قاد الغاني أنطوان سيمينيو فريقه بورنموث لانتزاع المركز الثاني مؤقتًا، في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد فوز مثير ومتأخر على ضيفه فولهام (3-1)، في المباراة التي جمعت الفريقين مساء اليوم الجمعة، ضمن منافسات المرحلة السابعة من البطولة.
وبعد أن افتتح فولهام التسجيل عبر راين سيسينيون، في الدقيقة السبعين، عقب تبادل مميز للكرة مع النيجيري صامويل تشوكويزي، ظن الضيوف أنهم في طريقهم لتحقيق فوز ثمين، غير أن أصحاب الأرض قلبوا الموازين في الدقائق الأخيرة من اللقاء، وسط أجواء مناخية صعبة أثرت على أداء الفريقين، قبل أن تشتعل الأجواء في اللحظات الحاسمة.
وانتفض بورنموث بقيادة مدربه الإسباني أندوني إيراولا، في الثلث الأخير من المباراة، حيث تمكن سيمينيو من إدراك التعادل في الدقيقة 78، بعدما قدّم فاصلاً مهاريًا رائعًا راوغ فيه البلجيكي تيموثي كاستانيي، قبل أن يسدد كرة قوية من زاوية ضيقة، اخترقت مرمى الحارس الألماني بيرند لينو.
ولم يكتف الغاني بهدف التعادل، بل ساهم في الهدف الثاني بتمريرة حاسمة للهولندي جاستن كلويفرت، الذي أطلق تسديدة بعيدة المدى رائعة في الدقيقة 84 سكنت الشباك بطريقة مذهلة، مانحًا فريقه التفوق وسط فرحة كبيرة من جماهير بورنموث.
وفي الوقت بدل الضائع، واصل سيمينيو تألقه، وأضاف هدفه الشخصي الثاني والثالث لفريقه، من هجمة مرتدة منظمة، ليؤكد فوز بورنموث ويصل إلى هدفه السادس في سبع مباريات بالدوري الممتاز، هذا الموسم، في إحصائية تبرز قيمته كأحد أهم المهاجمين في البطولة.
وبهذا الفوز، رفع بورنموث رصيده إلى 16 نقطة، ليحتل المركز الثاني بفارق نقطة واحدة خلف ليفربول المتصدر، الذي تنتظره مواجهة قوية أمام تشلسي يوم الأحد، فيما تراجع فولهام إلى المركز الحادي عشر برصيد ثماني نقاط، ليواصل نتائجه المتذبذبة هذا الموسم.
موسم استثنائي
من جانبه، يقدم بورنموث أداءً مميزًا، يعكس تحسّنًا كبيرًا مقارنةً بمواسمه السابقة. فمنذ عودته إلى الدوري الممتاز في موسم 2022-2023، بعد هبوطه في 2020-2021، تمكن الفريق من تثبيت أقدامه تدريجيًا، وبدأ يظهر كأحد الفرق القادرة على تقديم مباريات قوية أمام كبار الدوري الإنجليزي.
وفي الموسم الحالي، يشهد بورنموث استقرارًا هجوميًا ملحوظًا، حيث سجل الفريق 14 هدفًا في أول سبع مباريات، بمعدل هدفين في المباراة، متفوقًا على أداء الموسم الماضي، الذي سجل خلاله 9 أهداف فقط في نفس الفترة.
ويبرز من بين لاعبي الفريق هذا الموسم، الغاني سيمينيو، الذي أصبح الركيزة الأساسية في الهجوم، إذ سجل 6 أهداف حتى الآن، ليحتل صدارة هدافي الفريق.
كما يساهم الهولندي جاستن كليفرت بتمريراته الحاسمة وأهدافه المهمة، ما يجعل الفريق يمتلك خط هجوم متكامل، قادر على تغيير مجريات المباريات في اللحظات الأخيرة، وهو ما ظهر بوضوح في الفوز على فولهام (3-1) اليوم الجمعة.
ومن الناحية الدفاعية، أظهر بورنموث صلابة أكبر مقارنةً بالمواسم الماضية، حيث استقبل الفريق 7 أهداف فقط، في أول سبع جولات، بينما كان المعدل في الموسم الماضي 11 هدفًا.
ويعكس هذا التحسن التنظيمي العمل الكبير للجهاز الفني، بقيادة الإسباني أندوني إيراولا، الذي ركز على الانضباط التكتيكي وتنويع أساليب اللعب، بين الهجوم المرتد والسيطرة على الكرة.
إجمالًا، الأرقام والإحصاءات تشير إلى أن بورنموث يسير بخطى ثابتة، نحو مركز متقدم في جدول الدوري هذا الموسم، مستفيدًا من الانسجام بين اللاعبين الأساسيين والتكتيك المدروس. كما أن الأداء المميز في المباريات الأخيرة، يمنح الجماهير ثقة كبيرة في قدرة الفريق على المنافسة، وتحقيق نتائج إيجابية.
تنافس قوي
ويقدم الموسم الحالي من الدوري الإنجليزي الممتاز (2025-2026) صورة تنافسية مكثفة ومليئة بالأرقام اللافتة، التي ترسم معالم السباق على القمة والمراكز الأوروبية، ونزولا حتى معارك الهروب من القاع.
وعلى مستوى الترتيب العام، يظهر ليفربول في صدارة الدوري، مع مطاردين أقوياء منهم بورنموث وآرسنال. وفي سباق الهدافين يبرز اسم إيرلينج هالاند، نجم مانشستر سيتي، الذي يتصدر القائمة الهدافين بثمانية أهداف في 6 مباريات، حتى الآن.
ومن الناحية الدفاعية وحراسة المرمى، يسجل هذا الموسم تنافسًا واضحًا بين مجموعة من الحراس، حيث تبرز أسماء مثل بوب ودين هندرسون وديفيد رايا. من الملاحَظ أيضًا أن بعض المباريات الأخيرة حملت تحولات دراماتيكية، ما يعكس أهمية البدلاء المؤثرين.