت جماهير ريال مدريد ترى فيه نجم المستقبل في خط الوسط والهجوم.
وإجمالا منذ أن بدأ تشابي ألونسو مهمته مع ريال مدريد، شارك أردا جولر في 11 مباراة بالدوري الإسباني حيث سجل 3 أهداف وصنع 5، كما لعب ثلاث مباريات في دوري أبطال أوروبا ساهم خلالها في صنع هدف واحد، بينما لعب 6 مباريات في كأس العالم للأندية قبل انطلاقة الموسم سجل فيها هدفا وصنع اثنين.