على رأسها زلاتان.. روني يحدد 3 صفقات أضرت باليونايتد
يرى واين روني، أسطورة مانشستر يونايتد، أن الشياطين الحمر مازالوا يتعافون من آثار صفقات سابقة قبل وصول السير جيم راتكليف، متمثلة في روميلو لوكاكو، زلاتان إبراهيموفيتش وبول بوجبا، والتي أضرت النادي حسب رأيه.
وقال روني في بودكاست عبر شبكة “سكاي”: “الصفقات التي كان يبرمها المان يونايتد قبل الصيف الماضي، كانت مروعة”.
وأضاف: “لقد كان النادي يجلب أسماءًا كبيرة، مثل لوكاكو، زلاتان وبوجبا، حيث كانوا لاعبين جيدين، لكن الفكرة كانت ترتكز على جلبهم الأسماء فقط، مقابل أموال طائلة”.
وأضاف: “سيحتاج النادي بعض الوقت للتعافي من تلك الأخطاء”.
ويرى روني أن ثمة تحسن في الفترة الأخيرة تحت قيادة المدرب البرتغالي روبن أموريم، مضيفا: “إذا نظرت إلى مانشستر يونايتد على مدار السنوات العشر الماضية، ستجد أن لاعبيه قد عانوا من ضغط كبير”.
وأكمل: “والآن، بعد أن حققوا بعض النتائج الإيجابية، يمكنك أن ترى بعض الثقة تعود إليهم”.
وأضاف: “يمكنك قول ذلك حتى عن المدرب. إنهم يتحسنون تدريجيًا، وهذا أصبح واضحا”.
وأردف: “لقد كان الأمر صعبًا للغاية على روبن أموريم، وقد انتقدته بشدة، لكننا نشهد تحسنًا في مستواهم، واللاعبون يتعرفون على بعضهم البعض بشكل أفضل”.
واختتم: “هناك بعض المؤشرات الواعدة، ورغم أنهم لن يفوزوا بالدوري، إلا أنهم قد يتسللون إلى المراكز الأربعة الأولى”.
عهد راتكليف
منذ ما يقرب من عامين، أحدث الملياردير البريطاني جيم راتكليف تحولًا جذريًا في هيكلة إدارة كرة القدم داخل مانشستر يونايتد، عندما استحوذ هو وشركته إينيوس على 25٪ من أسهم النادي من عائلة جليزر. كان ذلك بداية فصل جديد في تاريخ “الشياطين الحمر”.
هذا التحرك لم يكن مجرد صفقة مالية، بل نقطة تحول في أسلوب إدارة كرة القدم داخل أحد أكبر أندية العالم.
قبل دخول راتكليف على الخط، كانت شؤون كرة القدم تُدار إلى حد كبير من قبل إد وودوارد، الذي شغل منصب نائب الرئيس التنفيذي من عام 2012 حتى 2021.
ورغم نجاح النادي في تحقيق بعض الإنجازات التجارية الضخمة خلال تلك الفترة، فإن الأداء الكروي ظل دون التطلعات، مع تعاقب المدربين والصفقات غير الموفقة التي عجزت عن إعادة الفريق لمكانته المعتادة في قمة الكرة الإنجليزية والأوروبية.
راتكليف، المعروف بخلفيته الصناعية وحنكته في إدارة المشاريع الكبرى من خلال إمبراطورية “إينيوس”، دخل النادي بعقلية مختلفة، ترتكز على الاحتراف الرياضي الكامل بدلًا من الحسابات التسويقية.
ركّز على إعادة بناء الهيكل الرياضي للنادي من الأساس، مع تعيين كوادر فنية مختصة في مجالات التحليل، واكتشاف المواهب، وإدارة الأداء، من أجل وضع يونايتد على طريق المنافسة الحقيقية مجددًا.
كما يسعى راتكليف إلى تطبيق فلسفة تقوم على الاستدامة والتخطيط طويل الأمد، مستفيدًا من خبراته في إدارة فرق أخرى مثل نيس الفرنسي ولوزان السويسري.
هدفه الواضح هو تحويل مانشستر يونايتد إلى كيان متكامل يجمع بين النجاح الرياضي والاستقرار المالي، بعيدًا عن العشوائية التي اتسمت بها حقبة ما بعد السير أليكس فيرجسون.
وبينما لا تزال النتائج الميدانية في طور التكوين، فإن تأثير راتكليف بات ملموسًا في ثقافة النادي وقراراته اليومية، فالمشجعون يأملون أن تكون هذه المرحلة بداية النهاية لسنوات الارتباك، وبداية عودة حقيقية لمانشستر يونايتد إلى مكانه الطبيعي بين عمالقة أوروبا.
بدايات التحسن
شهد مانشستر يونايتد تحسنًا ملحوظًا في نتائجه خلال الأسابيع الأخيرة من الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد فترة من التخبط في مطلع الموسم.
ويُعزى هذا التحسن بالدرجة الأولى إلى صفقات الصيف التي منحت الفريق عمقًا أكبر وتنوعًا في الخيارات الهجومية، إضافة إلى تجديد الثقة في المدرب روبن أموريم الذي بدأ يضع بصمته الخططية بوضوح.
فبعد أن عانى الفريق من البداية المتواضعة، حيث تراجع في منتصف الجدول، بدأ في تحقيق سلسلة من النتائج الإيجابية، رفعت رصيده تدريجيًا وأعادته إلى دائرة المنافسة الأوروبية.
تجلت بصمات أموريم من خلال الانضباط الدفاعي وتنظيم الضغط الجماعي، مع استعادة التوازن في خط الوسط بفضل بعض التعديلات على مراكز اللاعبين.
كما ساهم الثنائي الجديد، ماتيوس كونيا وبريان مبيومو، في تحسين الفاعلية الهجومية، ليعود الفريق إلى التسجيل بانتظام بعد معاناة طويلة أمام المرمى.
تجديد الثقة في أموريم بدا قرارًا صائبًا من إدارة النادي، إذ أثبت المدرب البرتغالي قدرته على إدارة غرفة الملابس بذكاء، وإعادة الروح التنافسية التي غابت عن الفريق في المواسم الماضية، وباتت الجماهير تشعر بوجود مشروع واضح المعالم، يقوم على بناء فريق قادر على الاستمرارية وليس مجرد رد فعل بعد كل تعثر.
اليوم، ومع تحسن موقع مانشستر يونايتد في جدول الدوري وارتفاع المعنويات داخل الفريق، يبدو أن النادي بدأ يستعيد توازنه شيئًا فشيئًا، واضعًا نصب عينيه هدف العودة إلى المراكز الأربعة الأولى، تمهيدًا للعودة إلى دوري أبطال أوروبا واستعادة هيبة الشياطين الحمر محليًا وقاريًا.