يستعد العالم لمشاهدة كلاسيكو الأرض، عندما يحل برشلونة، ضيفا على غريمه الأزلي ريال مدريد، على ملعب سانتياجو بيرنابيو، الأحد المقبل، في إطار منافسات الجولة العاشرة من عمر مسابقة الدوري الإسباني.
قمة سيتابعها العالم بمختلف أطيافه، بالنظر إلى التاريخ الكبير الذي يحمله هذا الكلاسيكو، كون الفريقين هما أحد أكبر أندية العالم، بجانب المنافسة القوية والمحتدمة بين لاعبي الطرفين.
ومع اقتراب الموقعة الكبيرة بين قطبي الكرة الإسبانية، يستعيد موقع كووورة تفاصيل لقطة محفورة في تاريخ الكلاسيكو، وهي واقعة دهس البلغاري خريستو ستويشكوف، لاعب برشلونة في ذلك الوقت، على قدم الحكم أوريزار أزبيتارتي، خلال الكلاسيكو ضد الريال.
وبعد 5 سنوات قضاها اللاعب البلغاري مع فريق سيسكا موسكو، انتقل ستويشكوف إلى برشلونة، وفي موسمه الأول بعد أشهر قليلة فقط من انضمامه، تعرض للإيقاف على خلفية واقعة الدهس المثيرة للجدل على قدم الحكم.
ففي 5 ديسمبر/كانون أول 1990، أُقيمت مباراة كأس السوبر الإسباني بين برشلونة وريال مدريد على ملعب الكامب نو، وكان اللاعب البلغاري الذي انضم إلى النادي الكتالوني قبل 6 أشهر فقط، بطل تلك المباراة بدهس قدم الحكم أوريزار أزبيتارتي.
حينها لم يُعجب خريستو بقرارات الحكم أزبيتارتي خلال أحداث الشوط الأول، مما اضطره إلى فعل أشياء غريبة عن عالم كرة القدم، أظهرت الجانب المظلم من مسيرة اللاعب الموهوب.
وقال حكم اللقاء عن هذه الواقعة “بدأ كل شيء بتدخل قوي من تشيندو على ستويتشكوف قرب دكة بدلاء برشلونة. كان تشيندو قويًا حقا لكنه لم يلمسه. وبدأ بالاعتراض، فخرج المدرب كرويف من دكة البدلاء وهو يلوّح بذراعيه ويطلب البطاقة”.
وأضاف “في ذلك اليوم، وضع كرويف، لاعبين شابين في الدفاع (أليكس وهيريرا) ولم تسر الأمور على ما يرام. خسروا 0-1 وكانت الدقيقة 39. باحتجاجاته، أراد أن يحفز الجماهير ضدي باعتبار أن المباراة في الكامب نو، أخبرته أن تشيندو لم يلمس ستويتشكوف وطلبت منه عدم الاعتراض مرة أخرى وإلا سأطرده. أجاب بأنني لن أجرؤ على طرده في الكامب نو، وطردته، نعم، طردته”.
اعتراض ستويتشكوف
ثم بدأ ستويتشكوف بالاعتراض بصوت أعلى، وأصر على أن تشيندو “قام بالتعدي عليه لكنني قلت له أنه لم يحدث، ثم أخبرني وقال لي شيئا، فأعطيته البطاقة الصفراء الثانية وطردته. اقترب مني وأبلغت رودولفو بيريس (مندوب برشلونة) لإخراجه من الملعب”.
وأكمل “في تلك اللحظة، وبشكل غير متوقع، دهس قدمي. في البداية، لم أصدق ما حدث، لكن عندما بدأ الألم، صدقته، أنهيت الشوط الأول بأفضل ما أستطيع، ثم في غرفة الملابس، رافقني أنخيل مور، كان لدي جرح لأن المسامير كانت مصنوعة من الألومنيوم. كان ذلك بمثابة قنبلة موقوتة في جميع أنحاء العالم”.
وواصل “كان لدي سبعة أعمام في فنزويلا، واتصلوا بي جميعًا لمعرفة ما حدث لي. اتصلوا بي من الاتحاد من أجل الإدلاء بشهادتي. أخبرتهم أن ستويشكوف مخطئ، لكنه شاب طيب. لقد جاء من الشرق، وعلى الشباب هناك أن يتحلوا بالصبر سريعًا”.
وأتم “وأخبرتهم أنه اعتذر، وهو أمر غير صحيح، لم يحدث، لكنني قلت ذلك لأنني اعتقدت أن الوقت مبكر وأنه لا ينبغي تدميره… تم إيقافه 12 مباراة. وانظروا كيف هي الحياة، اجتمعنا في النهاية في مناسبة وتوافقنا. حتى أنه أعطاني الحذاء الذي دهس به عليّ، مع كتابه الذي أهداني إياه أيضا”.
كره ريال مدريد
تمتع ستويشكوف بصراحة لم يكن لها مثيل، فلم يكن أكثر صراحة في أي مجال أكثر من شرحه لكراهيته لريال مدريد، وهذا هو أحد أسباب بقاء اللاعب البلغاري، محبوبا من قبل غالبية مشجعي برشلونة، ليس فقط لموهبته المذهلة.
وقال ستويشكوف عن ريال مدريد “سأظل أكره ريال مدريد دائمًا. هناك شيء ما فيهم يزعجني. أفضل أن تنشق الأرض وتبتلعني على أن أقبل وظيفة معهم. في الواقع، لا أحب الحديث عنهم لأنه يثير القيء”.
موقف الفريقين قبل الكلاسيكو
خاض برشلونة حتى الآن تسع مباريات بالدوري الإسباني، استطاع الفريق أن يحقق سبع انتصارات فيها مقابل تعادل وحيد وهزيمة.
تعادل البارسا جاء أمام رايو فاليكانو بهدف لكل فريق، فيما جاءت الخسارة أمام إشبيلية وكان سقوطا مروعا بعدما تلقى الفريق خسارة عريضة بنتيجة 1-4.
أما ريال مدريد، فلعب نفس العدد من المباريات وخلالهم حقق الفريق 8 انتصارات وخسارة وحيدة، والتي جاءت أيضا بنتيجة عريضة أمام الجار اللدود أتلتيكو مدريد، بنتيجة 2-5.
وجمع برشلونة حتى الآن 22 نقطة يحتل بهم المركز الثاني بجدول الترتيب، بفارق نقطتين عن ريال مدريد الذي استعاد صدارته بفضل فوزه أمس على خيتافي بهدف نظيف، ليشتعل الموقف قبل الكلاسيكو المرتقب.