لقاء جديد مرتقب سيجمع بين البرتغاليين جواو فيليكس وسيرجيو كونسيساو، ولكن هذه المرة في كلاسيكو الكرة السعودية بين الاتحاد والنصر.
وانضم فيليكس وكونسيساو إلى الدوري السعودي خلال الموسم الجاري، حيث انتقل لاعب تشيلسي السابق إلى النصر، في صفقة من العيار الثقيل، فيما تولى المدير الفني، قيادة الاتحاد خلفًا للفرنسي لوران بلان.
وسيلتقي الثنائي لأول مرة في السعودية يوم 28 أكتوبر/تشرين أول الجاري، عندما يستضيف النصر نظيره الاتحاد، على ملعب الأول بارك، في ثمن نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين.
صداقة عائلية
بدأت العلاقة بين الطرفين بشكل غير مباشر، قبل 10 سنوات، وتحديدًا في عام 2015، عندما انتقل جواو فيليكس إلى أكاديمية بنفيكا، عقب التخلي عنه من بورتو، ليتزامل مع رودريجو كونسيساو، نجل مدرب الاتحاد الحالي.
الأمر لم يتوقف على مجرد الزمالة، حيث تحول إلى صداقة، بل إن جواو ورودريجو أقاما في غرفة واحدة داخل الأكاديمية خلال تلك الفترة، وهو ما وطد العلاقة بينهما، وكذلك بين العائلتين، حتى أنهما ذهبا في إجازة واحدة معًا.
يقول جواو فيليكس عن تلك الفترة “في عامي الأول مع بنفيكا، أقمت في غرفة واحدة مع رودريجو كونسيساو، ومنذ ذلك الحين أصبحنا نمتلك علاقة قوية للغاية، وفي الإجازة الأخيرة، كنا معًا، إنه شخص رائع”.
عداوة برتغالية
غير أن هذه الصداقة بين جواو فيليكس ورودريجو، تحولت إلى ما يشبه العداوة مع والده سيرجيو كونسيساو، بعد أن تولى الأخير، تدريب نادي بورتو منذ عام 2017.
في ذلك الوقت، كان جواو لا يزال يتنقل بين فرق الشباب في بنفيكا، لكن في العام التالي، 2018، تم تصعيده إلى الفريق الأول، ليكون على موعد مع مواجهة والد صديقه، بينما ظل رودريجو نفسه حبيسًا لفرق الشباب.
قبل الرحيل عن بنفيكا، لعب جواو فيليكس، مباراتين في كلاسيكو البرتغال، ضد بورتو ومدربه سيرجيو كونسيساو، وخسر الأولى بنتيجة 1-3، يوم 22 يناير/كانون ثان 2019، في الدور نصف النهائي من كأس الرابطة البرتغالية، دون أن يضع أي بصمة في المباراة.
لكن الحال لم يكن كذلك في المباراة الثانية، عندما التقى الفريقان يوم 2 مارس/آذار 2019، في الجولة 24 من الدوري البرتغالي، حيث كان بورتو يعتلي صدارة جدول الترتيب، بفارق نقطة أمام بنفيكا، قبل 10 جولات من نهاية المسابقة.
المباراة شهدت تألق جواو فيليكس الذي سجل الهدف الأول، وقاد بنفيكا للفوز على بورتو كونسيساو بنتيجة 2-1، ليعتلي صدارة جدول الترتيب، بفارق نقطتين أمامه.
المباراة شهدت العديد من الصراعات، حتى أنها شهدت إشهار 8 بطاقات صفراء، وبطاقة حمراء وحيدة، بالإضافة إلى سلسلة من المشادات على أرض الملعب.
غير أن فيليكس الذي كان لا يزال في سن 19 عاما في ذلك الحين، لم يأبه بذلك كله، وتوجه إلى كونسيساو من أجل مصافحته عقب نهاية المباراة، لكنه فوجئ بالمدرب البرتغالي يتجاهله ويرفض مصافحته.
الموقف أثار حزن جواو فيليكس، وفقًا لما كشف عنه في تصريحات لاحقة، غير أنه أكد أن الأمر انتهى بعد ذلك، عندما شرح له رودريجو، نجل سيرجيو كونسيساو، أسباب تصرف والده، ليُنهي أي ضغينة بينهما.
