بهدف تجاوز خيبات أمل الموسم الماضي، والسعي لإزاحة نابولي، المتوّج بلقب الدوري الإيطالي، اتخذت أندية إنتر وميلان ويوفنتوس الخيار ذاته قبل انطلاق الموسم الجديد، غدا السبت، والمتمثل بالرهان على لاعب أو مدرب سابق، مع الاحتفاظ بالذين تألقوا في صفوفها.
إنتر.. طيّ صفحة إنزاجي
بعد اعتياده على حصد الألقاب في السنوات الأخيرة، أنهى إنتر موسم 2024-2025 من دون أي لقب. رغم ذلك، بلغ الـ “نيراتسوري” نهائيين، وظلّ منافسا على لقب الدوري حتى المرحلة 38 والأخيرة.
في حين اعتُبرت خسارة إنتر أمام جاره اللدود ميلان في نهائي الكأس السوبر الإيطالية 2-3 في كانون الثاني/يناير حدثا عابرا، تركت الهزيمتان القاسية أمام باريس سان جرمان الفرنسي 0-5 في نهائي دوري أبطال أوروبا، والمؤلمة بفارق نقطة أمام نابولي في سباقه نحو الـ”سكوديتو”، أثرهما على اللاعبين والجماهير.
عقب الخسارة الثانية في ثلاث سنوات في نهائي المسابقة القارية الأم، خسر إنتر مدربه سيموني إنزاجي الذي وصل إلى “نهاية حقبة” حسب قوله، وتعاقد معه الهلال السعودي.
خلال أربعة مواسم تحت إشرافه، فاز إنتر بستة ألقاب، بما في ذلك لقب الـ”سيري أ” عام 2024، وكثيرا ما أبهر بأسلوبه الهجومي، قبل أن يظهر هشاشة في نهاية الموسم الماضي.
لخلافته، فاجأ إنتر الجميع باختياره شخصا لم يدرب سوى في 13 مباراة في الدوري، هو الروماني كريستيان كيفو (44 عاما) والذي يعرف جيدا النادي اللومباردي حيث لعب في صفوفه بين عامي 2007 و2014، وبدأ أولى خطواته كمدرب مع فرق الشباب من 2018 إلى 2021، ثم مع الفريق الرديف (2021-2024).
يوفنتوس.. مهمة وقف التقهقر
بدأت جماهير اليوفي تشعر بالضغط، حيث تعود الاحتفالات الأخيرة بإحراز لقب الدوري إلى عام 2020، أي قبل خمسة أعوام، وهي فترة زمنية بمثابة دهر بالنسبة لـ”السيدة العجوز”.
رغم الفوز بكأس إيطاليا خلال تلك الفترة، وتحديدا في عام 2024، إلّا أن الموسم الماضي عزز اعتقاد الجميع أن يوفنتوس الذي ما يزال يعاني من مشكلات مالية، دخل منذ فترة طويلة في مرحلة التقهقر.
Getty Images
فشل “بيانكونيري” في اللحاق بركب نابولي وإنتر في سباق اللقب، وسقط في الملحق المؤهل إلى الدور ثمن النهائي في دوري أبطال أوروبا أمام آيندهوفن الهولندي، ما كلّف المدرب تياجو موتا وظيفته.
خلف لاعب يوفنتوس السابق الكرواتي إيجور تودور (47 عاما) سلفه موتا بشكل مؤقت. لكن بعد انتزاع المركز الرابع والتأهل إلى دوري أبطال أوروبا، وقرار أنتونيو كونتي في النهاية البقاء في نابولي، كافأت إدارة النادي، الكرواتي بعقد طويل الأمد.
بقيادة مديره العام الجديد الفرنسي داميان كومولي، تعاقد فريق “السيدة العجوز” مع المهاجم الدولي الكندي جوناثان ديفيد، واحتفظ نهائيا بالجناح البرتغالي فرانسيسكو كونسيساو، على أمل أن يفعل الشيء نفسه مع المهاجم راندال كولو موانو المعار من سان جرمان.
ميلان.. فصل “ماد ماكس” الثاني
خلال ما يزيد قليلا عن عام، تولى أربعة مدربين قيادة ميلان، وهم ستيفانو بيولي، البرتغالي باولو فونسيكا ومواطنه سيرجيو كونسيساو، وأخيرا الجديد-القديم ماسيميليانو أليجري منذ 30 أيار/مايو.
ولم يُخاطر مدراء النادي اللومباردي هذه المرة، فتعاقدوا مع أليغري صاحب الباع الطويل في الـ”كالتشو” والذي سبق له تدريب الـ”روسونيري” بين عامي 2010 و2014، ويتضمن سجله الفوز بلقب الدوري ست مرات، منها خمسة مع يوفنتوس.
وصرح أليجري أن ميلان الذي أنهى الموسم الماضي في المركز الثامن وخرج من الملحق المؤهل إلى ثمن النهائي في المسابقة القارية “لا يحتاج إلى ثورة”، مضيفا: “نحن ببساطة بحاجة للعمل بطريقة منظمة ومسؤولة”.
Imago
ورغم وصول الساحر لاعب خط الوسط المخضرم لوكا مودريتش، فقد ميلان جوهره والكثير من خبرته بعد رحيل تيو هيرنانديز إلى الهلال السعودي، وتيجاني رايندرس إلى مانشستر سيتي، وإيمرسون رويال إلى فلامنجو.
كما سيفتقد ميلان في مباراته الأولى ضد كريمونيزي إلى جهود جناحه رافائيل لياو الذي سيغيب لفترة طويلة عن الملاعب بسبب إصابة في ربلة الساق.
لن يتخلى أليجري عن أمله في التعاقد مع المهاجم دوشان فلاهوفيتش، صاحب أعلى راتب في الدوري، والذي سبق أن لعب تحت إشراف “ماد ماكس” في يوفنتوس.