في أجواء مشحونة بالحماس والترقب، تتجه أنظار جماهير الكرة السعودية والآسيوية مساء غدٍ الأربعاء نحو ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، حيث يخوض المنتخب السعودي مواجهة مصيرية أمام نظيره الإندونيسي في افتتاح منافسات المجموعة الثانية من الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم 2026.
ويأمل الأخضر في استثمار عاملي الأرض والجمهور لتحقيق بداية قوية نحو بلوغ المونديال السابع في تاريخه، بينما يبحث المنتخب الإندونيسي عن صناعة مفاجأة تُعيده إلى دائرة الضوء القاري.
ويخوض المنتخب السعودي مواجهتين حاسمتين في جدة، أمام إندونيسيا غدًا الأربعاء، وأمام العراق الثلاثاء المقبل، لحساب المجموعة الثانية التي يتأهل متصدرها مباشرةً إلى النهائيات المقررة في أمريكا والمكسيك وكندا العام المقبل. أما صاحبا المركزين الثاني والثالث، فسيلعبان مباراتي ذهاب وإياب في نوفمبر المقبل لبلوغ الملحق العالمي.
ضربة للسوق السوداء قبل ضربة البداية
وفي الوقت الذي تستعد فيه الجماهير لملحمة كروية منتظرة، أعلنت منصة “ويبوك”، الجهة الرسمية المعتمدة لبيع تذاكر مباراة السعودية ضد إندونيسيا، عن رصدها وحجبها لما يقارب 6 آلاف تذكرة مشبوهة تم تداولها في السوق السوداء خلال الأيام الماضية.
وأكدت المنصة في بيان رسمي لها أن منظومتها التقنية المتطورة تعتمد على نظام إلكتروني متكامل يضمن حماية التذاكر من النسخ أو التداول غير المشروع، ما يسهم في حفظ حقوق الجماهير وضمان سلامة عمليات الشراء.
وشدّدت “ويبوك” على ضرورة عدم شراء التذاكر من أي منصات غير رسمية، داعية الجماهير إلى استخدام خاصية “الإهداء أو إعادة البيع” المتاحة عبر منصتها الرسمية لضمان انتقال التذاكر بطريقة آمنة وموثوقة.
كما أخلت المنصة مسؤوليتها بالكامل عن أي تذاكر يتم بيعها أو شراؤها من قنوات غير معتمدة، مؤكدة عزمها اتخاذ إجراءات قانونية صارمة بحق المواقع أو الحسابات التي تروّج للتذاكر بطرق مخالفة، في خطوة تهدف إلى حماية الجماهير من الاحتيال الإلكتروني والسوق السوداء.
واختتمت المنصة بيانها بتمنياتها للجماهير بتجربة حضور آمنة وممتعة، مشيدة في الوقت نفسه بالإقبال الكبير الذي يعكس شغف السعوديين بمنتخبهم ودعمهم المتواصل في المحافل الكبرى.
نفاد التذاكر
لم تمضِ ساعات قليلة على طرح التذاكر الرسمية حتى أعلنت “ويبوك” والاتحاد السعودي لكرة القدم عن نفاد كامل التذاكر المخصصة للمباراة، ما يعني أن مدرجات ملعب “الإنماء” التي تتسع لـ65 ألف متفرج، ستكون ممتلئة عن آخرها في مشهد جماهيري استثنائي.
هذا الإقبال الكبير يعكس حالة الالتفاف الوطني حول المنتخب، خصوصًا أن جماهير الأخضر لطالما لعبت دورًا حاسمًا في المباريات الكبرى، سواء بتشجيعها الصاخب أو بحضورها المكثف الذي يرفع معنويات اللاعبين داخل الملعب.
وينتظر أن يشهد اللقاء أجواء جماهيرية استثنائية، مع استعدادات كبيرة من مجلس جمهور المنتخب السعودي، الذي أعلن عن تنظيم تيفو ضخم وعروض بصرية مميزة ستزين مدرجات الجوهرة، في تأكيد جديد على الحماس الجماهيري الكبير خلف مسيرة المنتخب نحو المونديال.
روح واحدة وطموح لا يتوقف
يدخل لاعبو المنتخب السعودي المواجهة وهم يدركون تمامًا حجم المسؤولية، بعدما وجّه نجوم الأخضر رسائل دعم متكررة للجماهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن “المرحلة لا تحتمل سوى الفوز”.
ويُدرك الفرنسي رينارد أن الانطلاقة القوية أمام إندونيسيا ستمنح فريقه ثقة مضاعفة قبل المواجهة التالية أمام العراق، ولهذا ركّز في الأيام الماضية على تحفيز لاعبيه ذهنيًا أكثر من بدنيًا، مطالبًا إياهم بـ”الهدوء والتركيز وعدم الاستهانة بالمنافس”.
ومع اقتراب صافرة البداية، تبدو كل المؤشرات مهيأة لليلة كروية مثيرة في جدة، تجمع بين الحماس الجماهيري، والتحدي الفني، والرهان على تأشيرة المونديال التي لا تقبل القسمة على اثنين.
يذكر أن الأخضر السعودي أنهى الدور الثالث من التصفيات في المركز الثالث، برصيد 13 نقطة من 3 انتصارات و4 تعادلات و3 هزائم، ليضمن مكانه في هذا الملحق إلى جانب العراق وإندونيسيا.
ويسعى الفريق بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد إلى استعادة بريقه بعد أداء متذبذب في المراحل السابقة، خصوصًا أنه لطالما كان التأهل إلى المونديال جزءًا من هوية الكرة السعودية.
تفوق تاريخي يمنح الأخضر الثقة
يدخل المنتخب السعودي المواجهة متسلحًا بأفضلية تاريخية ساحقة، إذ التقى المنتخبان في 16 مناسبة سابقة بين رسمية وودية، فاز الأخضر في 12 منها، وتعادل 3 مرات، وخسر مواجهة واحدة فقط. وسجّل السعوديون 45 هدفًا مقابل 8 أهداف فقط في شباكهم، ما يمنحهم دفعة معنوية قبل مباراة الغد.
ويعوّل رينارد على عناصر الخبرة في الفريق، وفي مقدمتهم سالم الدوسري، أحد أبرز نجوم الكرة الآسيوية، إلى جانب أسماء صاعدة مثل مصعب الجوير وصالح أبو الشامات وأيمن يحيى، الذين يمثلون روح الشباب والطموح داخل المجموعة.
وعلى الصعيد الميداني، اختتم الأخضر مساء الثلاثاء تحضيراته على الملعب الرديف لمدينة الملك عبدالله الرياضية، حيث ركّز رينارد على تمارين التكتيك والتحركات في المساحات، قبل أن يُختتم المران بتقسيمة قوية بين اللاعبين وسط حضور إداري وجماهيري كبير.