يشتد الصراع هذا العام عن هوية من يحسم الكرة الذهبية الأفريقية، التي يمنحها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف”، بين نجمين عربيين أبهرا العالم بأدائهما: المصري محمد صلاح، نجم ليفربول، والمغربي أشرف حكيمي، قائد باريس سان جيرمان.
هذا العام يشهد جدلًا حاميًا حول من يستحق التتويج بهذه الجائزة المرموقة، التي تُكرم أفضل لاعب أفريقي بناءً على إنجازاته الفردية والجماعية خلال موسم 2024-2025.
وفي هذا التقرير، نستعرض أرقام اللاعبين، وإنجازاتهما، وحظوظهما في حسم الجائزة.
صلاح: تألق فردي وإنجازات محدودة
قدم محمد صلاح موسمًا استثنائيًا مع ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز 2024-2025، حيث قاد فريقه للتتويج باللقب الـ20 في تاريخه، معادلًا رقم مانشستر يونايتد القياسي.
سجل صلاح 29 هدفًا في الدوري، ليحصد لقب الحذاء الذهبي كأفضل هداف، وأضاف 18 تمريرة حاسمة، ليتوج أيضًا بجائزة أفضل صانع ألعاب.
وفي مجمل البطولات، بلغت مساهماته التهديفية 57 هدفًا، بواقع 34 هدفًا و23 تمريرة حاسمة في 52 مباراة.
وحصد صلاح جوائز فردية عديدة، منها جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي من رابطة اللاعبين المحترفين للمرة الثانية (بعد 2017-2018)، وجائزة رابطة كتاب كرة القدم، بالإضافة إلى اختياره في التشكيلة المثالية للبريميرليج.
كما تصدر صلاح تصنيف مرصد CIES كأكثر اللاعبين تأثيرًا عالميًا، بمعدل 100 نقطة، متفوقًا على نجوم مثل لامين يامال، وفيرجيل فان دايك.
ومع المنتخب المصري، قاد صلاح “الفراعنة” للتأهل إلى كأس الأمم الأفريقية 2025 بأداء مميز، وكذلك يقود مصر بنجاح نحو بلوغ المونديال.
لكن غير الدوري الإنجليزي، فشل برشلونة في كل البطولات، أبرزها الخروج المبكر من دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان في دور الـ16، حيث سجل 3 أهداف فقط في المسابقة، أثر سلبًا على حظوظه
حكيمي: ثلاثية تاريخية وأرقام استثنائية
على الجانب الآخر، قدم أشرف حكيمي موسمًا تاريخيًا مع باريس سان جيرمان، حيث قاد فريقه لتحقيق الثلاثية لأول مرة في تاريخه: الدوري الفرنسي، كأس فرنسا، ودوري أبطال أوروبا.
سجل حكيمي 12 هدفًا وقدم 14 تمريرة حاسمة في جميع البطولات، بواقع 4 أهداف و6 تمريرات حاسمة في الدوري الفرنسي (25 مباراة)، هدف واحد في كأس فرنسا (5 مباريات)، و4 أهداف و5 تمريرات حاسمة في دوري أبطال أوروبا (17 مباراة).
تألق حكيمي في دوري الأبطال بشكل لافت، حيث سجل أهدافًا في ربع النهائي، نصف النهائي، والنهائي، ليصبح أكثر مدافع مساهمة تهديفية في نسخة واحدة برصيد 9 مساهمات (4 أهداف و5 تمريرات حاسمة).
اختارته اللجنة الفنية لـ”UEFA” ضمن التشكيلة المثالية لدوري الأبطال، وحصل على أعلى معدل تقييم بين المدافعين (7.55) وفق “سوفاسكور”.
وبعد هدفه الأخير في مرمى منتخب تونس، سجّل ظهير باريس هدفه الـ11 هذا الموسم، ليوقّع بذلك على أفضل حصيلة تهديفية في مسيرته الاحترافية، سواء مع الأندية أو المنتخب المغربي.
ولا يكتفي حكيمي بالأرقام، بل يرافقها بحضور ذهني كبير على أرضية الملعب، وشخصية قيادية جعلته أحد أعمدة غرفة الملابس في النادي والمنتخب المغربي.
المعايير والجدل
تعتمد جائزة الكرة الذهبية الأفريقية على الأداء الفردي، الإنجازات الجماعية، والتأثير في البطولات القارية والدولية.
صلاح يتفوق بأرقامه الفردية المذهلة، حيث سجل وصنع أهدافًا أكثر من حكيمي لكن، غياب الإنجازات القارية مع ليفربول يضعف موقفه.
في المقابل، إنجازات حكيمي الجماعية، خصوصًا دوري الأبطال، تمنحه أفضلية كبيرة. كما أن أرقامه كظهير أيمن تنافس أرقام المهاجمين، وهو ما يعزز حظوظه.
وقال صامويل إيتو، النجم الكاميروني الشهير، إن “دوري الأبطال يفوق كل شيء”، مما يجعل حكيمي مرشحًا قويًا.
ومع ذلك، يقول الكثيرون إن لجائزة غالبًا ما تُمنح للمهاجمين، ما قد يعزز فرص صلاح.