أعلن نادي ريال مدريد، اليوم الإثنين، تعرض لاعبه داني كارفاخال، لإصابة في الركبة خلال مباراة الكلاسيكو أمام برشلونة.
وشارك كارفاخال كبديل مع ريال مدريد في لقاء الكلاسيكو أمام برشلونة، أمس الأحد، وذلك عقب فترة غياب بسبب الإصابة.
ودخل كارفاخال في الدقيقة 72، على حساب زميله الأوروجوياني فيدريكو فالفيردي، مشاركًا في فوز ريال مدريد 2-1، على ملعب سانتياجو برنابيو ضمن لقاءات الجولة العاشرة لليجا.
وقال ريال مدريد، في بيان رسمي عبر حسابه على منصة “إكس“: “بعد الفحوصات التي أجريت لقائدنا، داني كارفاخال، من قبل الخدمات الطبية لريال مدريد، شُخِّصَت إصابته بخلع في مفصل ركبته اليمنى”.
وأضاف البيان: “سيخضع كارفاخال لجراحة تنظير المفصل”.
وعاد كارفاخال مؤخرًا إلى لمس الكرة خلال التدريبات منذ أيام قليلة، وتحديدًا قبل مباراتي خيتافي بالليجا ويوفنتوس بدوري الأبطال، لكن المدرب تشابي ألونسو فضل الحفاظ عليه للتأكد من سلامته.
المدافع الإسباني المخضرم كان قد تعرض لإصابة عضلية خلال مواجهة ديربي مدريد أمام أتلتيكو على ملعب “ميتروبوليتانو” يوم 27 أيلول/سبتمبر الماضي، حيث غاب منذ ذلك الحين عن الملاعب، وسط توقعات بغيابه من 3 إلى 4 أسابيع.
اشتباكات الكلاسيكو
شهدت الدقائق الأخيرة من مواجهة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة، بعض التوتر داخل الملعب، وعلى مقاعد البدلاء، حيث اشتعلت الأجواء في الوقت بدل الضائع.
وبدأت الاشتباكات عقب تدخل قوي أدى إلى إشهار البطاقة الحمراء في وجه بيدري الذي تلقى البطاقة الصفراء الثانية، ليغادر الملعب في الدقيقة 90+10.
ولم تتوقف الأحداث عند هذا الحد، حيث اندلعت مشادات بين أفراد الجهازين الفنيين ولاعبي الفريقين قرب المنطقة الفنية، مما تسبب في حالة من الفوضى على الخطوط، قبل أن يتدخل الطاقم التحكيمي لاحتواء الموقف.
وبعد إطلاق الحكم صافرة النهاية، تجدد التوتر إثر مشادة لفظية بين تيبو كورتوا ولامين يامال، قبل أن يتدخل لاعبو الفريقين، ويتحول الموقف إلى اشتباك بين عدة عناصر، من بينهما أنطونيو روديجر ورافينيا، اللذين تواجدا في محيط الأحداث رغم وجودهما خارج القائمة.
وتعكس هذه اللقطات، حجم التوتر والانفعال الذي ساد الأجواء حتى اللحظات الأخيرة من الكلاسيكو، في مواجهة اتسمت بالندية والصراع البدني والضغط النفسي حتى اللحظة الأخيرة.
كما ذهب داني كارفاخال، قائد ريال مدريد، إلى يامال عقب اللقاء، وقال له: “إذا كنت تتحدث كثيرًا فعليك أن تتحمل النتائج”.
فرد يامال، على كارفاخال من خلال التلويح لعدد من لاعبي ريال مدريد، وقال: “أنتظركم في الخارج”، قبل أن يلغي الإسباني الشاب متابعة قائد الريال على منصة “إنستجرام”.
ويأتي ذلك في ضوء تصريحات يامال قبل الكلاسيكو، التي أشار خلالها إلى أن ريال مدريد يستفيد من التحكيم ثم يتجه إلى الشكوى.
غرفة ملابس الريال
لم تتأخر أصداء تصريحات يامال داخل غرفة ملابس ريال مدريد، إذ كشفت مصادر قريبة من الفريق أن حالة من الغضب الشديد سادت بين اللاعبين، خصوصًا كبار القادة، الذين اعتبروا ما قاله يامال مساسًا بسمعة النادي وتاريخه.
