استفسر يوفنتوس عن النجم البرازيلي إندريك، مهاجم ريال مدريد، خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، في محاولة من النادي الإيطالي لتعزيز صفوفه بلاعب موهوب صغير السن، غير أن الصفقة لم تكتمل، ليستمر اللاعب في صفوف النادي الملكي.
رغم ذلك، فإن احتمالية انتقال إندريك إلى الدوري الإيطالي ما تزال قائمة، خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، خاصةً في ظل معاناته للحصول على دقائق لعب كافية، تحت قيادة مدربه الإسباني تشابي ألونسو.
وبحسب الصحفي الإيطالي ماتيو موريتو، فإن يوفنتوس تواصل مع ريال مدريد خلال الصيف الماضي، للحصول على معلومات تتعلق بإمكانية ضم إندريك، إلى جانب استفسارات مماثلة من أندية إيطالية وإسبانية وألمانية.
لكن النادي الملكي قرر الاحتفاظ بالمهاجم البرازيلي ضمن صفوفه. ومع ذلك، لم يشارك اللاعب حتى الآن في أي مباراة بالدوري الإسباني أو دوري أبطال أوروبا، هذا الموسم.
وقال موريتو: “يرغب إندريك في الحصول على المزيد من وقت اللعب، خصوصًا مع اقتراب كأس العالم 2026.. كما يرغب مدرب المنتخب البرازيلي، كارلو أنشيلوتي، في حصول المهاجم الشاب على وقت لعب منتظم قبل البطولة”.
وأضاف: “نظرًا لقلة مشاركاته مع ريال مدريد، فإن جميع الأطراف ستقوم بتقييم الموقف خلال الأسابيع المقبلة، لمعرفة ما إذا كان انتقال إندريك على سبيل الإعارة في يناير سيكون الخيار الأفضل، وإيطاليا تُعد إحدى الوجهات المحتملة للاعب البالغ من العمر 19 عامًا”.
رحلة موهبة برازيلية نحو القمة
وُلد إندريك في 21 يوليو/تموز 2006، بالعاصمة البرازيلية برازيليا، وبرز منذ صغره كأحد أهم المواهب الواعدة في بلاده.
والتحق إندريك بأكاديمية بالميراس في سن الـ11، وهناك بدأت قصته الاستثنائية مع كرة القدم، حيث أظهر قدرات تهديفية لافتة ومهارات فنية مميزة، جعلت مدربيه في النادي يصفونه بـ”الظاهرة الجديدة”.
وفي سن الـ15، بدأ يجذب أنظار أندية أوروبا الكبرى بعد أدائه المذهل في بطولات الفئات السنية. وقاد بالميراس للتتويج بكأس ساو باولو للشباب عام 2022، وسجل أهدافًا حاسمة أهلته لنيل جائزة أفضل لاعب في البطولة، ليصبح في نظر جماهير البرازيل “أمل المستقبل” بعد نيمار وفينيسيوس جونيور.
وفي العام نفسه، وقّع أول عقد احترافي له مع بالميراس. ومع بلوغه الـ16 أصبح أصغر لاعب في تاريخ النادي، يشارك مع الفريق الأول.
وسرعان ما خطف الأضواء بأدائه الجريء، وسرعته في المراوغة، وقدرته على إنهاء الهجمات بدقة، ليسجل في أولى مبارياته بالدوري البرازيلي ويؤكد موهبته المبكرة.
تحرك ريال مدريد
أداؤه اللافت جذب اهتمام ريال مدريد، الذي تحرك سريعًا لضمه في صفقة بلغت قيمتها نحو 60 مليون يورو، شاملةً المتغيرات، ووُصفت حينها بأنها استثمار في المستقبل.
تعامل إندريك بثقة مع الضغوط الكبيرة المحيطة به، مؤكدًا أنه يحلم بالسير على خطى مواطنيه فينيسيوس جونيور ورودريجو جويس في العاصمة الإسبانية.
وقبل انتقاله رسميًا إلى أوروبا، واصل التألق مع بالميراس، وأسهم في تتويج الفريق بلقب الدوري البرازيلي عام 2023، مسجلًا أهدافًا حاسمة رغم صغر سنه.
ونال إندريك إشادة أساطير الكرة البرازيلية، مثل رونالدو نازاريو وريفالدو، اللذين أكدا أنه يجمع بين مقومات المهاجم البرازيلي الكلاسيكي واللمسة الأوروبية الحديثة.
الانطلاقة مع ريال مدريد
انضم إندريك إلى الميرينجي في صيف 2024، وبدأ التدرب مع الفريق الأول فورًا، حيث وجد نفسه ضمن كوكبة من النجوم مثل جود بيلينجهام، فينيسيوس، ورودريجو. هذا الاحتكاك ساعده على تطوير مستواه الفني والذهني، والتأقلم مع أجواء المنافسة في الليجا.
ورغم أن الإصابات المتكررة أخرت ظهوره الرسمي، فإن المقربين منه يؤكدون أنه يمتلك الذهنية والموهبة، اللتين تؤهلانه ليصبح أحد أبرز المهاجمين في أوروبا خلال السنوات المقبلة. رحلته ما تزال في بدايتها، لكنها تحمل كل مؤشرات النجاح، من موهبة نادرة في شوارع برازيليا، إلى لاعب واعد في أحد أعظم أندية العالم.
يواصل المهاجم الشاب العمل بصمت وثقة في مدريد، ساعيًا لكتابة فصل جديد من المجد. وفي الموسم الماضي، شارك إندريك في 37 مباراة، سجل خلالها 7 أهداف وقدم تمريرة حاسمة واحدة، وغالبًا ما كان يدخل كبديل في الشوط الثاني.
ووفقًا لصحيفة “آس” الإسبانية فإن إندريك، رغم قلة مشاركاته حتى الآن، لا يزال محافظًا على صبره وتركيزه، إذ يسعى لتحسين أدائه في كل حصة تدريبية، ليكون جاهزًا عندما يمنحه تشابي ألونسو الفرصة، خاصة أنه اللاعب الوحيد بين عناصر الفريق غير المصابين، الذي لم يشارك بعد هذا الموسم.
في المقابل، يدرك مسؤولو ريال مدريد أن موهبة إندريك تحتاج إلى الصبر، والتدرج في عملية التطوير، ويؤمنون بأن اللاعب يمتلك الإمكانيات الذهنية والفنية، التي قد تجعله أحد أعمدة المستقبل في سانتياجو برنابيو.
لكن المنافسة القوية على المراكز الأساسية في خط هجوم الميرينجي قد تفتح الباب لخروج البرازيلي، ولو مؤقتًا على سبيل الإعارة.