سان جيرمان بين جراح الإصابات واختبار ليون الصعب.. ومارسيليا يترقّب الفرصة

BySayed

نوفمبر 7, 2025


 يدخل باريس سان جيرمان، حامل لقب الدوري الفرنسي، مواجهة مضيفه ليون مساء الأحد في المرحلة الثانية عشرة من المسابقة، مثقلاً بخسارته القارية الأولى هذا الموسم واستمرار لعنة الإصابات التي تضرب صفوفه، في وقتٍ يترقّب فيه مارسيليا أي تعثّر جديد للانقضاض على الصدارة.

فبعد سقوطه المحلي الأول أمام مارسيليا في 22 سبتمبر الماضي، في مباراة غاب عنها عدد من نجومه ومدربه الإسباني لويس إنريكي بسبب الإصابات وانشغالات حفل الكرة الذهبية، تلقّى سان جيرمان ضربة جديدة منتصف الأسبوع بخسارته أمام بايرن ميونخ الألماني (1-2) في دوري أبطال أوروبا، البطولة التي يحمل لقبها.

خسارة بايرن لم تكن مجرد تعثّر عابر، بل جاءت مكلفة على الصعيد البشري، إذ فقد الفريق خلال اللقاء خدمات مهاجمه الفرنسي عثمان ديمبيلي، وظهيره الأيمن المغربي أشرف حكيمي، قبل أن يُعلن لاحقاً إصابة الظهير الأيسر البرتغالي نونو منديز، ليعود شبح الإصابات الذي طارد الفريق منذ تتويجه القاري الموسم الماضي.

منذ فوزه بدوري الأبطال ومشاركته في كأس العالم للأندية بالولايات المتحدة، حيث حلّ وصيفاً لتشيلسي الإنجليزي، ثم تتويجه بكأس السوبر الأوروبية، بدا الإرهاق البدني واضحاً على كتيبة إنريكي، التي استنزفت طاقتها في سلسلة مباريات متلاحقة. ورغم أن الفريق استعاد مؤخراً معظم عناصره، إلا أن الضربات الجديدة أعادت القلق إلى الجهاز الفني والجماهير على حد سواء.

وكانت البداية بإصابة الشاب ديزيريه دويه في الفخذ، قبل أن يلتحق به الثلاثي الأساسي ديمبيلي وحكيمي ومنديز، الذين سيغيبون لأسابيع عدة، وفقاً لبيان النادي. ويواجه إنريكي مأزقاً حقيقياً في الجبهة اليمنى، إذ لم يتعاقد الفريق خلال الصيف مع بديل مباشر لحكيمي، ما يجبره على اللجوء إلى حلول اضطرارية مثل الاعتماد على دانيلو أو موكيلي في غير مركزهما الأصلي.

ورغم جودة التشكيلة، يعاني باريس سان جيرمان من تراجع بدني واضح، تجلّى في مباراة بايرن حين فشل الفريق، رغم تفوقه العددي طوال الشوط الثاني، في العودة بالنتيجة رغم استحواذه الكامل على الكرة. وأقرّ الحارس الشاب لوكا شوفالييه عقب اللقاء بوجود ضغوط نفسية على اللاعبين قائلاً: “علينا أن نحافظ على ثقتنا. مررنا بظروف مشابهة الموسم الماضي، ومع ذلك أنهينا الموسم متوجين باللقب. علينا أن نهدأ ونثق بأنفسنا، وسنعود أقوى.”

FBL-FRA-LIGUE1-LYON-PSGGetty Images

 ليون الجريح.. منافس لا يُستهان به

ورغم الظروف الصعبة التي يمرّ بها سان جيرمان، فإن خصمه المقبل ليون لا يعيش أياماً أفضل. فالفريق يحتل المركز السادس في جدول الترتيب، وفشل في تحقيق الفوز خلال آخر ثلاث مباريات محلية، مكتفياً بتعادلين مع باريس أف سي وبريست، وخسارة أوروبية أمام ريال بيتيس الإسباني في الدوري الأوروبي. وزادت متاعبه بعد طرد لاعبين في اللقاءين الأخيرين، ما جعل الانضباط داخل الفريق محل انتقادات واسعة.