وقال فيليكس عن هذا الموقف “ربما كنتُ متسرعًا، هذا وارد، لا أحد يريد الخسارة، وقد كانت مباراة مهمة في الصراع على اللقب، وهذا ما حدث”.
وأضاف “في ذلك الوقت، كنتُ حزينًا بعض الشيء، لكن الأمور حُسمت. شرح لي رودريجو السبب، وسارت الأمور على ما يرام”.
لقاءات أوروبية
بعد الرحيل عن بنفيكا، تجددت لقاءات جواو فيليكس ضد سيرجيو كونسيساو، ولكن هذه المرة في دوري أبطال أوروبا، عندما التقى بورتو مع أتلتيكو مدريد في 2021-2022 و2022-2023، ومع برشلونة في 2023-2024.
ومع أتلتيكو، كانت الكفة متعادلة، حيث فاز كل فريق بمباراة، وانتهت الثالثة بالتعادل، وجميعها كانت في دور المجموعات، دون أن يقدم جواو فيليكس، مساهمات في تلك المباريات.
أما مع برشلونة، كانت الكفة في صالح جواو فيليكس ورفاقه، حيث فازوا بالمباراتين في دور المجموعات أيضًا، وسجل اللاعب البرتغالي هدفًا في واحدة منهما.
اجتماع ميلان
بعد نهاية موسم 2023-2024، رحل كونسيساو عن بورتو بعد 7 سنوات على رأس القيادة الفنية للفريق، فيما انتقل جواو فيليكس إلى تشيلسي بشكل نهائي قادمًا من أتلتيكو مدريد.
في نهاية 2024، تولى كونسيساو تدريب نادي ميلان، في الوقت الذي كان جواو فيليكس يعاني فيه الأمرين مع تشيلسي، حيث فشل في تقديم أفضل مستوياته خلال تلك الفترة.
في ذلك الوقت، قرر كونسيساو انتشال فيليكس من تلك المعاناة، وطلب من إدارة ميلان، التعاقد معه على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم، وهو ما حدث بالفعل.
فيليكس بدأ مسيرته مع ميلان بشكل مثالي، حيث سجل هدفًا في الفوز على روما 3-1، بالدور ربع النهائي من كأس إيطاليا، ليقود “الروسونيري” للتأهل للدور نصف النهائي، غير أن ما حدث بعد ذلك لم يكن مثاليًا.
فشل فيليكس في تقديم الإضافة في المباريات التالية، ومع ذلك أصر كونسيساو على الدفع به أساسيًا لعدة مباريات، حتى أنه تعرض لانتقادات قوية بسبب ذلك، لا سيما عقب وداع دوري أبطال أوروبا من الدور المؤهل لثمن النهائي أمام فينورد.
وبعد ذلك، بدأ كونسيساو في نقل فيليكس إلى مقاعد البدلاء، لا سيما بعدما وجه له انتقادات علنية أمام وسائل الإعلام، بسبب الاحتفاظ بالكرة بشكل زائد، والتحرك في أماكن غير مناسبة، حيث طالبه بأن يكون حاسمًا أمام المرمى ولا يبتعد عنه.
مع نهاية الموسم، كان جواو فيليكس قد شارك في 21 مباراة مع ميلان تحت قيادة كونسيساو، 11 منها كبديل، بل إن المباريات العشرة التي شارك فيها أساسيًا، لم يكمل سوى 3 مباريات منها حتى النهاية، بينما تم استبداله في 7 مباريات.
وعلى مدار 1027 دقيقة، لم يسجل جواو فيليكس سوى 3 أهداف تحت قيادة كونسيساو، بمعدل هدف كل 342 دقيقة، كما صنع هدفًا آخر.
ومع خسارة الدوري الإيطالي، وكأس إيطاليا في المباراة النهائية، ووداع دوري أبطال أوروبا مبكرًا، والاكتفاء بالفوز بكأس السوبر الإيطالي، كان مصير كونسيساو وفيليكس هو الرحيل معًا عقب نهاية الموسم.
وبعدما عاد جواو إلى تشيلسي، وجد ضالته في نادي النصر، الذي ضمه في الصيف الماضي، فيما ظل كونسيساو بلا نادٍ لعدة أشهر، حتى تمت إقالة الفرنسي لوران بلان من تدريب الاتحاد، وتعيينه بدلًا منه، ليلتقيا من جديد في الكلاسيكو السعودي.