يواجه النصر السعودي، احتمالية رحيل أحد لاعبيه الأجانب خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، بعد خروجه من حسابات المدير الفني البرتغالي جورجي جيسوس.
ويسعى جيسوس لضخ دماء جديدة في الفريق، حيث أبلغ الإدارة بضرورة التخلص من بعض العناصر التي يأتي على رأسها الجناح البرازيلي ويسلي جاسوفا.
عرض برتغالي
بحسب ما ذكرته صحيفة “آبولا”، حدّدت إدارة النصر السعر المطلوب للتخلي عن اللاعب، الذي يمتد عقده مع النادي حتى صيف 2028، بنحو 15 مليون يورو، أي ما يقارب 65 مليون ريال سعودي، في حال وصول عرض رسمي خلال ميركاتو يناير/كانون ثان المقبل.
وأوضحت أن “نادي سبورتنج لشبونة هو أبرز المهتمين بضم اللاعب خلال الفترة المقبلة، ولكن النادي النصر يتمسك بشروطه المالية”.
ورغم اهتمام سبورتينج لشبونة بجاسوفا، إلا أنه ليس الهدف الأول في قائمة النادي البرتغالي، إذ يضع مسؤولو النادي الإسباني يريماي هيرنانديز، جناح ديبورتيفو لاكورونيا، كخيار مفضل.
غير أن “أبولا” أكدت أن الصفقة تبدو معقدة للغاية، إذ يرفض النادي الإسباني التخلي عن لاعبه بأي ثمن خلال الفترة الحالية.
وفي ظل هذه التعقيدات، أشارت شبكة “سبورت ميدياسيت” الإيطالية إلى أن سبورتينج لشبونة بدأ يتجه بجدية نحو خيار ضم جاسوفا، خصوصًا بعد اشتراط إدارة ديبورتيفو لاكورونيا مبلغ 20 مليون يورو مقابل انتقال هيرنانديز، وهو رقم تعتبره الإدارة البرتغالية مرتفعًا وغير مناسب لميزانية النادي الحالية.
وترى إدارة سبورتينج لشبونة أن صفقة جناح النصر أكثر واقعية من الناحية المالية، في ظل توفر السيولة اللازمة لإتمام التعاقد، إضافة إلى رغبتها في تدعيم الجانب الهجومي بخيار يمكن ضمه دون الدخول في مفاوضات معقدة.
وكان ويسلي جاسوفا قد وصل إلى النصر في صيف 2024 قادمًا من كورينثيانز البرازيلي، وخاض منذ ذلك الحين 31 مباراة مع الفريق العاصمي، سجل خلالها 3 أهداف وقدّم 4 تمريرات حاسمة، ليصبح أحد الأسماء التي تحظى بمتابعة الأندية الأوروبية في الفترة الأخيرة.
فرصة صعبة
ويواجه ويسلي جاسوفا صعوبة كبيرة في فرض نفسه والحصول على فرص اللعب مع النصر، في ظل التكدس الهجومي للفريق الذي يضم مجموعة من أبرز نجوم كرة القدم العالمية.
فالخط الأمامي للنصر غني بالأسماء الثقيلة، مثل كريستيانو رونالدو الذي يظل الخيار الأساسي في الهجوم، وجواو فيليكس الذي يتمتع بالقدرة على صناعة الفارق في أي لحظة، إلى جانب ساديو ماني وأنجيلو، اللذين يضيفان خبرة وسرعة عالية للهجوم.
هذا التواجد الكثيف والتميز الكبير لكل لاعب في مركزه يجعل من الصعب على جاسوفا الحصول على دقائق لعب منتظمة، ويحد من فرصته لإظهار إمكانياته الحقيقية وإثبات نفسه كلاعب أساسي.
ومن هنا تأتي أهمية اهتمام الأندية الأوروبية به، التي ترى فيه جناحًا شابًا قادرًا على تقديم الإضافة وممارسة دوره الكامل بعيدًا عن المنافسة الضاغطة التي يواجهها في النصر، ما يجعل الانتقال إلى الخارج خيارًا منطقيًا لتأمين المزيد من الوقت والفرص.
تحديات قوية
يواجه نادي النصر تحديات صعبة ومعقدة على أكثر من صعيد هذا الموسم، سواء على مستوى الدوري السعودي أو في دوري أبطال آسيا، ما يجعل مهمته أكبر وأكثر ضغطًا من أي وقت مضى.
في الدوري، المنافسة محتدمة مع أندية مثل الهلال والاتحاد والأهلي، التي تملك فرقًا قوية وتمتلك الخبرة والقدرة على الثبات في اللحظات الحاسمة.
كل مباراة تحمل أهمية مضاعفة، وأي فقدان للنقاط قد يضع الفريق تحت الضغط، خصوصًا مع تزايد حدة المنافسة على الصدارة.
أما على المستوى القاري، فإن دوري أبطال آسيا يُعد اختبارًا حقيقيًا للنصر، حيث سيواجه أندية تمتلك خبرة كبيرة وأسماء متميزة قادرة على قلب النتائج في أي لحظة.
معارك آسيا تتطلب استمرارية في الأداء العالي، وتكتيكًا محكمًا، وتحكيمًا جيدًا للوقت والجهد بين المباريات المحلية والقارية. أي غياب للاعبين مؤثرين أو فقدان للتركيز قد يكلف الفريق الكثير، خصوصًا في المباريات الحاسمة التي تحسم التأهل أو حسم اللقب.
بالإضافة إلى ذلك، يتوجب على النصر التعامل مع الضغوط الذهنية والجماهيرية، حيث يتوقع منه تقديم مستوى قوي يحافظ على صورته كلاعب منافس على جميع البطولات.
إدارة الفريق والجهاز الفني مطالبون بتوظيف خبراتهم وإدارة الموارد البشرية بعناية، من أجل الحفاظ على جاهزية اللاعبين، وضمان أن يكون الفريق متماسكًا في كل مباراة.
ومع استمرار الموسم وضغط المباريات المتلاحقة، سيظل النصر أمام تحدٍ مزدوج: المنافسة على صدارة الدوري، والتحليق بثبات في آسيا نحو تحقيق اللقب القاري المنشود.