عبيد الدوسري.. صاحب الهاتريك الوحيد للسعودية في كأس العرب

BySayed

نوفمبر 26, 2025


في زاوية من ذاكرة كأس العرب، توجد لحظة لامعة محفورة بحروف من ذهب، ارتبطت باسم عبيد الدوسري، نجم المنتخب السعودي السابق.

 ثلاثة أهداف في مباراة واحدة، لم تكن مجرد أرقام على لوحة النتائج، بل كانت توقيعًا على لحظة حاسمة أعادت للسعودية بريق الانتصارات في البطولة.

 الهاتريك الذي سجله الدوسري لم يمر مرور الكرام، وترك أثرًا لا يُمحى في أذهان الجماهير، كرمز لقدرة اللاعب على صناعة الفارق حين تتقاطع الفرص مع الإصرار والمهارة.

 على الرغم من مرور السنوات، يظل هذا الإنجاز يتردد كهمسة تاريخية، تذكر الجميع بأن هناك لحظات معينة في كرة القدم تتجاوز مجرد النتيجة، لتصبح جزءًا من الهوية الوطنية والذاكرة الكروية للسعودية.

الهاتريك الوحيد

يبقى اسم عبيد الدوسري محفورًا في ذاكرة كرة القدم السعودية بفضل لحظة استثنائية في تاريخه مع المنتخب الوطني، حيث سجّل الهاتريك الوحيد الموثّق له مع الأخضر في بطولة كأس العرب. 

هذه اللحظة تعود إلى نسخة قديمة من البطولة، وتحديدًا في نهائي نسخة 1998 ضد قطر، وهي مباراة لم تُنسَ في تاريخ الجماهير السعودية، إذ انتهت بفوز السعودية بنتيجة 3-1، سجل فيها الدوسري ثلاثية قاد بها فريقه نحو اللقب.

لم يكن الهاتريك مجرد تسجيل أهداف، بل كان تعبيرًا عن روح اللاعب وقدرته على فرض نفسه في اللحظات الحاسمة.

 حركة الدوسري داخل الملعب، ذكاؤه في التحرك بين الخطوط، وسرعته في استغلال الفرص، جعلت منه لاعبًا قادرًا على قلب مجريات المباراة لصالح المنتخب. 

الأهداف الثلاثة لم تُسجَّل بالصدفة، بل جاءت نتيجة قراءة ممتازة للملعب وفهم عميق للزمن المناسب للهجوم والتمركز الذكي داخل منطقة الجزاء.

هذا الإنجاز لم يقتصر أثره على المباراة نفسها، بل أصبح جزءًا من الهوية التاريخية للمنتخب السعودي في كأس العرب، ويُذكر دائمًا كمثال على قدرة لاعبي الأخضر على صناعة الفارق في الأوقات الحرجة. 

الهاتريك وضع عبيد الدوسري في مصاف اللاعبين التاريخيين، وترك بصمة لا تُمحى في ذاكرة الجماهير، ليصبح رمزًا للإصرار والمهارة والقدرة على التألق في اللحظات المفصلية، وتذكيرًا دائمًا بأن كرة القدم ليست مجرد أهداف، بل لحظات تُخلّد في التاريخ.

من هو عبيد الدوسري؟

عبيد الدوسري، المهاجم السعودي الذي برز كأحد أبرز نجوم الكرة في المملكة خلال التسعينيات وبداية الألفية، وُلد في مكة المكرمة عام 1975، ومنذ نعومة أظافره أظهر موهبة استثنائية في التسجيل والمراوغة، ما جعله يفرض نفسه بسرعة على الملاعب المحلية. 

بدأ مسيرته الاحترافية مع نادي الوحدة، حيث لفت الأنظار بقدراته الفنية وسرعته الفائقة، قبل أن ينتقل إلى الأهلي في صفقة كبيرة آنذاك، ليواصل كتابة قصة نجاحه مع الأندية السعودية.

لكن عبيد لم يقتصر تألقه على الأندية فقط، فقد ترك بصمة واضحة مع المنتخب السعودي، حيث شارك في بطولتين عالميتين لكأس العالم، 1998 و2002، وساهم في الوصول إلى مراحل متقدمة في المسابقات القارية، مسجلاً 41 هدفًا في 94 مباراة دولية، ما يجعله أحد أبرز هدافي تاريخ “الأخضر”. تميّز الدوسري بحسه التهديفي العالي وقدرته على التمركز الذكي داخل منطقة الجزاء، بالإضافة إلى موهبته في صناعة الفرص لزملائه، وهو ما جعله لاعبًا لا يُستهان به في أي مواجهة.

تُعد نسخة 1998 من كأس العرب محطة بارزة في مسيرته، حيث سجّل أهدافًا حاسمة وأثبت قدرته على حمل المنتخب في اللحظات المصيرية، ما رسّخ اسمه في ذاكرة الجماهير السعودية. عبيد الدوسري، بحق، لم يكن مجرد مهاجم يسجل الأهداف، بل رمز للإصرار والموهبة التي تظل حيّة في أذهان عشاق الكرة السعودية حتى اليوم.

تاريخ السعودية في كأس العرب

المنتخب السعودي يعتبر من أبرز المنتخبات العربية التي تركت بصمة واضحة في تاريخ بطولة كأس العرب، على الرغم من مشاركاته المحدودة نسبيًا، فقد شارك الأخضر السعودي في البطولة خلال 7 مناسبات سابقة، استطاع خلالها إثبات نفسه بين الصفوة العربية، محققًا إنجازات مميزة تُبرز قوة الكرة السعودية في المنطقة.

أبرز الإنجازات كانت التتويج بلقب البطولة مرتين، الأولى في نسخة 1998، والثانية في نسخة 2002، حيث تألق المنتخب حينها على المستويين الفني والذهني، وقدم عروضًا قوية قادته إلى منصات التتويج، معتمداً على جيل مميز من اللاعبين الذين تركوا بصمة واضحة في سجل البطولة.

 الفوز في هاتين النسختين أكسب الأخضر مكانة مرموقة بين المنتخبات العربية، وجعل الجماهير السعودية تعتز بالمنتخب وبما قدمه على الصعيد الإقليمي.

إلى جانب اللقبين، تمكن المنتخب السعودي من احتلال المركز الثالث في نسخة 1985، فيما حل في المرتبة الرابعة خلال نسخة 2012، ما يعكس استمرارية المشاركة القوية للأخضر رغم التحديات الكبيرة التي قد تواجهها المنتخبات في البطولة.

ورغم غياب المنتخب عن أول ثلاث نسخ من كأس العرب، إلا أن مشاركاته اللاحقة أظهرت قدرته على المنافسة، ما جعله يحتل وصافة قائمة أكثر المنتخبات تحقيقًا للبطولة بواقع مرتين، وهو إنجاز يُبرز التوازن بين الأداء القوي والنتائج الملموسة. تاريخ السعودية في كأس العرب، بهذا الشكل، ليس مجرد ألقاب أو أرقام، بل يعكس إرثًا طويلًا من التحدي والنجاح الذي ساهم في ترسيخ مكانة “الأخضر” كأحد أبرز الفرق العربية على مدار العقود الماضية.



المصدر – كوورة

By Sayed