رينارد في اختبار الذكريات.. صراع سعودي مغربي يشعل كأس العرب

مع بدء العدّ التنازلي لانطلاق بطولة كأس العرب 2025، تستعد دولة قطر لاحتضان الحدث الكروي الكبير خلال الفترة من 1 إلى 18 ديسمبر المقبل، وسط ترقّب جماهيري واسع لمشاركة المنتخبات العربية، ومن بينها المنتخب السعودي الذي يدخل النسخة المقبلة بطموحات مرتفعة وتحديات فنية هامة.

وأوقعت قرعة البطولة المنتخب السعودي في المجموعة الثانية إلى جانب منتخب المغرب، إضافة إلى الفائز من مواجهة عُمان والصومال، والفائز من لقاء جزر القمر واليمن، في مجموعة تُعد من بين الأقوى في النسخة المنتظرة.

اختبار فني وعاطفي 

كأس العرب، ستشهد صراعًا من نوع خاص بين المنتخب السعودي ونظيره المغربي، سيحولها إلى اختبار فني وعاطفي للمدرب الفرنسي هيرفي رينارد.

مباراة الصقور ضد أسود الأطلس، ستمثل حدثا استثنائيا للمدرب الفرنسي، الذي سيقف بين محطتين كان له فيهما حضور لافت وبارز، خلال مشواره التدريبي.

استاد لوسيل الذي احتضن نهائي مونديال 2022، يستعد لمشهد لا يتكرر كثيراً، حينما يلتقي المنتخبان، السعودي والمغربي، يوم 8 ديسمبر المقبل، في مباراة قد يتحدد من خلالها، صاحب صدارة المجموعة.

Getty Images

تجربة مغربية

رينارد، سبق له قيادة المنتخب المغربي، في عام 2016، خلفا لنظيره بادو الزاكي، لأسباب أرجعها الاتحاد المغربي لكرة القدم، عدم الاستقرار الذي طبع اختيارات المدرب، والنتائج المتضاربة التي خيمت على أسود الأطلس، بجانب توتّر العلاقة بينه وبين عناصر الطاقم التقني للمنتخب.

صاحب قرار تولي رينارد، لقيادة المنتخب المغربي، تقارير قوية تفيد، بتراجعه عن التعاقد مع أسود الأطلس، من أجل الجلوس على مقعد المدير الفني للمنتخب الجزائري، وهو مانفاه المدرب الفرنسي، مؤكدا عدم تلقيه أي اتصالات من جانب المسؤولين على اللعبة في الجزائر.

المباراة الأولى لرينارد مع المغرب، ظهرت بصماته واضحة على أداء أسود الأطلس، ونجح خلالها في الانتصار على كاب فيردي ذهابا وإيابا، ليضمن فريقه التأهل إلى بطولة كأس أمم إفريقيا 2017. 

وعلى الرغم من مشاركة المغرب بالبطولة التي أقيمت بالجابون، بقائمة منقوصة، لغياب نور الدين أمرابط، وسفيان بوفال، ويونس بلهندة، وعادل تاعرابت وغيرهم، لكن الفريق عبر إلى الدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ 13 عاما، وبالتحديد منذ نسخة عام 2004.

الفريق المغربي اصطدم بمنافسه المصري الذي أطاح به خارج البطولة بهدف نظيف، في الدقائق الأخيرة، من عمر المباراة.

إنجاز تاريخي

نجاحات هيرفي رينارد مع المنتخب المغربي، لم تقتصر على العبور بالفريق إلى الدور ربع النهائي لبطولة كأس أمام أفريقيا، فقط، بل امتدت أيضا بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى بعد غياب 20 عاما.

المدرب الفرنسي قاد المغرب للفوز على منتخب كوت ديفوار، في عقر داره لأول مرة في تاريخ المواجهات بين البلدين، ليحجز مقعدا بطولة كأس العالم 2018.

المنتخب المغربي، حقق إنجازا تاريخيا، بعد أن حافظ على شباكه نظيفة طيلة التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا.

