تلقى نادي الزمالك إخطارًا رسميًا من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف” بالموافقة على تنفيذ مجموعة من مظاهر التكريم خلال مباراته المقبلة أمام زيسكو يونايتد الزامبي، تخليدًا لذكرى النجم الراحل محمد صبري.
وجاءت موافقة الاتحاد الأفريقي تقديرًا لمسيرة صبري المتميزة، وتلبية لطلب الزمالك الذي يسعى إلى وداع يليق بقيمة اللاعب ودوره الكبير في تاريخ النادي.
وتضمنت الإجراءات المعتمدة إقامة دقيقة حداد قبل انطلاق المباراة على روح الفقيد، وعرض صورة له بقميص الزمالك على شاشات ملعب استاد القاهرة الدولي خلال دقيقة الحداد.
كما سيرتدي لاعبو الزمالك قمصانًا خاصة أثناء عمليات الإحماء تحمل صورة النجم الراحل وعبارة “وداعًا محمد صبري”، إضافة إلى ارتداء شارات سوداء تعبيرًا عن الحداد طوال مجريات اللقاء، الذي سيقام يوم الأحد الموافق 23 نوفمبر الجاري، في افتتاح مشوار الفريق بدور المجموعات لبطولة كأس الكونفدرالية الأفريقية.
مسيرة نجم الزمالك
شهد الوسط الرياضي المصري صباح الجمعة الماضية فاجعة كبيرة بخسارة الكرة المصرية للنجم الكبير محمد صبري، الذي وُلد عام 1974، وكان أحد أبرز لاعبي الجيل الذهبي للزمالك في نهاية التسعينيات وبداية الألفية الجديدة.
بدأ صبري مسيرته مع الفريق الأول للزمالك عام 1993 ولعب في مركز خط الوسط المهاجم، واشتهر بمهاراته الفردية العالية وقدرته على المراوغة، ما جعله أحد العناصر الأساسية في الفريق الذي حقق العديد من البطولات خلال تلك الفترة.
حقق صبري خلال مسيرته مع الزمالك 15 بطولة، شملت الدوري المصري الممتاز مرتين، وكأس مصر مرتين، وكأس السوبر المصري ثلاث مرات، بالإضافة إلى الألقاب القارية، حيث ساهم بشكل بارز في فوز الفريق بدوري أبطال إفريقيا ثلاث مرات، وكأس الكؤوس الإفريقية مرة واحدة، والسوبر الإفريقي ثلاث مرات، واللقب الأفروآسيوي مرة واحدة.
KOOORA
ولعب محمد صبري إلى جوار العديد من النجوم البارزين مثل أحمد الكأس، أيمن منصور، خالد الغندور، إسماعيل يوسف، حازم إمام، ونادر السيد، ليصبح جيله معروفًا باسم “الجيل الذهبي للزمالك”.
بعد فترة طويلة مع الزمالك، خاض صبري تجربة احترافية قصيرة مع نادي كاظمة الكويتي قبل أن يعود إلى مصر للعب مع الاتحاد السكندري، ثم اعتزل كرة القدم ليتجه إلى التدريب واكتشاف المواهب، ويُحسب له اكتشاف اللاعب الدولي المصري مصطفى فتحي.
وفي السنوات الأخيرة، عمل محمد صبري كمذيع ومحلل رياضي في قناة نادي الزمالك، مثبتًا حضورًا مهنيًا يجمع بين الانتماء والولاء للنادي والاحترام لجميع الأطراف، ما أكسبه تقدير الجماهير والزملاء على حد سواء.
وعرف محمد بولائه الشديد لناديه، وكان هذا الولاء سببًا في إنهاء تجربته مبكرًا مع الاتحاد السكندري عام 2004، حيث صرح في وقت سابق أنه لم يكن قادرًا على اللعب لأي فريق آخر في مصر غير الزمالك، وأنه رفض عرضًا من الغريم التقليدي الأهلي عام 1996.
واعترف صبري ببعض الأخطاء التي ارتكبها خلال مسيرته، مؤكدًا أن غياب الإرشاد أحيانًا أثر على قراراته، لكنه ظل دائمًا مثالًا للانتماء والوفاء للزمالك، سواء كلاعب أو كمدرب أو محلل رياضي.
حضور جماهيري مرتقب
تلقت إدارة الزمالك موافقة رسمية من الجهات الأمنية بشأن أعداد الجماهير المسموح لها بحضور المباراة الافتتاحية للفريق في دور المجموعات لبطولة كأس الكونفدرالية الأفريقية، وتم تحديد عدد 46 ألف و200 مشجع لمساندة الفريق الأبيض في مباراته أمام زيسكو يونايتد، ما يمثل خبرًا سعيدًا للجماهير التي تسعى لملء مدرجات ستاد القاهرة وتقديم الدعم الكامل للاعبين في بداية مشوارهم نحو اللقب الأفريقي.
وفي سياق آخر، قرر مجلس إدارة نادي الزمالك برئاسة حسين لبيب توجيه الشكر لمخطط الأحمال الكرواتي ماريو تومليانوفيتش وإنهاء مهام عمله مع الفريق، بالاتفاق مع المدير الفني أحمد عبد الرؤوف والمدير الرياضي جون إدوارد.
وأكد مصدر من داخل النادي أن هناك تغييرات واسعة ستطرأ على الجهاز المعاون للمدرب، مع احتمال ضم عناصر جديدة لدعم المدير الفني خلال مباريات دور المجموعات في كأس الكونفدرالية.
يأتي رحيل تومليانوفيتش بعد الإعلان عن رحيل محلل الأداء محمد علاء، في خطوة تهدف إلى ضخ دماء جديدة ومتخصصة في الجهاز الفني، بما يسهم في تعزيز أداء الفريق واستعداده للمنافسات القادمة.

وداع مؤثر لمحمد علاء
كما أعلن محمد علاء، محلل أداء الفريق، رحيله عن منصبه برسالة وداع مؤثرة عبر حسابه على فيسبوك، واصفًا كتابة سطور الوداع بأنها “أصعب شيء ممكن أعيشه”. وأكد علاء أن عودته السابقة للعمل في الزمالك كانت حتمية، وأن علاقته بالنادي مرتبطة بتاريخ طويل، مشددًا على فخره بالانتماء لنادي طفولته.
وأشار إلى أن الجهاز الفني بذل جهدًا كبيرًا خلال معسكر الإمارات، معبرًا عن أمنيته في إسعاد الجماهير، ورفضه أي شكوك حول انتمائه للزمالك، مؤكّدًا أن وصفه بعدم الانتماء “أبعد ما يكون عن الحقيقة”.
يذكر أن مجلس إدارة نادي الزمالك، بالتنسيق مع المدير الرياضي جون إدوارد، كان قد قرر في وقت سابق، تعيين أحمد عبد الرؤوف مديرًا فنيًا للفريق الأول لكرة القدم، خلفًا للبلجيكي يانيك فيريرا الذي تمت إقالته رسميًا بعد تراجع النتائج.
وقد استند قرار الإقالة إلى الأداء الفني، حيث أظهرت الإحصائيات الرسمية أن المدرب البلجيكي كان الأكثر إهدارًا للنقاط مقارنة بآخر ثلاثة مدربين أجانب قادوا الفريق في الدوري المصري الممتاز، وهم فيريرا، جروس، وبيسيرو.