صلاح يفتح النار على راموس بسبب واقعة 2018

BySayed

أكتوبر 4, 2025


بعض اللاعبين يفضلون أن يُصيبوك على أن يخسروا أمامك

انتقد المصري محمد صلاح، نجم ليفربول، الإسباني سيرجيو راموس أسطورة ريال مدريد، بسبب الواقعة الشهيرة التي جمعت اللاعبين في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2018.

وقال صلاح عن تدخل راموس العنيف في نهائي 2018، في تصريحات أبرزها الحساب الرسمي لفابريزيو رومانو خبير الميركاتو، على شبكة فيس بوك “يظن الناس أنها كانت مجرد إصابة، لكنها كانت اللحظة التي أدركت فيها أن ليس الجميع يلعب كرة القدم بنفس القدر من الاحترام”.

وأضاف النجم المصري “بعض اللاعبين يفضلون أن يُصيبوك، على أن يخسروا أمامك”.

هذه التصريحات أعادت إلى الأذهان، واحدة من أكثر اللحظات إثارة للجدل في تاريخ دوري الأبطال الحديث، عندما خرج صلاح باكيًا من نهائي كييف بين ليفربول وريال مدريد، بعد تدخل قوي من راموس في الدقيقة 30، أدى إلى إصابة في الكتف حرمته من استكمال اللقاء.

ودخل صلاح، المباراة، وهو يعيش قمة مستوياته الفنية مع ليفربول، بعدما قاد الفريق إلى النهائي بأداء استثنائي طوال الموسم، مسجلاً أكثر من 40 هدفاً في جميع المسابقات، وكان الأمل الأكبر لجماهير الريدز في التتويج الأوروبي.

لكن الحلم تحول إلى كابوس، بعد التحام راموس مع النجم المصري، حين أمسك قائد ريال مدريد بذراع صلاح وسقط معه أرضاً، مما تسبب في خلع جزئي بعظمة الترقوة، وأجبره على مغادرة الملعب متأثراً بالألم.

وبعد المباراة، اندلعت موجة غضب عارمة في العالم العربي وبين جماهير ليفربول حول العالم، حيث اتهم الكثيرون، راموس، بتعمد إصابة صلاح، معتبرين أن السقوط لم يكن عرضياً، بل كان محاولة مقصودة لإخراج النجم الأخطر من اللقاء.

وخرجت آلاف التعليقات، التي طالبت الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، بمعاقبة قائد ريال مدريد آنذاك.

ورغم الانتقادات العنيفة، دافع راموس عن نفسه في تصريحات لاحقة، قائلا “لم أتعمد إيذاء أي لاعب، إنها مجرد لقطة في كرة القدم، لقد أمسك هو بيدي أولاً وسقطنا معاً”.

لكن هذا التبرير لم يقنع الكثيرين، خاصة أن الإعادة البطيئة أظهرت أن راموس استخدم ذراعه لإحكام السيطرة على صلاح بطريقة غير معتادة في المواقف الدفاعية.

الواقعة لم تؤثر فقط على المباراة، بل امتدت آثارها إلى “كأس العالم 2018” في روسيا، إذ دخل صلاح، البطولة، وهو يعاني من تبعات الإصابة، ولم يتمكن من المشاركة في المباراة الأولى أمام أوروجواي، قبل أن يعود في اللقاءين التاليين أمام روسيا والسعودية، وسجل هدفين رغم معاناته الواضحة من آلام الكتف.

واعترف الجهاز الطبي للمنتخب المصري حينها أن صلاح لم يكن جاهزاً بنسبة 100%، مما أثّر على مردوده في البطولة التي ودّعها الفراعنة من الدور الأول، دون تحقيق أي فوز.

واعتبر الكثيرون، أن ما فعله راموس في نهائي كييف لم يضر فقط بآمال ليفربول، بل حرم صلاح من الظهور بكامل تألقه في أول مونديال يشارك فيه بمسيرته.

في المقابل، استغل ريال مدريد، خروج صلاح، ليفرض سيطرته على اللقاء، وتمكن من الفوز بنتيجة (3-1)، بفضل هدفي جاريث بيل الرائعين وأخطاء حارس الريدز لوريس كاريوس.

وبعد شهور من تلك الواقعة، سُئل صلاح في أكثر من مناسبة عن رأيه في تدخل راموس، لكنه كان يلتزم الصمت أو يرد بشكل دبلوماسي، قائلاً إنه لا يريد العودة للماضي.

إلا أن تصريحاته الأخيرة تُعد المرة الأولى التي يتحدث فيها بوضوح عن مشاعره الحقيقية تجاه ما جرى في نهائي 2018، مؤكداً أن الحادثة غيّرت نظرته إلى اللعبة وإلى مفهوم “الروح الرياضية” بين اللاعبين.

وقال صلاح في حوار سابق عام 2020 مع صحيفة “ماركا” الإسبانية “كانت لحظة صعبة للغاية، شعرت بألم شديد ولم أصدق أن نهائي دوري الأبطال انتهى بالنسبة لي بهذه الطريقة. حاولت أن أعود إلى أرض الملعب لكنني لم أستطع تحريك كتفي”.

وأضاف حينها “تلقيت رسائل دعم من كل مكان، من جماهير ليفربول، ومن المصريين، ومن لاعبين كبار حول العالم، وهذا ساعدني على تجاوز تلك المرحلة الصعبة”.

وبالفعل، كانت ردة فعل صلاح بعد تلك الليلة، استثنائية، إذ عاد في الموسم التالي (2018-2019) أكثر إصراراً على تحقيق المجد الأوروبي، وساهم بشكل مباشر في تتويج ليفربول بلقب دوري أبطال أوروبا على حساب توتنهام، عندما سجل الهدف الأول في المباراة النهائية من ركلة جزاء، ليكتب نهاية سعيدة للرحلة التي بدأت بألم في كييف قبل عام واحد فقط.

من جهة أخرى، أثارت إصابة صلاح، نقاشاً واسعاً حول ضرورة حماية اللاعبين الموهوبين من التدخلات العنيفة، إذ طالبت عدة أصوات داخل الاتحاد الأوروبي، بتشديد العقوبات على اللاعبين الذين يستخدمون الأساليب الخشنة، خصوصاً في المباريات النهائية.

كما باتت الواقعة تُستخدم كمثال في الدورات التدريبية للتحكيم حول “المخالفات المتعمدة ذات الطابع التكتيكي”، لما تضمنته من تفاصيل مثيرة للجدل.



المصدر – كوورة

By Sayed