يرى المهاجم الإنجليزي السابق تيدي شيرينجهام، أن نادي تشيلسي ارتكب “خطأ غريبا للغاية” خلال فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة، مؤكدا أن إدارة البلوز “ندمت فورا” على هذا القرار بعد وقت قصير من تنفيذه.
الفريق اللندني كان من أكثر الأندية نشاطا في أوروبا خلال الصيف الماضي، حيث أنفق أكثر من 300 مليون جنيه إسترليني على الصفقات الجديدة، وجمع مبلغا مماثلا تقريبا من بيع عدد من لاعبيه.
واستقبل المدرب الإيطالي إنزو ماريسكا وجوها جديدة مثل جواو بيدرو وأليخاندرو جارناتشو وجوريل هاتو، بينما غادر الفريق كل من نوني مادويكي وكريستوفر نكونكو ونيكولاس جاكسون، الذي انتقل إلى بايرن ميونخ على سبيل الإعارة مع خيار الشراء.
ورغم أن الوقت لا يزال مبكرا لتقييم سياسة تشيلسي في سوق الانتقالات، فإن مؤشرات المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز تبدو غير مشجعة، بعد أن تراجع الفريق بفارق خمس نقاط خلف آرسنال المتصدر بعد مرور سبع جولات فقط من الموسم.
قرار غريب
شيرينجهام، أحد أبرز مهاجمي التسعينيات، لم يتردد في وصف قرار تشيلسي بإعارة جاكسون إلى بايرن ميونخ بأنه “غريب وغير مبرر”.
وقال شيرينجهام في تصريحات نقلتها صحيفة “مترو”: “اعتقدت أن تشيلسي اتخذ قرارا غريبا جدا عندما سمح لنيكولاس جاكسون بالخروج على سبيل الإعارة إلى بايرن ميونخ. النادي الكبير يحتاج دائما إلى رأس حربة، لاعب يقود الهجوم ويعرف تماما ما يُطلب منه”.
وأضاف موضحا: “جاكسون كان في النادي لمدة عامين، ولديه خبرة جيدة، وسجله التهديفي كان في تحسن مستمر. لذلك تفاجأت كثيرا برحيله، وبالطريقة التي تم الاستغناء عنه بها من قِبل إنزو ماريسكا”.
وأكد شيرينجهام أن اللاعب السنغالي كان يعرف جيدا نظام لعب ماريسكا، وكان بإمكانه مساعدة الوافد الجديد جواو بيدرو على الاندماج بسرعة في الفريق، وتابع: “كان جاكسون لاعبًا يفهم أسلوب ماريسكا جيدا، وكان يمكنه أن يساعد بيدرو على التأقلم، لكن الآن لديهم بيدرو وديلاب، وكلاهما لا يزال يتعلم النظام الجديد، وأحدهما مصاب”.
وأوضح شيرينجهام أن توقيت إصابة ليام ديلاب كشف سوء تقدير إدارة تشيلسي، قائلا: “كان توقيت إصابة ديلاب سيئا جدا، لكنه أظهر أن تشيلسي ندم على قراره بشكل فوري، لأنهم حاولوا استدعاء جاكسون من بايرن، لكنه رفض العودة، وأعتقد أنه كان محقا في ذلك”.
صفقة مثيرة للجدل
انتقل جاكسون إلى بايرن ميونخ على سبيل الإعارة لمدة موسم واحد، مع بند يُتيح للنادي الألماني شراءه نهائيا مقابل 70 مليون جنيه إسترليني إذا خاض عددا معينا من المباريات.
تشيلسي كان يفكر في منع الصفقة بعد إصابة ديلاب، لكنه في النهاية وافق على رحيله تحقيقا لرغبة اللاعب، الذي لم يُخفِ حلمه بخوض تجربة جديدة في الدوري الألماني إلى جانب هاري كين، قائد منتخب إنجلترا وهداف بايرن الحالي.
ويرى شيرينجهام أن النادي تصرف بتسرّع، لأن جاكسون كان في طريقه لأن يصبح مهاجما أكثر نضجا داخل تشيلسي، خصوصا أنه سجل 30 هدفا في 81 مباراة خلال فترته مع الفريق الأزرق، وهي نسبة محترمة بالنظر إلى فوضى المواسم السابقة التي عاشها النادي.
كارلتون كول يدافع عن جاكسون
من جانبه، عبّر المهاجم الإنجليزي السابق كارلتون كول — الذي لعب بدوره لتشيلسي في بدايات مسيرته — عن استغرابه من قرار النادي بالاستغناء عن جاكسون أيضا، مؤكدا أن اللاعب كان مفيدا للفريق بجهده والتزامه.
وقال كول في تصريحات نقلتها الصحيفة ذاتها: “ما زلت أحب نيكولاس جاكسون. أعلم أن البعض ينتقده بشدة، لكنه من نوعية المهاجمين الذين يركضون بلا توقف من أجل الفريق، حتى لو لم يحصل دائما على المكافأة أو أضاع بعض الفرص أمام المرمى”.
واستطرد: “إنه لاعب يبذل مجهودا هائلا، وإذا نظرت إلى إحصائياته في الركض، ستجدها مذهلة. لهذا السبب احتفظ بمكانه الأساسي لفترة طويلة. إنه يعمل بجد من أجل زملائه، وهو حلم لأي مدرب أو زميل”.
وتابع محللا سلوك اللاعب في بعض المباريات: “المشكلة الوحيدة أنه عندما يحاول أن يكون الأناني أو يتصرف وكأنه النجم الأول للفريق، تبدأ الأمور بالتدهور. هذه هي النقطة التي لاحظتها عليه”.
وأكمل قائلا: “إنه لاعب جيد بالنسبة لي، ومفيد لأي فريق، لكنه ليس المهاجم الرئيسي الذي تُبنى عليه المنظومة بأكملها، وهذه كانت مشكلته في تشيلسي”.
واختتم كول تصريحاته بالإشارة إلى أن تعويض جاكسون ليس بالأمر السهل، قائلا: “لا أعتقد أن جواو بيدرو هو بديل حقيقي له، ولا أقول إنه أفضل منه. إنه فقط لاعب مختلف تماما. جاكسون أراد أن يحصل على دقائق لعب أكثر، لذلك ليس لدي أي مشكلة معه، وأعتقد أنه لاعب جيد بالفعل”.