ومع ذلك، يبقى ليون قادراً على المفاجأة، فقد أسقط هذا الموسم كلاً من ليل ولانس ومارسيليا بنتيجة واحدة (1-0)، مستفيداً من صلابته الدفاعية على ملعبه الذي فاز فيه في ست من سبع مباريات. ولم يخفق الفريق في التسجيل على أرضه منذ انطلاق الموسم، ما يجعل المباراة أمام سان جيرمان اختباراً مزدوجاً للصلابة البدنية والعقلية للفريقين.

وتُقام المباراة وسط أجواء مشحونة، بعدما صنّفتها الهيئة الوطنية لمكافحة الشغب الرياضي ضمن أعلى درجات الخطورة (5 من 5)، ما دفع السلطات إلى منع جماهير سان جيرمان من مرافقة فريقها إلى ليون. ويملك الباريسيون أفضل سجل خارج الديار هذا الموسم برصيد 11 نقطة، في حين يُعدّ ليون من أقوى الفرق على أرضه، وهو ما ينبئ بمواجهة محتدمة داخل المستطيل الأخضر وخارجه.

ورغم تفوّق باريس سان جيرمان تاريخياً في المواجهات الأخيرة، حيث لم يخسر في ليون منذ عام 2019 حين كان الألماني توماس توخل مدرباً للفريق، فإن أصحاب الأرض سجّلوا أهدافاً في آخر ست مباريات أمامه، وهو مؤشر يثير حذر إنريكي.

FBL-FRA-LIGUE1-LENS-MONACOGetty Images

 مارسيليا يترقّب.. وقمة لانس وموناكو تشتعل

على الجانب الآخر، يترقب مارسيليا بقيادة الإيطالي روبرتو دي تزيربي أي زلة لسان جيرمان، إذ يملك فرصة اعتلاء الصدارة إذا فاز على ضيفه بريست. لكن نتائج مرسيليا الأخيرة لا تبعث على الاطمئنان، بعد فوزه في مباراة واحدة فقط من آخر خمس في جميع المسابقات، آخرها سقوطه أمام أتالانتا الإيطالي في دوري الأبطال رغم تفوقه على أرضه.

ويمتلك مارسيليا أفضل سجلّ على أرضه في فرنسا منذ بداية عام 2025 برصيد 38 نقطة، إلا أن جماهيره تخشى من استمرار التذبذب في الأداء الذي يُهدّد مسيرته نحو اللقب.

وفي لقاء آخر لا يقل أهمية، يحلّ لانس، ثالث الترتيب، ضيفاً على موناكو الخامس في مواجهة متكافئة. ويدخل لنس اللقاء مكتمل الصفوف، محققاً أفضل انطلاقة له في تاريخه من حيث عدد الانتصارات بعد 11 جولة (7 انتصارات)، معادلاً رقمه من موسم 2022-2023 حين تأهل إلى دوري الأبطال.

لكن المدرب بيار ساج يدرك أن طموحه في تكرار الإنجاز الأوروبي يتطلّب تحسناً في الأداء خارج الديار، إذ فشل فريقه في التسجيل في ثلاث من مبارياته الخمس خارج ملعبه هذا الموسم، وكان آخرها الخسارة أمام متز المهدد بالهبوط.

أما موناكو، بقيادة مدربه البلجيكي سيباستيان بوكونيولي، فيسعى لتدارك خسارته المفاجئة أمام باريس أف سي، وقد أظهر ردة فعل إيجابية بفوزه على بودو غليمت النرويجي في دوري الأبطال، ما يمنحه دفعة معنوية قبل المواجهة المنتظرة.



المصدر – كوورة

By Sayed