في خطوة مفاجئة لكنها متوقعة بعد سلسلة من النتائج المخيبة، أعلن نادي يوفنتوس الإيطالي تعيين المدرب المخضرم لوتشانو سباليتي مديرًا فنيًا جديدًا للفريق خلفًا للكرواتي إيجور تودور، الذي تمت إقالته عقب تراجع مستوى الفريق بصورة لافتة في الأسابيع الأخيرة.
وجاء القرار بعد أن فشل يوفنتوس في تحقيق أي فوز خلال 8 مباريات متتالية، تضمنت 5 تعادلات و3 هزائم، وهي سلسلة نتائج اعتبرها مجلس إدارة النادي غير مقبولة بالنسبة لفريق بحجم وتاريخ “السيدة العجوز”، الذي يطمح دومًا للمنافسة على لقب الدوري الإيطالي ودوري أبطال أوروبا.
كان تودور قد تولى المسؤولية في نهاية الموسم الماضي بصفة مؤقتة خلفًا للإيطالي ثياجو موتا، قبل أن يتم تثبيته في المنصب بعد أن فشلت إدارة النادي في التوصل لاتفاق مع المدربين أنطونيو كونتي، وجيان بييرو جاسبيريني، اللذين كانا على رأس قائمة المرشحين لقيادة الفريق.
ورغم البداية القوية لتودور في موسم 2025-2026، التي شهدت فوز يوفنتوس في أول 3 مباريات له بالدوري، بينها انتصار مثير بنتيجة 4-3 على إنتر ميلان في “ديربي إيطاليا”، إلا أن الأداء تراجع بشكل حاد في الجولات التالية، ليجد الفريق نفسه بعيدًا عن مراكز المقدمة.
في البداية، أبدى مجلس إدارة النادي دعمًا لتودور، نظرًا لتعقيدات مالية كانت تحول دون الإطاحة به بسهولة، إذ لا يزال يوفنتوس يدفع تعويضات مالية للمدرب السابق موتا، كما أن التعاقد مع مدرب جديد كان سيشكل عبئًا إضافيًا في ظل قيود اللعب المالي النظيف المفروضة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
لكن سلسلة النتائج السلبية الأخيرة وضغط الجماهير جعلا القرار حتميًا، ليعلن النادي رسميًا تعيين سباليتي على رأس الجهاز الفني، في مهمة تهدف لإعادة الفريق إلى المسار الصحيح، خصوصًا وأن يوفنتوس يحتل حاليًا المركز السابع في جدول ترتيب الدوري الإيطالي.
ويُعد سباليتي أحد أبرز المدربين الإيطاليين في العقود الأخيرة، إذ يمتلك سجلًا حافلًا في الكالتشيو، كان أبرز إنجازاته قيادة نابولي إلى التتويج بلقب الدوري الإيطالي موسم 2022-2023، منهيًا انتظارًا دام33 عامًا لعودة الفريق الجنوبي إلى منصة التتويج.
وخلال حفل تقديمه الرسمي في تورينو، أبدى سباليتي حماسه الكبير لتولي القيادة الفنية ليوفنتوس، مؤكدًا أن النادي يجب أن يتحلى بطموح كبير رغم الوضع الحالي.
وقال في كلمته: “آمل أن نتمكن من العودة إلى سباق اللقب، ولم لا؟ هذا ما تحدثنا عنه مع اللاعبين في غرفة الملابس. يجب أن تكون طموحاتنا عالية قدر الإمكان، وأعلى طموح لدينا الآن هو العودة للمنافسة على الدوري الإيطالي”.
وأشار المدرب المخضرم إلى أنه يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، لكنه يؤمن بقدرة اللاعبين على استعادة بريق الفريق.
وأضاف: “نحن في الجولة التاسعة فقط، حتى لو كنت قريبًا من النهاية لأنني رجل عجوز. سأحاول بذل المزيد من الجهد، ثم نرى ما سنحققه. لدي احترام مطلق لقيمة هؤلاء اللاعبين”.
وأحد أبرز أسباب إقالة تودور، وفق تقارير إيطالية، هو فشل الفريق في تسجيل أي هدف في 4 مباريات متتالية، رغم امتلاكه مجموعة هجومية قوية.
وتطرق سباليتي إلى هذه الأزمة الهجومية، مؤكدًا أن الحل يكمن في التنظيم الجماعي أكثر من الاعتماد على الأفراد، قائلاً: “الأهداف هي الأساس لأنها التي تحسم المباريات. كرة القدم الهجومية مهمة، لكن الأهم أن نكون فريقًا واحدًا يفهم ما يجب القيام به في كل موقف على أرض الملعب. هذا هو ما سيقودنا إلى النجاح”.
من جانبه، كان المهاجم الصربي دوسان فلاهوفيتش قد علّق في وقت سابق على الأزمة التي يعيشها الفريق، داعيًا زملاءه إلى تحمّل المسؤولية وعدم تحميل المدربين وحدهم تبعات النتائج السيئة.
وقال: “لقد غيرنا 3 مدربين في عام ونصف فقط. علينا أن ننظر في المرآة ونرى أين نخطئ. لا أعتقد أنه من العدل إلقاء اللوم على شخص واحد؛ نحن جميعًا مسؤولون عن ذلك”.
ورد سباليتي على تلك التصريحات بإشادة واضحة بموقف مهاجمه، مؤكدًا أن وعي اللاعبين بدورهم هو مفتاح النهوض مجددًا.
وقال “كلمات فلاهوفيتش صائبة. يجب على اللاعبين أن يدركوا مسؤولياتهم تجاه النادي الذي يؤمن بهم. أنا أعتمد كثيرًا على جودة اللاعبين، فهي ما يصنع الفارق في النهاية”.
وسيفتتح سباليتي مشواره الرسمي مع يوفنتوس في مواجهة كريمونيسي، حيث يسعى لتحقيق أول انتصار له وإعادة الثقة إلى الفريق بعد فوزه الأخير على أودينيزي، في خطوة يأمل أن تكون بداية طريق عودة “السيدة العجوز” إلى مكانتها الطبيعية بين كبار أوروبا.