وقص منتخب المغرب، شريط مبارياته بالمونديال، بالهزيمة أمام إيران بهدف نظيف، ثم الخسارة أمام البرتغالي بالنتيجة ذاتها، قبل أن يتعاد لمع منتخب إسبانيا بهدفين لكل منهما، ليودع البطولة مرفوع الرأس.

واستمر رينارد في قيادة المنتخب المغربي، حتى بطولة أمم إفريقيا 2019، وبعد تحقيقه لثلاثة انتصارات متتاليو بدور المجموعة، يتلقى الأسود هزيمة مفاجئة أمام بنين بالدور ثمن النهائي، ليقدم المدرب الفرنسي، استقالته من تدريب المغرب، ويرحل بعدها إلى السعودية.

وإجمالا، قاد رينارد، منتخب المغرب، في 45 مباراة، فاز في 25 لقاء وتعادل في 9 مباريات، وخسر في 11 مباراة.

Getty Images

تاريخ جديد

يعد هيرفي رينارد، أحد أفضل المدربين الذين تولوا القيادة الفنية للمنتخب السعودي، عر التاريخ، وذلك بعد قيادته للأخضر للتأهل إلى المونديال، مرتين، في سابقة لم تحدث من قبل.

وقاد الفرنسي هيرفي رينارد، المنتخب السعودي، للتأهل لمونديال 2022، وهو الأسرع في تاريخ الصقور، وذلك قبل لعب الأخضر لآخر جولتين في المجموعة.

وقاد رينارد، المنتخب السعودي، في 10 مباريات بالتصفيات، حقق 7 انتصارات وتعادلين وتلقى هزيمة وحيدة، وسجل 12 هدفا واهتزت شباكه 6 مرات، وحصد 23 نقطة.

كما نجح رينارد في قيادة المنتخب السعودي لبلوغ مونديال 2026، بعد تغلبه على أندونيسيا وتعادله مع العراق، بالملحق الآسيوي للمونديال.

وإجمالا، قاد رينارد، منتخب السعودية، في 65 مباراة، فاز في 29 لقاء وتعادل في 15 مباراة، ومنى بالهزيمة في 21 مواجهة.

تاريخ مواجهات السعودية ضد المغرب

قبل المواجهة المرتقبة بين الفريقين، في بطولة كأس العرب، تقابل الأسود مع الصقور، في 11 مباراة بمختلف المناسبات الرسمية والودية، انتصر الأخضر في 7 مرات مقابل 3 انتصارت لأسود الأطلسي وتعادل وحيد.

أول لقاء جمع المنتخبين، أقيم ضمن منافسات دورة الألعاب الثالثة بالمغرب، والتي سجل فيها أصحاب الأرض أكبر نتيجة في تاريخ لقاءات المنتخبين بانتصاره (13-1) عام 1961.

وفي عام 1976 التقى المنتخبان في وديتين، انتهت كليهما بفوز المنتخب السعودي، الأولى 4-1، والثانية بهدفين نظيفين، وفي نفس العام التقى المنتخبان بدورة الألعاب العربية بسوريا، وسجلت فيها اول حالة تعادل سلبي بين المنتخبين، وبعد 6 سنوات وتحديدا عام 1982 عاد المنتخبان ليلتقيا في لقاء ودي انتهى بفوز الأخضر بهدفين مقابل هدف.

ولم يستطع منتخب المغرب تحقيق الفوز على السعودية منذ نهائيات أولمبياد لوس أنجلوس عام 1986، عندما انتصر حينها بهدف وحيد، حيث التقيا في أربع لقاءات انتهت جميعها بفوز الأخضر، بمونديال أمريكا 1994 بهدفين مقابل هدف، ونصف نهائي كأس البطولة العربية الثامنة بهدفين مقابل لاشيء ، ليصل بعدها للنهائي ويتوج باللقب في نسخة 2002 ،  وبعد عامين التقى المنتخبان في نهائي دورة ألعاب التضامن الإسلامي، وفاز الأخضر بهدف ياسر القحطاني، وبعدها بعام حقق الأخضر انتصارا جديدا بهدف لحسن معاذ.

وحسم المنتخب المغربي، آخر مواجهة جمعته بنظيره السعودي، بهدف نظيف والتي أقيمت بالبطولة العربية نسخة عام 2021، بدور المجموعات.