سلسلة نتائج متقلبة لريال مدريد
تحولت مهمة تشابي ألونسو في ريال مدريد، التي احتُفِلت بها في البداية باعتبارها عودة معجزة في مجال الإدارة الفنية، سريعًا إلى اختبار صعب. فقد أدت الهزائم المتتالية على أرضه أمام سيلتا ومانشستر سيتي إلى تغذية الشائعات حول استمراره، حتى بعد الفوز 2-1 على ديبورتيفو ألافيس في نهاية الأسبوع. وسط تكهنات متزايدة حول احتمال إقالة المدرب البالغ من العمر 44 عامًا، دافع عنه رئيسه السابق في باير ليفركوزن، مشيرًا بشكل مباشر إلى الاختلافات الهيكلية بين الناديين. يعتبر فرناندو كارو، الرئيس التنفيذي للفريق الألماني، أن ألونسو تعرض لانتقادات من إدارة ريال مدريد التي لا تحمي مدربيها في أوقات الأزمات.
غادر ألونسو ليفركوزن في الصيف لتولي زمام الأمور في سانتياغو برنابيو، بمهمة قيادة عهد جديد للبلانكوس. ومع ذلك، كانت النتائج متفاوتة وبدأت الصحافة الإسبانية في التشكيك فيه بشدة. بالنسبة إلى كارو، الذي أشرف على ثنائية ألونسو التاريخية دون هزيمة في ألمانيا، لا تكمن المشكلة في قدرة المدرب، بل في بيئة قاسية وغالبًا ما تكون منعزلة، يشجعها الرئيس فلورنتينو بيريز.
كارو يؤكد دعمه الكامل لـ تشابي ألونسو وسط انتقادات لريال مدريد

في حديثه مع قناة Sky، لم يتردد كارو في مقارنة الأجواء الداعمة في ليفركوزن بالسياسة القاسية في مدريد.
“نحن لا نقدم له أي نصائح”، أوضح كارو عندما سُئل عما إذا كان قد تحدث مع ألونسو عن وضعه الحالي. “في ذلك الوقت، كنا نرغب في أن يبقى هنا، لكننا نعلم أنه مدرب موهوب للغاية، ونعم، إنه يواجه وضعًا مختلفًا تمامًا في مدريد.
إذا كان الرئيس يعتبر أن المدرب هو شر لا بد منه، وإذا كان المدرب وحيدًا ودائمًا ما يتلقى الانتقادات، فإن الوضع يختلف تمامًا عما كان عليه في ليفركوزن، حيث كنا جميعًا نسير في نفس الاتجاه ولم نترك المدرب معزولًا سياسيًا أبدًا”.
رابطة لا تزال قائمة
على الرغم من الوضع المتوتر بشأن مستقبل ألونسو، أكد كارو أن علاقته الشخصية مع المدرب الباسكي لا تزال قوية للغاية. خلال السنوات الثلاث التي قضاها ألونسو في ألمانيا، أقام الاثنان علاقة وثيقة حولت ليفركوزن من فريق متواضع إلى فريق تاريخي.
وكشف كارو أنه زار ألونسو مؤخرًا في مدريد، مشددًا على أن علاقتهما تتجاوز المجال المهني.
وقال كارو: “خلال فترة التوقف الدولية، قضيت عطلة نهاية الأسبوع في مدريد، واستقبلتنا العائلة والطاقم الفني في منزلهم عدة مرات. تربطنا علاقة جيدة للغاية؛ خلال تلك السنوات الثلاث، كنا عمليًا عائلة واحدة. هم يتابعون مبارياتنا ونحن نتابع مبارياتهم، ونبقى على اتصال ونكنّ احترامًا كبيرًا لبعضنا البعض”.
القدر الضغط في البرنابيو

التناقض الذي أشار إليه كارو بمثابة تحذير لمشجعي وناقدو ريال مدريد الذين يطالبون بإقالة ألونسو. ومع ذلك، فإن الضغط على المدرب سيزداد إذا لم يتمكن من تحقيق الاستقرار بعد بداية واعدة. تحت قيادته، بدأ الفريق الموسم بـ 13 فوزًا في 14 مباراة، بما في ذلك فوز على برشلونة، لكن الهزيمة أمام ليفربول أدت إلى سلسلة من النتائج السلبية التي تركت الفريق متأخرًا بأربع نقاط في الدوري الإسباني وعلى وشك الخروج من المراكز الثمانية الأولى في دوري أبطال أوروبا.
بينما يتقدم ليفركوزن بدونه، فإن رؤية مدربه السابق يتعامل مع توقعات “البيضاء” قد أثرت على الإدارة الألمانية. يبقى أن نرى ما إذا كان فلورنتينو بيريز سيأخذ هذا التحذير بعين الاعتبار، ولكن وسط الشائعات المتزايدة حول إقالته، فإن الاتهام بأن ألونسو “تُرك وحده” سيجد صدىً على الأرجح لدى أولئك الذين يعتبرون أن المدرب أصبح كبش فداء لمشاكل هيكلية أوسع نطاقاً.