يترقب النصر شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بعيون يملؤها الطموحات والحذر في آنٍ واحد، فبين طريق يبدو ممهّدًا نحو الانتصارات وعقبة وحيدة قد تُغير مسار الموسم، يقف “العالمي” أمام منعطف جديد قد يُحدد شكل حضوره محليًا وقاريًا.
وكان النصر قد بدأ الموسم بصورة قوية، حيث حقق العلامة الكاملة في أول 4 مباريات بدوري روشن، متصدرًا جدول ترتيب المسابقة، برصيد 12 نقطة.
فضلاً عن ذلك، استهل مشواره في بطولة دوري أبطال آسيا 2، بفوز كبير على استقلال دوشنبه الطاجيكي (5-0)، ليبرهن على براعته وقوته تحت قيادة مديره الفني الجديد جورجي جيسوس.
تحديات أكتوبر
من المقرر أن يخوض النصر مجموعة من التحديات الصعبة خلال الشهر الجاري على كافة الأصعدة، حيث سيستهل مشواره بمواجهة الزوراء العراقي، مساء اليوم الأربعاء الموافق 1 أكتوبر/تشرين الأول، بالجولة الثانية من البطولة الآسيوية.
وتتوقف بعدها منافسات الأندية، بسبب الأجندة الدولية للشهر الجاري، والتي سيخوض خلالها المنتخب السعودي ملحق التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026.
وسيعود النصر يوم 18 من الشهر الجاري، عندما يستضيف الفتح في الجولة الخامسة من دوري روشن، قبل أن يطير إلى الهند لمواجهة جوا، يوم 22، بالجولة الثالثة من المسابقة القارية.
ويحل “العالمي” ضيفًا على الحزم، يوم 25 من الشهر ذاته، بالجولة السادسة من دوري روشن، قبل أن يلعب بعدها بـ3 أيام ضد اتحاد جدة في ثمن نهائي كأس الملك.
وسيختتم رجال جيسوس الشهر الجاري، باللعب ضد الفيحاء بعد 48 ساعة من كلاسيكو الاتحاد في الجولة السابعة من المسابقة.
عقبة واحدة
بالنظر إلى التحديات التي تنتظر النصر في الشهر الجاري، نجدها عادية، باستثناء كلاسيكو الاتحاد والذي سيكون بمثابة العقبة الوحيدة.
النصر سبق وأن حقق الفوز على الاتحاد في نصف نهائي النسخة الأخيرة من السوبر (2-1)، ثم تفوق مجددًا بالجولة الرابعة من الدوري السعودي (2-0).
صحيح أن الاتحاد يمر بفترة صعبة، ولكن هذا لا يمنع أن العميد لديه الأدوات التي تمكنه من العودة أمام النصر من الباب الكبير.
وستمثل هذه المباراة أهمية كبرى لدى الطرفين، نظرًا لرغبة كل منهما في الحفاظ على حظوظه في كأس الملك بجانب الدوري السعودي، بعد خسارتهما السوبر ببداية الموسم.
جاهزية النجوم
يعتمد النصر بشكل كبير على حالة لاعبيه الدوليين بعد انتهاء فترة التوقف الدولي. فالفريق يملك كوكبة من النجوم الذين يشكلون الفارق على أرض الملعب، وعلى رأسهم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي بدأ الموسم بقوة تهديفية كبيرة.
إضافة إلى السنغالي ساديو ماني، والفرنسي كينجسلي كومان والبرتغالي الآخر جواو فيليكس.
الرهان الأكبر سيكون على قدرة هؤلاء النجوم في الحفاظ على جاهزيتهم البدنية والفنية وسط ضغط المباريات، خاصة أن جدول أكتوبر/تشرين الأول مزدحم بشكل قد يضع المدرب جورجي جيسوس أمام تحديات حقيقية في مسألة التدوير ومنح اللاعبين فرصة للاستشفاء.
التحدي الآسيوي
رغم أن البطولة الآسيوية لا تمثل أهمية كبرى لدى النصر، مقارنة بالدوري، باعتراف جيسوس، إلا أنه سيسعى للمنافسة على اللقب بدون أدنى شك.
ورغم أن القرعة أوقعت النصر في مجموعة متوازنة، ولكن هذا الأمر ليس ضمانًا للتفوق، ومن الممكن أن تحدث مفاجآت غير متوقعة.
الفوز الكبير على استقلال دوشنبه منح الفريق دفعة معنوية، لكنه لا يعني أن المهمة ستكون سهلة أمام الزوراء العراقي أو جوا الهندي.
الفريقان يملكان دوافع كبيرة لإحراج العالمي، خاصة أن الأندية القادمة من غرب وشرق آسيا عادة ما تلعب بروح قتالية مضاعفة أمام الفرق المرشحة.
لذلك سيحتاج النصر لفرض شخصيته مبكرًا وتفادي الدخول في حسابات معقدة قد تربك مسيرته في البطولة القارية.
طموحات جيسوس
منذ توليه قيادة النصر، حرص جورجي جيسوس على بناء هوية واضحة للفريق تقوم على الضغط العالي والتمركز الذكي في الثلث الهجومي، وهو ما انعكس بوضوح في الانطلاقة القوية محليًا وقاريًا.
لكن المدرب البرتغالي يعلم أن الحكم الحقيقي على عمله سيكون من خلال المباريات الحاسمة، وأبرزها مواجهة اتحاد جدة في كأس الملك.
الفوز في تلك المباراة سيعزز من ثقة الإدارة والجماهير في مشروعه، بينما أي إخفاق قد يفتح باب الانتقادات مبكرًا، خاصة أن الطموحات هذا الموسم لا تقف عند حدود الدوري، بل تمتد إلى منصة التتويج القاري.
بين الحلم والواقع
النصر يقف اليوم أمام فرصة ذهبية لفرض هيمنته محليًا وقاريًا، فالعناصر متوفرة، والمدرب يملك خبرة كبيرة، والجدول يبدو مريحًا نسبيًا، مقارنة بأندية أخرى.
لكن الواقع يفرض أيضًا أن الاستهانة بأي خصم قد تكلف الفريق الكثير، خصوصًا أن المنافسين المحليين مثل الفتح أو الفيحاء يجيدون مفاجأة الكبار.
المعركة الحقيقية للنصر في أكتوبر/تشرين الأول لن تكون فقط داخل الملعب، بل أيضًا في إدارة التفاصيل الصغيرة، من تدوير اللاعبين، إلى السيطرة على الإصابات، مرورًا بالحفاظ على التركيز الذهني في خضم ضغط المباريات.