غير أن هذا الغضب تحوّل سريعًا إلى دافع إضافي، إذ أشارت بعض التقارير إلى أن كلمات الشاب الكتالوني أصبحت بمثابة “حافز تعبوي” قبل المواجهة المنتظرة.
ونقل بعض الصحفيين الإسبان، عن أحد لاعبي الريال، أن القائد داني كارفاخال ينوي التحدث مع يامال بعد اللقاء، في حوار “لن يكون ودّيًا تمامًا”، مما يعكس مدى الاحتقان الذي أحدثته جملة واحدة في معسكر مدريد.
في المقابل، حاولت بعض الصحف الكتالونية، التخفيف من وقع الأزمة، معتبرة أن تصريحات يامال “كانت دعابة لم يُحسن التعبير عنها”، وأن الضجة الإعلامية تضخمت بفعل الحساسية التاريخية بين الناديين.
غضب ريال مدريد
كشفت صحيفة “موندو ديبورتيفو” كواليس ما دار في غرفة ملابس ريال مدريد عقب تصريحات يامال، ومن داخل النادي الملكي تُعتبر تعليقات لامين “غبية” و”غير محترمة”، وتعكس صورة سلبية عن صاحبها.
وأكدت الصحيفة، أن إدارة ريال مدريد رفضت تعليقات يامال، وأنها تعتزم إجراء محادثة مع لاعب برشلونة، حيث سيكون داني كارفاخال، قائد ريال مدريد هو من سيفعل ذلك بعد انتهاء المباراة بين الفريقين بسانتياجو بيرنابيو.
ولفتت الصحيفة، إلى أن الميرنجي يعتبر تصريحات لاعب برشلونة “غير محترمة”، سواءً كان يُشير في هذه الحالة إلى ريال مدريد أو أي نادٍ آخر من الدرجة الأولى.
علاوة على ذلك، يُدرك ريال مدريد أن هذه التصريحات الصادرة عن لاعب برشلونة، تُهدد التناغم الكبير داخل المنتخب الإسباني.
بين الملعب والواقع الرقمي
أغلب التحليلات المحايدة في الصحافة الإسبانية ترى أن ما قاله اللاعب لا يمكن عزله عن الواقع الرقمي الجديد لكرة القدم، حيث تتداخل الرياضة بالترفيه، ويتحوّل اللاعبون بسرعة إلى شخصيات إعلامية، خصوصًا عندما يظهرون في محتوى رقمي غير رسمي.
في هذا المشهد، يبدو لامين يامال نموذجًا معاصرًا لجيلٍ جديد من اللاعبين يعيش بين عالمين: عالم الملعب الذي يتطلب التركيز والانضباط، والعالم الرقمي والافتراضي الذي يغري بالظهور والجدل.
وربما لم يدرك بعد أن المسافة بين التصريح المثير وبين فقدان الاحترام العام قصيرة جدًا في كرة القدم الحديثة، وأن ما يُقال في لحظة انفعال يمكن أن يطارده لسنوات.
وتمكن ريال مدريد أمس من حسم الكلاسيكو ليتصدر جدول ترتيب الدوري الإسباني برصيد 27 نقطة، ليتفوق بفارق 5 نقاط عن غريمه برشلونة، و7 نقاط عن فريق فياريال صاحب المركز الثالث.
الجدير بالذكر أن ريال مدريد تمكن من استعادة انتصاراته على غريمه الكتالوني بعدما هيمن رجال المدرب الألماني هانز فليك على الكلاسيكو بالفوز في آخر 4 مواجهات بينهما، بينما كانت المباراة هي الأولى التي يخوضها تشابي ألونسو كمدرب أمام البلوجرانا، ورد بها على التشكيك في قدرته على إدارة المباريات الكبرى، عقب الانتقادات التي طالته في وقت سابق بعد الهزيمة من باريس سان جيرمان في مونديال الأندية 4-0، ومن أتلتيكو مدريد 5-2 في الليجا.