تتجه أنظار عشاق كرة القدم المصرية مساء اليوم الخميس صوب ملعب ستاد آل نهيان بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، الذي يستضيف مواجهة نارية وقمة مرتقبة تجمع بين الزمالك وبيراميدز، وذلك في إطار منافسات الدور نصف النهائي من بطولة كأس السوبر المصري.
هذه المواجهة تحمل أهمية قصوى للفريقين؛ فالزمالك يسعى لتأكيد عراقته وتاريخه الحافل في البطولات، بينما يطمح بيراميدز، الذي يعد أحد أبرز العمالقة الجدد في الكرة المصرية، لمواصلة مسيرة مميزة صوب حصد المزيد من الألقاب.
وتشهد بطولة كأس السوبر المصري، المقامة في العاصمة الإماراتية أبوظبي، حدثًا لافتًا يتمثل في تولي أحمد عبد الرؤوف القيادة الفنية لفريق نادي الزمالك، ليصبح بذلك ثالث مدرب مصري وطني يقود “القلعة البيضاء” في تاريخ هذه المسابقة المصيرية.
هذه المهمة المؤقتة لا تضعه فقط في تحدٍ فني كبير، بل تضعه في قلب إرث وطني، بين نجاح وإخفاق، سجله المدربون المصريون السابقون.
بين الإخفاق والتتويج
تاريخيًا، اعتمد الزمالك غالبًا على المدربين الأجانب في مواجهات السوبر، لكن السجل يحمل ذكريات لمواجهتين سابقتين قادهما مدربان مصريان قديران، وتم حسم المواجهتين بركلات الترجيح أمام الغريم التقليدي الأهلي.
حسام حسن
كان العميد حسام حسن هو أول مدرب مصري يقود الزمالك في كأس السوبر في مواجهة الكلاسيكو أمام الأهلي عام 2014، قدم الفريق أداءً قوياً، لكن الحظ لم يحالفه ليخسر اللقب في النهاية بركلات الترجيح.
ورغم الخسارة، فإن تولي حسن لهذه المهمة مثل نقطة تحول في تاريخ مشاركات المدربين المصريين بالبطولة.
محمد حلمي
بعدها بثلاثة أعوام، نجح المدرب محمد حلمي في استعادة اللقب للزمالك من بوابة السوبر، ليصبح أول مدرب مصري يتوج مع الزمالك بهذه الكأس.
حسم حلمي اللقاء أيضًا بركلات الترجيح أمام الأهلي في مباراة شهدت ندية كبيرة، ليُثبت أن الكفاءة الوطنية قادرة على حصد الألقاب الكبرى.
فرصة استثنائية
اليوم، يدخل أحمد عبد الرؤوف هذا السجل التاريخي كونه المدرب المصري الثالث الذي يتولى قيادة الزمالك في السوبر، لكن مهمته تختلف جذريًا عن سابقيه، حيث تقام البطولة بمشاركة أربعة فرق (الأهلي، الزمالك، بيراميدز، وسيراميكا كليوباترا)، مما يعني أن عبد الرؤوف سيخوض مباراة نصف النهائي: اليوم الخميس أمام بيراميدز، ومباراة ثانية حاسمة إما النهائي على اللقب أو مباراة تحديد المركز الثالث، وذلك يوم الأحد المقبل.
هذه فرصة استثنائية لعبد الرؤوف، الذي تولى المهمة في ظروف صعبة، ليحفر اسمه بين المدربين المصريين، فبينما كان مصير حسام حسن ومحمد حلمي يتوقف على ركلة ترجيح واحدة أمام الأهلي، فإن مصير عبد الرؤوف سيتحدد عبر مباراتين كاملتين، مما يمنحه مساحة أكبر لتطبيق رؤيته الفنية وتأكيد الثقة التي وضعتها فيه إدارة النادي.
حساب الزمالك على تويتر
الجميع يترقب أداء الزمالك تحت القيادة الوطنية لعبد الرؤوف، هل سيتمكن من تكرار إنجاز محمد حلمي وتحقيق اللقب رغم الظروف الصعبة، أم سيقف التاريخ عند خسارة حسام حسن؟
عبد الرؤوف يواجه تحديًا مضاعفًا لإثبات جدارته والمنافسة على لقب السوبر، معتمدًا على الروح القتالية التي أكد عليها في تصريحاته السابقة.
تأتي هذه المباراة في توقيت حاسم من الموسم، حيث تمثل فرصة لكلا الفريقين لتجاوز المرحلة الحالية من الضغوط والمنافسة القوية على الساحة المحلية، والتركيز على هدف التتويج بلقب السوبر، الذي بات له مكانة خاصة في الأجندة الرياضية المصرية والإماراتية.
اللقاء هو نقطة عبور نحو المباراة النهائية، التي تمثل دائمًا هدفًا استراتيجيًا للفرق الكبرى.
بالنسبة للزمالك، الفوز يمثل دفعة معنوية هائلة للجهاز الفني الجديد وللاعبين، ويُعزز ثقة الجماهير في قدرة الفريق على المنافسة رغم أي صعوبات.
أما بالنسبة لبيراميدز، فعبور عقبة الزمالك التاريخية يمثل إثباتًا لقوته وتأكيدًا على جدارته باللعب ضمن مصاف الأندية الكبرى التي تنافس على جميع الألقاب. لذلك، فإن هذه المواجهة ليست مجرد مباراة تأهيلية، بل هي صراع على الهوية وتأكيد القوة في المشهد الكروي.
الأرقام تُرجح كفة الأبيض
يظل التاريخ شاهدًا على 23 مواجهة سابقة جمعت الفريقين، منها أربع مباريات أقيمت حين كان بيراميدز يحمل اسم “الأسيوطي”.
هذه اللقاءات كانت دائمًا مليئة بالإثارة والندية، وتوزعت على مختلف المسابقات المحلية ففي بطولة الدوري المصري، خاض الفريقان 18 مباراة في مسابقة الدوري الممتاز، وفي كأس مصر جمعت بينهما أربع مباريات.. بينما في كأس السوبر المصري واجه الفريقان بعضهما في مباراة واحدة سابقة.
وفي المواجهات تأتي كفة نادي الزمالك هي الأرجح تاريخيًا، حيث نجح الأبيض في تحقيق الفوز 10 مرات، بينما تفوق بيراميدز في 3 مواجهات فقط، وحسم التعادل نتيجة 10 مباريات بين الطرفين.