شهدت مواجهة برشلونة وسيلتا فيجو على ملعب “بالايدوس” أحداثاً لا تتعلق فقط بالأهداف والنتيجة، حيث تضمنت أيضاً مشاهد طريفة وغرائب خلف الكواليس، أبرزها غضب الشاب لامين يامال وغياب القائد رونالد أراوخو عن الصورة الجماعية قبل المباراة.
وبحسب صحيفة “سبورت” الإسبانية، فإن المباراة التي شهدت 6 أهداف (4-2 لصالح برشلونة) لم تخلو من المواقف اللافتة التي التقطتها عدسات الكاميرا، وأثرت في أجواء اللقاء.
يامال لم يصدق ما حدث
أظهر المهاجم الشاب لامين يامال انفعالاً واضحاً بعد هدف التعادل الذي سجله سيلتا فيجو، وجاء الهدف عقب هجمة مرتدة سريعة للفريق المضيف كشفت ثغرات النظام الدفاعي لبرشلونة. بدا يامال مستاءً وهو يلوّح بيديه قائلاً: “ماذا نفعل في وسط الملعب؟”.
ولم يقتصر الأمر على هذه الإشارة فقط، بل طالب زملاءه بعد هدف سيلتا الثاني (2-2) بالتراجع إلى الخلف وعدم التمركز بخط دفاع متقدم، وهو يصرخ: “هيه! فلنرجع إلى الخلف!”.
وقد وجّه حديثه مباشرة إلى إريك جارسيا، كما تبادل بعض الكلمات مع فرينكي دي يونج في محاولة لضبط تمركز الفريق.
قائد يغيب عن الصورة التذكارية
قبل انطلاق المباراة، التُقطت الصورة الجماعية التقليدية لبرشلونة، لكنها شهدت حدثا غير معتاد، حيث غاب المدافع رونالد أراوخو عن اللقطة الجماعية بسبب انشغاله بالحديث مع الحكم ألبيرولا روخاس.
وكان أراوخو يشرح أسباب التغيير المفاجئ باستبعاد الشاب كاسادو قبل اللقاء بدقائق، بعد شعوره ببعض الانزعاج أثناء الإحماء.
وخاض داني أولمو اللقاء أساسياً بدلاً من كاسادو، وشارك في الصورة إلى جانب بقية اللاعبين، فيما لم يظهر أراوخو في اللقطة، لتضم الصورة 10 لاعبين فقط هم: تشيزني، إيرك جارسيا، كوبارسي، بالدي، دي يونج، أولمو، فيرمين لوبيز، يامال، راشفورد، وليفاندوفسكي.
وأبدى أراوخو دهشته من عدم انتظار زملائه له قبل التقاط الصورة الجماعية.
موقف طريف للحكم ألبيرولا روخاس
لم تكن المباراة سهلة على الحكم ألبيرولا روخاس، الذي واجه عدداً من المواقف المثيرة للجدل. ففي الشوط الأول، استدعاه حكم الفيديو لمراجعة لمسة يد على ماركوس ألونسو، ليحتسب لاحقاً ركلة جزاء لصالح سيلتا فيجو.
كما أثار ألبيرولا روخاس جدلاً بعد طرد فرينكي دي يونج في الوقت بدل الضائع.
لكن الموقف الطريف جاء حين التقطت الكاميرات مشهداً للحكم وهو يكاد يسقط أرضاً بسبب الأمطار الغزيرة على أرض الملعب، قبل أن يتدارك الموقف في اللحظة الأخيرة، في لقطة أضفت أجواءً كوميدية على مجريات اللقاء، واهتم بها محللو قناة “موفيستار+” دايميل وجيِّيلي بسخرية طريفة.
Getty Images
سيناريو المباراة
بدأ برشلونة بضغط مبكر على أصحاب الأرض، ففي الدقيقة 3، أظهر ماركوس راشفورد مهارته حين تلاعب بمينجويزا على الجهة اليسرى ليُجبره على ارتكاب خطأ خطير على حدود منطقة الجزاء.
ومن نفس الكرة في الدقيقة 4، حاول ليفاندوفسكي التسديد مباشرة بعد ارتداد الكرة من الحائط، لكن محاولته لم تجد طريقها للمرمى.
رد سيلتا بسرعة في الدقيقة 5 حين انفرد دوران وراوغ الحارس تشيزني، لكن بالدي أنقذ الموقف من على خط المرمى قبل أن يرفع الحكم الراية للتسلل.
