أكد الهولندي آرني سلوت مدرب ليفربول أن الحارس البرازيلي أليسون بيكر سيغيب عن مواجهة تشيلسي المرتقبة هذا الأسبوع، بعد تعرضه لإصابة خلال الخسارة أمام جالطة سراي (0-1) في إسطنبول بدوري أبطال أوروبا.
الحارس الدولي البرازيلي غادر ملعب “رامس بارك” في الدقيقة 56، ليحل مكانه الحارس جورجي مامارداشفيلي، بعد أن بدا أنه تعرض لإصابة عضلية. ومن المقرر أن يخضع لمزيد من الفحوصات خلال الأيام المقبلة، إلا أن غيابه عن موقعة ستامفورد بريدج يوم السبت المقبل بات مؤكدا.
وقال سلوت في تصريحات لشبكة “أمازون برايم فيديو” عقب اللقاء: “من المؤكد أن الأمر غير إيجابي عندما يخرج اللاعب بهذه الطريقة، لذلك يمكن التأكيد أنه لن يشارك يوم السبت”.
وعانى أليسون من الإصابات المتكررة خلال الموسمين الماضيين، حيث غاب الموسم الماضي لأكثر من شهرين بين أكتوبر/تشرين الأول وديسمبر/كانون الأول بسبب إصابة في العضلة الخلفية.
ليلة ليفربول في إسطنبول لم تكن سيئة فقط بسبب إصابة أليسون، إذ خسر الفريق أيضا بهدف وحيد سجله فيكتور أوسيمين من ركلة جزاء في الشوط الأول، بعد خطأ احتُسب على دومينيك سوبوسلاي.
حالة إيكيتيكي
ولم تتوقف متاعب “الريدز” عند هذا الحد، بعدما اضطر المهاجم الفرنسي هوجو إيكيتيكي لمغادرة الملعب مصابا في الشوط الثاني.
وقال سلوت عن حالته: “شعر بشيء أثناء محاولته السيطرة على الكرة. اللاعبون في هذه اللحظات يظنون أن الأمر بسيط، لكن الركض أو التسديد يختلف عن مجرد المشي. هو نفسه أكد أنه لا يستطيع الاستمرار، لذلك استبدلناه. علينا الانتظار لنرى موقفه من لقاء السبت”.
الإصابات زادت من معاناة ليفربول الذي تكبد خسارته الثانية على التوالي في عهد سلوت، بعد السقوط أمام كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي السبت الماضي.
وأضاف المدرب الهولندي: “بالتأكيد أنا محبط. الأداء كان مختلفا عن مباراة كريستال بالاس، في الشوط الأول لعبنا بشكل جيد وكانت لدينا فرصة كبيرة للتقدم 1-0، لكن الأمور لم تسر في صالحنا”.
وتابع: “في بعض المواقف يتم خداعنا بذكاء، ولا ألوم سوبوسلاي على ركلة الجزاء. لقد حولوا فرصة ضعيفة بنسبة 20% إلى ركلة جزاء مؤكدة بنسبة 100%، وهذا يُحسب لهم”.
الجانب الخاطئ
وأوضح سلوت أن فريقه ما زال قريبا من المستوى الذي ظهر به الموسم الماضي، قائلا: “جدول المباريات صعب، مواجهة جالطة سراي ليست سهلة، والآن تنتظرنا مباراة أكثر تعقيداً أمام تشيلسي خارج أرضنا”.
وختم حديثه: “الفوارق صغيرة جدا، وكما حدث الموسم الماضي نحن في الجانب الخاطئ للمرة الثانية على التوالي. رأيت أشياء جيدة في الشوط الأول، لكن الثاني كان أقل كثيرا. لم يكن هناك وقت لعب فعلي كبير، مهاجمهم سقط على الأرض 4 أو 5 مرات، وكان من الصعب أن نجد إيقاعا للمباراة”.
ورغم أن ليفربول لا يزال يتربع على صدارة الدوري الإنجليزي بـ5 انتصارات من أصل 6 مباريات، إلا أن السقوط أمام بطل تركيا أثار تساؤلات حول قدرة الفريق على تجاوز مرحلة الدوري في دوري الأبطال، الأمل لا يزال قائمًا بالتأكيد، لكن علامات التراجع بدأت تظهر مبكرًا هذا الموسم.
وفي الموسم الماضي، لم يتعرض الفريق لهزيمتين متتاليتين سوى مرة واحدة في مارس/آذار، حين ودّع دوري الأبطال أمام باريس سان جيرمان وخسر نهائي كأس الرابطة أمام نيوكاسل.
ولكن هناك فرق كبير، حيث كان الفريق على مشارف التتويج بلقب البريميرليج، أما الآن، فالعثرة جاءت في وقت مبكر، ما يفرض على سلوت التحرك سريعًا قبل مواجهة تشيلسي المرتقبة.
وبعد مرور حفنة كافية من المباريات، لم يظهر فيها ليفربول بهيمنة كاملة أمام أغلب الفرق التي واجهها، باتت مشاكل الفريق واضحة إلى حد كبير.
تدوير مفرط
بعد استثمار ضخم بلغ 449 مليون جنيه إسترليني في سوق الانتقالات الصيفية، وعد سلوت باستخدام عمق تشكيلته بشكل أكبر هذا الموسم، وقد نفذ وعده بالفعل، وكان أحد أسباب تراجع الفريق في نهاية الموسم الماضي بالفعل هو الإرهاق الناتج عن الاعتماد على مجموعة محدودة من اللاعبين.
وفي إسطنبول، قرر سلوت إشراك هوجو إيكيتيكي، وفرينبونج، وجاكبو، وكورتيس جونز بدلًا من إيزاك، وبرادلي، وماك أليستر، وصلاح.
وكانت هذه أول مرة يُستبعد فيها صلاح من مباراة حاسمة في دوري الأبطال منذ 2022، حين سجل ثلاثية بعد دخوله كبديل أمام رينجرز، ولم تكن المغامرة بإبعاد النجم المصري في أجواء صعبة كهذه موفقة.
وفي الموسم الأول، استفاد سلوت من استقرار التشكيلة التي ورثها من كلوب، أما الآن، فالتحدي مختلف تمامًا، ويبدو أن التغييرات الكثيرة جعلت الفريق يظهر مفككًا، والانسجام داخل الملعب لم يتشكل بعد.
ويمكن أن يعقد التدوير المستمر عملية الانسجام بين الصفقات الجديدة، لكن سلوت يبرر ذلك بعدم رغبته في إرهاق لاعبين لم يخوضوا فترة إعداد كاملة، مثل إيزاك وبرادلي وماك أليستر.
ويؤمن سلوت تمامًا بأن وجود عدد كبير من اللاعبين يصعّب إدارة الفريق، لكنه يواجه الآن تحديًا حقيقيًا في إيجاد التوازن بين الحفاظ على اللياقة وتثبيت التشكيلة.