(ستوري) بعد فوز الهلال التاريخي.. لأندية السعودية قادرة على مقارعة كبار أوروبا

BySayed

يوليو 1, 2025


قدم الهلال السعودي، أفضل أداء في أهم مباراة في تاريخه، ليتغلب على مانشستر سيتي بنتيجة 4-3 بعد التمديد لشوطين إضافيين، فجر الثلاثاء، في ثمن نهائي بطولة كأس العالم للأندية المقامة حاليًا في الولايات المتحدة.

ونال الهلال إعجاب المراقبين والنقاد، من خلال أداء اتسم بالواقعية طوال أحداث اللقاء، رغم متاعب الإصابات والإجهاد البدني الذي عانى منه اللاعبون في سعيهم للبقاء في أجواء المباراة.

في المقابل، تأكد لمدرب مانشستر سيتي بيب جوارديولا أن مشاكل فريقه التي ظهرت في الموسم الماضي لم تبددها التعاقدات الجديدة، حيث بدا الفريق عاجزًا من الناحية التكتيكية، دون محاولة إيجاد الحلول المناسبة للخروج فائزًا.

ند للأوروبيين

فوز الهلال على السيتي، قدم علامات مبكرة على أن الرؤية المتعلقة بتطوير الدوري السعودي بدأت تؤتي ثمارها، خصوصًا وأن “الزعيم” جارى مانشستر سيتي ووقف ندًا أمامه معظم الوقت.

التعاقد مع المدرب سيموني إنزاجي، منح الهلال شكلاً تكتيكيًا أكثر صلابة، وبوجود أمثال سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، ووروبن نيفيز، وكاليدو كوليبالي، امتلك المدرب الإيطالي الأدوات اللازمة لمقارعة الفرق الأوروبية في هذه البطولة.

جاء النصر المستحق على السيتي بعد التعادل مع ريال مدريد في مستهل مشوار الفريق السعودي بالدور الأول، لكن الجمهور بات يتساءل ما إذا كان الهلال سيظهر بشكل أكثر قوة في حال تعاقد مع لاعبين جدد قبل البطولة، كما فعل مانشستر سيتي الذي أبرم 4 صفقات.

رد الدين

يتذكر إنزاجي كيف فقد أمل الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا عندما خسر فريقه السابق إنتر ميلان أمام مانشستر سيتي 0-1 في نهائي عام 2023.

ما تزال هذه المباراة تشكل غصة في قلب المدرب الإيطالي، الذي حاول تعويض هذه الخسارة في الموسم الحالي، بيد أنه خسر النهائي هذه المرة أمام باريس سان جيرمان بخماسية نظيفة.

لكن ما لم يستطع إنزاجي فعله مع إنتر ميلان، فعله مع الهلال، وهو يحمل فضلًا كبيرًا في هذا الفوز الثمين، بعدما دخل المباراة بخطة مدروسة تناسب طبيعة الفريق المنافس، خصوصًا في الخط الخلفي عبر الاستعانة بخط دفاعي ثلاثي كان لاعب الوسط البرتغالي روبن نيفيز جزءًا منه.

وفعل الهلال الملحمة، رغم أنه افتقد خدمات سالم الدوسري وألكسندر متروفيتش للإصابة، فيما تعرض جناحه البرازيلي مالكوم للإصابة أيضًا في الشوط الثاني، ما يعني أن الفريق السعودي كان يمكنه تقديم مباراة أفضل بصفوف مكتملة.

دموع ليوناردو

سجل المهاجم البرازيلي ماركوس ليوناردو هدفين في المباراة أمام سيتي، ونال جائزة أفضل لاعب في المباراة عن جدارة واستحقاق.

كان الحمل ثقيلًا على ليوناردو مع استمرار غياب الصربي متروفيتش، وتعرض السعودي سالم الدوسري لإصابة في المباراة الأخيرة أمام باتشوكا، بيد أنه كان أهلًا بالمسؤولية، عبر أداء مرعب من الناحية البدنية.

شعر ليوناردو بالعزلة بعد خروج مواطنه المصاب مالكوم، لكنه لم يأبه لذلك، فشكل خطورة في كل مرة يستلم فيها الكرة، وكان ينهض بعزيمة المقاتل في كل مرة يسقط فيها أرضًا بسبب الإيقاف، فاستحق أن يكون نجم اللقاء، وربما نجم المرحلة، وهو ما يفسر دموعه التي انهمرت على وجهه مع صافرة النهاية.

حارس عالمي

رغم الجرأة الهجومية التي تميز بها الهلال طوال دقائق المباراة، فإن الفضل في فوزه يعود للتصديات المثيرة التي قام بها حارس مرماه المغربي ياسين بونو.

أثبت حارس إشبيلية السابق أنه ما يزال واحدًا من الأفضل عالميًا في مركزه، خصوصًا في الشوط الأول، الذي تصدى فيه لـ6 فرص سانحة للتسجيل.

تألق بونو ما هو إلا دليل جديد على أن الدوري السعودي يحتوي على مجموعة من أفضل لاعبي العالم، وإذا واصلت أنديته على هذا النهج، فربما يتمكن في المستقبل القريب من منافسة الدوريات الأوروبية من حيث الاهتمام الجماهيري.

فودين.. العودة المطلوبة

عندما انطلقت نهائيات كأس العالم للأندية، قدم فيل فودين أداءً مميزًا في مباراة مانشستر سيتي الأولى أمام الوداد، بعدما كان قد تعرض لانتقادات عنيفة لانخفاض مستواه في الموسم الأخير من الدوري الإنجليزي الممتاز.

مدرب سيتي بيب جوارديولا يعامل هذه البطولة كحقل للتجارب قبل الانطلاق الفعلي للموسم الجديد، ما يعني أن عملية المداورة بين اللاعبين ستبقى حاضرة، وهو ما أفقد فودين فرصة الاستفادة من الزخم المعنوي الذي حصل عليه بعد هدفه في مباراة الوداد.

وشارك فودين في الشوط الإضافي الأول، ليسجل هدف التعادل الثالث، ما يؤكد أن اللاعب الدولي الإنجليزي بات قريبًا من استعادة أفضل مستوياته، خصوصًا وأنه يدرك تمامًا أن المنافسة على مكان أساسي في تشكيلة السيتيزنز ستكون حامية الوطيس.

رودري.. التعافي البطيء

من ناحية ثانية، غاب لاعب الوسط الإسباني والفائز بالكرة الذهبية رودري عن تشكيلة مانشستر سيتي الأساسية، قبل أن يشارك في شوط المباراة الثاني بدلًا من الألماني إلكاي جوندوجان.

لكن اللاعب الإسباني لم يصمد لسبب غير معلوم، فاستبدله المدرب جوارديولا في الشوط الإضافي الأول، ما رسم شكوكًا حول استعادته لجاهزيته البدنية، بعد غياب طويل بسبب إصابته بقطع في الرباط الصليبي للركبة أوائل الموسم الماضي.

الأكثر غرابة، هو أن جوارديولا أشرك فودين مكان رودري، ما يشير إلى أن التبديل قد يكون تكتيكيًا أكثر منه اضطراريًا، حيث كان الفريق الإنجليزي يتخلف بالنتيجة 2-3.



المصدر – كوورة

By Sayed