برشلونة حاول السيطرة على الإيقاع، وفي الدقيقة 7، تألق مانو فرنانديز في إغلاق الطريق أمام أولمو بعد تمريرة بينية من دي يونج.
وفي الدقيقة 8، أوقف حكم اللقاء اللعب لمراجعة لمسة يد محتملة على ماركوس ألونسو، وبعد العودة إلى تقنية الفيديو، احتسب ركلة جزاء للبارسا في الدقيقة 9، ترجمها ليفاندوفسكي بنجاح في الدقيقة 10 ليمنح فريقه التقدم المبكر في عودته إلى التشكيلة الأساسية.
سيلتا لم يتراجع، وفي الدقيقة 11 تصدى رادو لانفراد خطير من راشفورد، قبل أن يُعاقب برشلونة بعدها مباشرة في الدقيقة 12 حين فشل دفاعه في التعامل مع المرتدات، ليسجل كارييرا هدف التعادل مستغلًا المساحات خلف الدفاع.
وكاد جوتجلا أن يضيف الثاني في الدقيقة 13 بتسديدة قوية من خارج المنطقة، لكنها علت العارضة، ثم أضاع بورخا إيجليسياس فرصة أخرى في الدقيقة 15 بعدما وجد نفسه في وضع تسلل.
وفي الدقيقة 16، حاول إيجليسياس مرة أخرى من منتصف الملعب بتصويبة جريئة، لكن تشيزني عاد بسرعة ومنع هدفًا عالميًا.
بعد ذلك بدقائق، تبادل الفريقان السيطرة دون فرص حقيقية، حتى الدقيقة 24 التي شهدت أخطر لقطات الشوط، حين انفرد راشفورد وسدد في القائم، ثم تابع ليفاندوفسكي الكرة مرتين لكن الحارس رادو تألق بشكل مذهل وأبقى فريقه في المباراة.
وواصل برشلونة ضغطه، وفي الدقيقة 32 أضاع فيرمين فرصة ثمينة بتسديدة طائرة مرت فوق العارضة.
ثم جاءت الدقيقة 37 لتعود البسمة إلى جماهير البلوجرانا، حين مرر راشفورد كرة مثالية إلى ليفاندوفسكي الذي أودعها الشباك بلمسة فنية جميلة مسجلًا هدفه الثاني.
وأعاد بورخا إيجلياسياس أصاحب الأرض للمباراة، بهدف التعادل في الدقيقة 43، بتصويبة قوية سكنت شباك تشيزني.
وقبل نهاية الشوط الأول، وفي الدقيقة 45+4 نجح لامين يامال في تسجيل الهدف الثالث بعد متابعة رائعة لتسديدة مرتدة من الحارس رادو، مستغلًا خطأ في الإبعاد من موربيا، ليُنهي الشوط الأول بتقدم برشلونة (3-1).
محاولات وتماسك
ومع انطلاقة الشوط الثاني، حاول سيلتا العودة عبر تسديدات متفرقة من دوران وجوتجلا، لكن الدفاع الكتالوني بقي متماسكًا.
وفي الدقيقة 53، أثار إيريك جارسيا الجدل بعدما احتسب الحكم عليه خطأ ضد دوران رغم اعتراضه الشديد.
وتواصلت المحاولات دون خطورة حقيقية حتى الدقيقة 67، حين كاد ليفاندوفسكي أن يسجل الثالث له، لكن كرته ارتطمت بالدفاع وخرجت إلى ركنية.
وفي الدقيقة 73، جاء الموعد مع اللقطة الأجمل في المباراة، حين نفذ راشفورد ركلة ركنية بإتقان، ليرتقي ليفاندوفسكي ويحولها برأسية مذهلة إلى داخل الشباك، موقعًا على “هاتريك” رائع في أمسية مثالية للنجم البولندي.
الدقائق الأخيرة شهدت احتجاجات من أسباس في الدقيقة 76 على عرقلة لزميله خافي رودريجيز، لكن الحكم لم يحتسب شيئًا.
وسيطر لاعبو برشلونة على المباراة بشكل محكم في الربع ساعة الأخيرة، ومع ذلك، لم تتغير النتيجة حتى صافرة النهاية، ليخرج برشلونة بفوز مستحق على سيلتا فيجو بنتيجة 4-2.
وكانت النقطة السلبية الوحيدة للبارسا، البطاقة الصفراء الثانية والطرد للهولندي فرينكي دي يونج بعد تدخله العنيف على إياجو أسباس، ليغيب عن مواجهة الجولة المقبلة ضد أتلتيك بيلباو.