صدمة داخل نابولي.. دي بروين يتعرض لإصابة خطيرة

BySayed

أكتوبر 27, 2025


أكد نادي نابولي الإيطالي أسوأ التوقعات بشأن حالة نجم خط الوسط كيفن دي بروين، بعدما أظهرت الفحوص الطبية إصابته بتمزق حاد في عضلة الفخذ، ما سيُبعده عن الملاعب لعدة أشهر.

وتعرض الدولي البلجيكي للإصابة خلال مباراة فريقه ضد إنتر ميلان، التي انتهت بفوز نابولي بنتيجة (3-1) مساء السبت، حيث شعر بآلام قوية في الجزء الخلفي من الفخذ الأيمن فور تسجيله ركلة الجزاء بنجاح.

ورغم أن الانتصار منح نابولي صدارة جدول الدوري الإيطالي بالشراكة مع روما، إلا أنه جاء على حساب خسارة أحد أبرز نجوم الفريق.

وأوضح النادي في بيان رسمي اليوم، أن الفحوصات الطبية أكدت إصابة دي بروين بـ«تمزق من الدرجة العالية في العضلة ذات الرأسين الفخذية للساق اليمنى»، دون تحديد مدة الغياب بشكل رسمي.

ورغم عدم الإعلان عن فترة التعافي المتوقعة، إلا أن الإصابة تشبه إلى حد كبير تلك التي تعرض لها المهاجم روميلو لوكاكو في مباراة ودية خلال شهر أغسطس الماضي، والتي أبعدته عن الملاعب قرابة 4 أشهر، ما يرجح غياباً مماثلاً لزميله في المنتخب البلجيكي.

وتُعد هذه الإصابة الجديدة امتداداً لمعاناة دي بروين مع المشاكل العضلية، إذ سبق وأن غاب لقرابة 3 أشهر عن صفوف مانشستر سيتي بسبب إصابة مشابهة.

مسيرة مميزة

يُعد كيفن دي بروين أحد أبرز لاعبي كرة القدم في العالم خلال العقد الأخير، وأحد أكثر صانعي الألعاب تأثيراً في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز خلال حقبته مع مانشستر سيتي.

يتميز النجم البلجيكي برؤية استثنائية داخل الملعب، وقدرة فريدة على تمرير الكرة بدقة عالية تفتح دفاعات الخصوم، إلى جانب تسديداته القوية ومساهماته الحاسمة في تسجيل وصناعة الأهداف.

البدايات المبكرة في بلجيكا

وُلد دي بروين في 28 يونيو عام 1991 بمدينة درونجن البلجيكية، وبدأ شغفه بكرة القدم منذ سن صغيرة. انضم إلى أكاديمية نادي جينك في سن 14 عاماً، وهناك بدأت ملامح موهبته تتشكل بوضوح، حيث تدرج في الفئات السنية حتى تم تصعيده للفريق الأول موسم 2008–2009.

في جينك، أظهر دي بروين قدراته المميزة في صناعة اللعب، وساهم في تتويج الفريق بلقب الدوري البلجيكي موسم 2010–2011، وهو الموسم الذي لفت فيه أنظار كبار الأندية الأوروبية، بعد أن سجل 5 أهداف وقدم 16 تمريرة حاسمة.

الانتقال إلى تشيلسي وتجربة الإعارة

في يناير 2012، انتقل دي بروين إلى نادي تشيلسي الإنجليزي بصفقة بلغت حوالي 7 ملايين جنيه إسترليني، لكن تجربته في لندن لم تكن موفقة. فقد عانى من قلة المشاركة تحت قيادة المدرب جوزيه مورينيو، الذي لم يمنحه فرصة كافية لإثبات نفسه.

خلال فترة تواجده في تشيلسي، تمت إعارته إلى فيردر بريمن الألماني موسم 2012–2013، وهناك انفجرت موهبته، إذ سجل 10 أهداف وقدم 9 تمريرات حاسمة في الدوري الألماني، ما جعله يحظى باهتمام أندية البوندسليجا الكبرى.

