حذّر لوتشيانو سباليتي، المدرب الجديد ليوفنتوس، من أن الضغط على اللاعبين قد يؤثر سلبًا في بعضهم، وذلك عقب الفوز على كريمونيزي بنتيجة (2-1)، أمس السبت، ضمن منافسات الجولة العاشرة من الدوري الإيطالي.
وعُيّن مدرب نابولي وإيطاليا السابق يوم الخميس فقط، وخاض جلسة تدريبية واحدة مع فريقه الجديد، لكنه لم يتردد في إجراء تجارب تكتيكية، فحافظ على طريقة 3-5-2، بينما لعب الهولندي تيون كوبمينرز دورًا عميقًا كصانع لعب.
وأثبت الجناحان فاعليتهما، حيث افتتح فيليب كوستيتش التسجيل في غضون 85 ثانية، ثم عزز أندريا كامبياسو النتيجة في الشوط الثاني، بينما أحرز المخضرم جيمي فاردي الهدف المتأخر لكريمونيزي.
وصرّح سباليتي عقب المباراة لشبكة “سكاي سبورت إيطاليا”، متحدثًا عن كوبمينرز: “بعد دقيقتين فقط كان الجميع يعلم أين يلعب.. توقعت أن يكون في موقع يمكنه من إحداث ضرر أكبر، لأننا نادرًا ما كنا نحرك الكرة من اليمين إلى اليسار، والعكس صحيح”.
وأضاف: “كان الهدف هو أن يتقدم تورام قليلًا للأمام، وأن يستغل كوبمينرز تلك المساحة ليكون لدينا لاعب إضافي في خط الوسط، ذلك لأن فاردي هو الخطر الحقيقي الوحيد في كريمونيزي”.
وتابع: “رأيت أداءً جيدًا من حيث التواصل والتركيز، لأن كوبمينرز كان أكثر دفاعية من أي لاعب آخر، فيما يتعلق بتنظيم اللعب وفرض السيطرة على الهجمات المرتدة، وكان ذلك ضروريًا، لأن كريمونيزي يُشكّل خطورة كبيرة بتلك الكرات العالية للبطل فاردي، وهو ما رأيناه في الهدف الذي سجله”.
“عادات سيئة”
من جانبه، قال دوسان فلاهوفيتش، مهاجم اليوفي، في تصريحات صحفية بعد المباراة، إن فريقه بحاجة إلى التخلص من بعض “العادات السيئة”، المتمثلة في الاعتماد على الهجمات المرتدة عند التقدم في النتيجة.
وأكد سباليتي ذلك، قائلًا: “بدأنا نسمح لهم بالتقدم قبل نهاية الشوط الأول، ثم بعد الاستراحة، لذا من الواضح أن هناك جوانب نحتاج إلى تحسينها.. هناك العديد من الجوانب التي تتطلب تحسينًا وبسرعة.. هناك إمكانيات واضحة لدى بعض هؤلاء اللاعبين، وأنا أثق بهم، لكن مستوى يوفنتوس يضع ضغطًا عليهم أيضًا.. أثناء حديثي مع مالكي النادي أمس، سألوني إن كنت بحاجة إلى أي شيء”.
وواصل: “يبدو من الخارج أن امتلاك يوفنتوس لكل شيء أمر رائع، والأمر أكثر إثارة للإعجاب من الداخل، فأنت لم تر شيئًا. هذا يضع ضغطًا، ويجعلك تدرك المستوى، وقد يثقل كاهل بعض اللاعبين، لذا فهم بحاجة إلى الوقت”.
ومع ذلك، كانت هناك بعض التصرفات الكلاسيكية لسباليتي على خط التماس، عندما فشل فلاهوفيتش ولويس أوبيندا في استغلال هجمة واعدة، وهو ما أغضب المدرب، كما تم إيقافه عن الاعتراض والخروج من منطقته الفنية.
وقال المدرب في هذا الصدد: “هذا ما أفعله دائمًا.. نحن بحاجة إلى هذا التواصل مع الفريق، ونريد أن نسعد من يحب الفريق وهذه الرياضة.. يجب بناء علاقة وطيدة مع اللاعبين”.
تصريحات لاعبي يوفنتوس
قال فلاهوفيتش لقناة “سكاي سبورت إيطاليا”: “لا أقول إننا أخطأنا في النهج خلال الشوط الثاني، لكن لدينا بعض العادات السيئة التي يجب التخلص منها.. لقد جلسنا في الخلف ودافعنا بعمق شديد، وكان يجب أن نواصل الضغط عليهم وتسجيل المزيد من الأهداف، وهو ما أهدرناه.. يستحق كريمونيزي التهنئة أيضًا، فقد جعل المباراة صعبة للغاية ورفض الاستسلام.. سنحلل اللقاء ونرى ما أخطأنا فيه، ثم نستعد للمباراة التالية”.
وعن تفضيله اللعب كرأس حربة وحيد، أم بجانب مهاجم ثانٍ، رد الصربي قائلًا: “الأمر يعتمد على المدرب، أنا مستعد لتقديم كل ما لديّ للفريق في أي نظام، ثم يعود الأمر للمدرب في كيفية لعبنا”.
في السياق نفسه، قال فيليب كوستيتش، لاعب يوفنتوس، إن من “المذهل” تسجيله أول هدف مع الفريق منذ أكثر من عامين، في عيد ميلاده.
وافتتح كوستيتش التسجيل في غضون 85 ثانية، وهو أول أهدافه منذ مارس/آذار 2023 في الدوري الإيطالي.
وقال الصربي: “الشعور رائع، أنا سعيد جدًا بالتسجيل، بل وأكثر سعادة لأننا فزنا بالمباراة.. إنها مباراة مهمة جدًا بالنسبة لنا، وعلينا أن نواصل على هذا المنوال”.
واستطرد: “لقد كانت فترة صعبة للغاية، لكنني لطالما آمنت بنفسي، وعملت بجد، وساعدني الفريق كثيرًا أيضًا. أنا سعيد فقط لأنني شاركت أساسيًا في آخر مباراتين، واليوم هو عيد ميلادي، وكذلك عيد ميلاد يوفنتوس، لذا هو أمر رائع”.
سباليتي القائد الجديد
بدأ سباليتي مسيرته التدريبية مع إمبولي، الذي وصل برفقته إلى دوري الدرجة الأولى، مُثبتًا نفسه كواحد من أكثر المدربين إبداعًا في الدوري الإيطالي.
وجاءت انطلاقته الحقيقية مع أودينيزي، في أوائل القرن الحادي والعشرين، حيث وصل معه إلى المسابقات الأوروبية لثلاث سنوات متتالية.
وفي موسم 2004-2005، حقق أول تأهل تاريخي لدوري أبطال أوروبا مع النادي الفريولي، وهو ما قاده بعد ذلك إلى تدريب روما، في المواسم الأربعة التالية، ليفوز مع الفريق العاصمي بكأس إيطاليا مرتين، وكأس السوبر الإيطالي مرة واحدة.
ومن عام 2009 إلى 2014، قاد سباليتي زينيت سانت بطرسبرج، وفاز معه بلقبين في الدوري الروسي، إضافة إلى الكأس والسوبر المحلي، قبل أن يعود إلى إيطاليا لتدريب روما ثم إنتر ميلان.
وتوج سباليتي بطلًا للدوري الإيطالي مع نابولي، في موسم 2022-2023، ثم تولى تدريب المنتخب الإيطالي حتى يونيو/حزيران الماضي.