قبل أن يبدأ مهامه رسميًا، سيجد مدرب اتحاد جدة المنتظر نفسه تحت ضغط كبير، خاصة وأنه مُقبل على مرحلة حاسمة في الموسم.
وكان الاتحاد قد تخلص من مدربه الفرنسي لوران بلان، بعدما خسر كلاسيكو النصر في الجولة الرابعة، بهدفين دون رد.
لكن رغم إقالته، فإن الاتحاد خسر أمام شباب الأهلي دبي الإماراتي، بهدف دون رد، أمس الثلاثاء، ضمن الجولة الثانية من دوري أبطال آسيا للنخبة.
خيارات الاتحاد
خرجت تقارير صحفية خلال الفترة الأخيرة، للحديث حول خيارات الاتحاد بشأن المدير الفني الجديد، حيث جاء الألماني يورجن كلوب في مقدمتها.
فضلاً عن الإيطالي لوتشيانو سباليتي، والإسباني تشافي، بالإضافة للبرتغالي سيرجيو كونسيساو والإسباني أوناي إيمري.
لكن حتى هذه اللحظة، لم يحسم الاتحاد ملف المدير الفني الجديد، بعدما قرر تعيين حسن خليفة بشكل مؤقت، خلفًا لبلان.
تحذير شديد
في الوقت الذي تسيطر فيه حالة من القلق على جماهير الاتحاد، بعد التعثر أمام شباب الأهلي، وعدم حسم ملف المدير الفني، خرج الإعلامي خالد الشنيف، نجم أهلي جدة السابق، بتصريحات نارية.
الشنيف قال في تصريحات تلفزيونية: “الاتحاد ينتظره جدولاً معقدًا في أكتوبر/تشرين الأول الجاري، على المستويين المحلي والآسيوي”.
وأضاف: “المدرب القادم ستتم إقالته بنسبة كبيرة، بسبب صعوبة المباريات وموقف الفريق المُعقد خلال الفترة الحالية”.
وسيواجه “العميد” عدة تحديات صعبة في الشهر الجاري، يأتي في مقدمتها مواجهة الهلال بالجولة السادسة من دوري روشن.
إضافة لمواجهة النصر في ثمن نهائي كأس الملك، بعدما تجرع هزيمتين أمامه في السوبر والدوري.
ثقة اتحادية
لكن في الوقت ذاته، أعرب حمد المنتشري، لاعب اتحاد جدة السابق، عن ثقته في قدرة رجال العميد على تجاوز هذه المرحلة الصعبة.
وقال المنتشري: “إذا تعاقد الاتحاد مع مدرب صاحب شخصية قوية، وفنيات عالية، فسيتجاوز هذه المرحلة، خاصة وأنه يمتلك مجموعة جيدة من اللاعبين التي تحتاج إلى إدارة جيدة”.
وأضاف: “يجب على المدرب القادم أن يحدد أهدافه من البداية، وأنا عن نفسي أتمنى تحقيق نخبة آسيا عن الدوري”.
معضلة نفسية وفنية
المعضلة الحالية للاتحاد لا ترتبط فقط بالجانب التكتيكي، بل أيضًا بالحالة النفسية للاعبين، بعد سلسلة النتائج الكارثية على الصعيدين المحلي والآسيوي.
الفريق يبدو فاقدًا للثقة بعد سلسلة من النتائج المخيبة، وهو ما يجعل أي مدرب جديد أمام تحدٍ مزدوج، متمثل في إعادة تنظيم الصفوف فنيًا، ورفع الروح المعنوية لنجوم الفريق.
غياب الهوية الهجومية الواضحة، وكثرة الأخطاء الدفاعية، ساهمت في تفاقم الأزمة، الأمر الذي يتطلب شخصية قوية تعيد الانضباط التكتيكي وتستغل قدرات العناصر المميزة مثل بنزيما، فابينيو، وكانتي.
وكان الاتحاد قد تعرض إلى 4 هزائم، متمثلة في السقوط أمام النصر في نصف نهائي السوبر (1-2) وتكرر الأمر أمام نفس الفريق ولكن بالجولة الرابعة (1-2)، بالإضافة للخسارة في أول جولتين من نخبة آسيا أمام الوحدة وشباب الأهلي الإماراتيين (1-2) و(0-1).
اختبار أكتوبر
شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري سيكون نقطة تحول في مسيرة العميد هذا الموسم، حيث يتوقف مستقبل الفريق على مدى قدرته في تجاوز سلسلة المباريات القوية التي تنتظره.
الهلال والنصر يمثلان العقبة الأكبر، لكن حتى مواجهات الدوري الأخرى لن تكون سهلة في ظل حالة الارتباك الحالية.
المدرب الجديد سيكون مطالبًا بتحقيق نتائج إيجابية سريعة لامتصاص غضب الجماهير، وفي حال التعثر مجددًا، فإن الضغط قد يصبح مضاعفًا على الإدارة واللاعبين، وربما تتجدد مطالب التغيير الإداري والفني بشكل شامل.
جماهير غاضبة
الجماهير الاتحادية لم تقف مكتوفة الأيدي أمام حالة التراجع الفني، فقد اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بانتقادات لاذعة للإدارة واللاعبين على حد سواء.
البعض اعتبر أن مشكلة الاتحاد ليست في المدرب فقط، بل في غياب الروح القتالية داخل الملعب، بينما ذهب آخرون للتأكيد على أن الفريق يملك أسماء عالمية كبيرة لكنها لم تُستغل بشكل صحيح.
الجماهير أيضًا أبدت قلقها من استمرار سلسلة الإخفاقات في حال تأخر التعاقد مع مدرب كبير، حيث يرون أن الوقت يضيق قبل الدخول في المباريات المصيرية محليًا وقاريًا.
وفي المقابل، ظهر تيار آخر يطالب بالصبر على الإدارة ومنحها فرصة لاختيار الأنسب، مع التأكيد على أن أي قرار متسرع قد يعيد النادي إلى دوامة التغييرات العشوائية.
ماذا عن الإدارة؟
تواجه إدارة الاتحاد، برئاسة فهد سندي، تحديًا صعبًا، لأن أي إخفاق جديد لن يكون له تأثير رياضي فقط، بل قد ينعكس على صورة النادي الاستثمارية والتسويقية.
إدارة الاتحاد مطالبة بإظهار صرامة أكبر في التعامل مع المرحلة الحالية، سواء في فرض الانضباط على النجوم الكبار داخل غرفة الملابس، أو في اتخاذ قرارات حاسمة تخص مستقبل بعض اللاعبين الذين لم يقدموا المردود المنتظر.
ومن دون إدارة محكمة لهذا الملف، فإن أي مدرب جديد سيجد نفسه في مواجهة نفس التحديات التي أسقطت من سبقه.