محطة فولفسبورج وبداية التألق الأوروبي

في يناير 2014، انتقل دي بروين نهائياً إلى فولفسبورج مقابل 18 مليون يورو، وهناك عاش واحدة من أهم مراحل مسيرته. في موسم 2014–2015، قدم مستوى مذهلاً مع الفريق، حيث سجل 16 هدفاً وصنع 27 هدفاً في جميع المسابقات، وقاد فولفسبورج لتحقيق لقب كأس ألمانيا وكأس السوبر المحلي، كما اختير أفضل لاعب في الدوري الألماني لذلك الموسم.

هذه الإنجازات جعلت اسمه يلمع في أوروبا، وفتحت الباب أمام انتقاله إلى أحد أكبر أندية العالم.

التألق الكبير مع مانشستر سيتي

في صيف 2015، تعاقد مانشستر سيتي مع دي بروين مقابل نحو 75 مليون يورو، ليصبح آنذاك أغلى صفقة في تاريخ النادي. ومنذ وصوله إلى ملعب الاتحاد، أصبح البلجيكي ركيزة أساسية في مشروع النادي تحت قيادة المدرب بيب جوارديولا.

تحت إشراف جوارديولا، تطور دي بروين إلى أحد أفضل لاعبي الوسط في العالم، بفضل مرونته التكتيكية وقدرته على اللعب في أكثر من مركز سواء كصانع ألعاب، أو لاعب وسط متقدم، أو جناح.

قاد النجم البلجيكي مانشستر سيتي إلى تحقيق إنجازات تاريخية، أبرزها الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز ست مرات (2018، 2019، 2021، 2022، 2023، 2024)، إلى جانب دوري أبطال أوروبا 2023، وكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة أكثر من مرة.

كما حصل دي بروين على جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي من رابطة اللاعبين المحترفين مرتين (2020 و2022)، وأصبح أكثر لاعب صناعة للأهداف في تاريخ النادي.

المسيرة الدولية مع بلجيكا

على الصعيد الدولي، شارك دي بروين مع منتخب بلجيكا لأول مرة عام 2010، وكان من الجيل الذهبي الذي قاد “الشياطين الحمر” إلى نصف نهائي كأس العالم 2018 في روسيا، حيث احتل المنتخب المركز الثالث بعد الفوز على إنجلترا.

كما شارك في عدة نسخ من كأس الأمم الأوروبية، وكان دائماً أحد الأعمدة الأساسية في تشكيلة المنتخب بقيادة المدرب روبرتو مارتينيز.

شخصية قيادية ومستقبل غامض

عرف عن دي بروين هدوءه خارج الملعب وتركيزه الكامل على الأداء، كما يتمتع بشخصية قيادية قوية داخل أرض الملعب، وهو ما جعله قائداً فعلياً في مانشستر سيتي رغم وجود أسماء كبيرة أخرى.

ورغم سلسلة النجاحات الكبيرة، فإن الإصابات العضلية ظلت تلاحقه في فترات متفرقة من مسيرته، وأثرت أحياناً على استمراريته في الأداء، كما حدث في بداية موسم 2023–2024 حين ابتعد لأشهر بسبب إصابة في العضلة الخلفية.

ورغم هذه الانتكاسات، يبقى كيفن دي بروين أحد أكثر اللاعبين اكتمالاً في كرة القدم الحديثة، رمزاً للانضباط والاحترافية، ونموذجاً فريداً لصانع الألعاب العصري الذي يجمع بين الذكاء التكتيكي والدقة الفنية.

وبينما يمر حالياً بمرحلة علاج جديدة بعد إصابته الأخيرة مع نابولي، فإن العالم بأسره ينتظر عودته مجدداً ليواصل كتابة فصل جديد في مسيرة أحد أعظم لاعبي جيله.



المصدر – كوورة

By Sayed