تتواصل ردود الأفعال الغاضبة تجاه تصرفات البرازيلي فينيسيوس جونيور، لاعب ريال مريد، التي أثارت جدلاً واسعاً داخل أروقة الميرينجي وخارجه، بعد المشهد الذي أعقب استبداله في الكلاسيكو أمام برشلونة.
وأبدت مصادر مقربة من النادي الملكي غضبها من الطريقة التي عبر بها اللاعب عن شهوره، عندما قرر المدرب تشابي ألونسو استبداله في الشوط الثاني وإشراك رودريجو بدلاً منه، حيث اعتبر كثيرون أن فينيسيوس تجاوز حدود الاحترام في تعامله مع القرار الفني، خصوصاً أنه وجه احتجاجه أمام جماهير “سانتياجو برنابيو”.
ولم تتوقف الانتقادات داخل إسبانيا فقط، بل امتدت إلى خارجها، إذ عبر عدد من نجوم ريال مدريد السابقين عن رفضهم لتصرف اللاعب، من بينهم الدولي الألماني السابق سامي خضيرة، الذي دافع عن ألوان الميرينجي بين عامي 2010 و2015.
وقال خضيرة، في تصريحات نقلتها صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية: “من الطبيعي أن تغضب من قرار المدرب، لا مشكلة في ذلك، لكن عليك أن تتذكر دائماً أنك جزء من فريق”.
وأضاف: “تخيل أننا نلعب مباراة بادل، وأنا من يدخل مكانك، ثم أراك غاضباً بتلك الطريقة، بالتأكيد سأشعر بشيء سلبي تجاهك. يمكنك أن تعترض، لكن ليس بهذا الشكل ولا بهذه اللغة الجسدية”.
بركان الغضب
تفجّرت أزمة جديدة داخل ريال مدريد خلال الكلاسيكو، بعدما أبدى النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور غضبه العلني من مدربه تشابي ألونسو، عقب استبداله في الدقيقة 70 من المباراة، إذ لم يُخفِ جناح الفريق استياءه واحتج على القرار بالإيماءات والكلمات، قبل أن يغادر أرض الملعب متجهاً مباشرة إلى غرف الملابس دون الجلوس على مقاعد البدلاء التي عاد لها بعد دقائق.
وحين رأى فينيسيوس رقمه على لوحة الحكم الرابع بدت عليه علامات الصدمة وعدم التصديق، وأطلق عبارات احتجاج واضحة وهو يغادر الملعب غاضباً، دون أن يتبادل التحية مع مدربه.
واختار ألونسو تجاهل الموقف تماما، مركزا نظره على الملعب، بينما تدخل عدد من زملاء فينيسيوس لتهدئته. اللاعب البرازيلي لم يجلس على الدكة في البداية، وغادر مباشرة إلى غرف الملابس، قبل أن يعود لاحقاً بعد دقائق قليلة بوجه متجهم وملامح غاضبة.
وأثناء خروجه، لم يتمالك فينيسيوس أعصابه وصرخ غاضبا مرددا عبارة نابية بها إهانة مباشرة لألونسو وتحمل دلالات قوية على الغضب والإحباط.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يُظهر فيها فينيسيوس غضبه من قرارات مدربه.
وفي لقطات إضافية بثّتها قناة “DAZN”، ظهر فينيسيوس وهو يصرخ قائلاً: “دائماً أنا! سأرحل عن الفريق، من الأفضل أن أرحل”، بينما التُقطت مشاهد لألونسو يرد عليه بوجه جاد قائلاً: “هيا يا فيني، اللعنة!” في إشارة واضحة لغضبه من تصرف اللاعب.
هدوء ألونسو
تحدث تشابي ألونسو المدير الفني لريال مدريد، بثقة وهدوء أمام وسائل الإعلام، بعد تحقيقه أول انتصار له كمدرب في الكلاسيكو (2-1)، محللًا أسباب الفوز ومؤكدًا أهمية الانتصار من الناحيتين الذهنية والمستقبلية.
وقال ألونسو، في بداية حديثه: “أنا سعيد جدًا من أجل اللاعبين، كانوا بحاجة لمعرفة أن لديهم المقدرة على الفوز في مباراة من هذا النوع، كان انتصارًا مستحقًا، بل وأقل من مجريات اللقاء، وهذا مهم للمستقبل”.
وعن شعوره الشخصي بعد الفوز، شدد مدرب ريال مدريد على أنه لا يرى الأمر كتحرر من ضغط أو عبء معين: “لم يتحرر شيء بالنسبة لي، ما يزال أمامنا الكثير، يجب أن نتحلى بالهدوء”.
لم يخل المؤتمر من الأسئلة المثارة حول غضب فينيسيوس جونيور بعد استبداله، إلا أن ألونسو تعامل مع الأمر بهدوء: “خرجت من المباراة بالكثير من الإيجابيات، ومن بينها أداء فيني، سنتحدث عن الأمر بالتأكيد، لكن لا أريد فقدان التركيز عن النقاط المهمة، هناك لاعبين يملكون شخصيات مختلفة، وسنوضح الأمور داخل المجموعة”.
ورغم تكرار الأسئلة حول النجم البرازيلي، فضل ألونسو عدم التوسع في الجدل، مؤكدًا أن التوتر جزء طبيعي من مباريات الكلاسيكو: “هذا طبيعي، في كل كلاسيكو يحدث الكثير وسيستمر ذلك، فالتوتر دائمًا موجود، طالما أن الأمور تبقى في إطار المنافسة الصحية فلا يوجد ما يدعو للقلق”.
مبابي يسحب البساط
نجح الفرنسي في فرض نفسه كـ”النجم الأول” في الثلث الأخير، سواء على مستوى الحسم أو المساهمة التهديفية، حيث سجل مبابي هذا الموسم وحتى الآن، خلال 13 مباراة بين الليجا ودوري الأبطال، 16 هدفا وصنع هدفين.
وانعكس ذلك مباشرة على طريقة تعامل الخصوم مع ريال مدريد، حيث باتت الكثافة الدفاعية تُوجه نحوه أولًا، لا نحو فينيسيوس كما كان يحدث في المواسم السابقة.
وساهمت تحركات مبابي بين العمق ونصف المساحة في زيادة فعالية الهجوم المدريدي، وأعطت الفريق حلولًا لم تكن متاحة دائمًا مع فينيسيوس الذي يعتمد بصورة أكبر على المواجهات الفردية.
هذا التحول جعل فينيسيوس يبدو أقل مركزية مما كان عليه، ليس بسبب تراجع في مستواه بقدر ما هو نتيجة لتغير “المعادلة الهجومية” داخل الفريق، إذ حصل مبابي على المساحة الأكبر في اتخاذ القرار داخل المناطق المؤثرة، بينما تراجع دور فينيسيوس تدريجيًا من “قائد المشهد” إلى “شريك في المشهد”.
