وفاة جوتا تربك حسابات ليفربول وبرشلونة في الميركاتو
فاق عشاق كرة القدم في العالم، على فاجعة كبيرة بوفاة ديوجو جوتا مهاجم ليفربول، وشقيقه أندريه سيلفا، في حادث سير مروع في إسبانيا، أمس الخميس.
وتسابق نجوم العالم والأندية الأوروبية والاتحادات الدولية والقارية، في تقديم برقيات التعازي على وفاة جوتا، البالغ من العمر 25 عاما، لكن تبقى الصدمة الأكبر على ليفربول ولاعبيه، سواء رياضيا أو ذهنيا.
فبعد أيام قليلة، سيبدأ ليفربول تحت قيادة مدربه الهولندي آرني سلوت، تدريباته، استعدادا لمنافسات الموسم الجديد، ويتزامن مع ذلك، ترتيب إدارة النادي، لأوراق الفريق خلال فترة الانتقالات الصيفية الممتدة حتى أوائل سبتمبر/أيلول المقبل.
وعبر سلوت وفيرجيل فان دايك وأندي روبرتسون عن حزنهم الشديد، بينما قال محمد صلاح هداف الفريق “أنا مرعوب، لم أتخيل أن شيئا ما سيخيفني من العودة إلى ليفربول بعد ما حدث أمس، فاللاعبون يأتون ويرحلون، لكن ليس بهذه الطريقة”.
وبعيدا عن الهزة النفسية الشديدة، فإن فاجعة وفاة جوتا، من شأنها أن تترك مجموعة آثار مباشرة على مستقبل ليفربول ونجومه، وأيضا تحركات أندية أخرى في سوق الانتقالات.
AFP
وكان جوتا ركيزة أساسية في هجوم الليفر بجوار محمد صلاح وكودي جاكبو ولويس دياز، إضافة إلى عناصر أخرى تراجعت أهميتها مع الفريق مثل داروين نونيز وهارفي إليوت الفائز مؤخرا مع منتخب إنجلترا ببطولة أوروبا للشباب.
وفي الأسابيع الماضية، كان ليفربول يجهز للاستغناء عن خدمات نونيز، وتردد بقوة أنه في طريقه للانتقال إلى نابولي، بعدما تراجع مستوى اللاعب ومعدله التهديفي، وفقد صلابته الذهنية في ظل إهداره العديد من الفرص السهلة، ليخسر مكانه في التشكيل الأساسي، وتظهر حاجته لتغيير الأجواء بعيدا عن قلعة أنفيلد.
ولكن إذا استمر ليفربول في خططه بشأن الاستغناء عن نونيز، فإن النادي الإنجليزي سيكون مطالبا بالتحرك في اتجاهين، أولهما ضرورة الإسراع بتأمين تواجد لويس دياز، الذي ينتهي تعاقده في صيف 2027، ويحظى باهتمام بالغ من برشلونة.
وفي نفس الوقت، سيكون ليفربول مطالبا أيضا بتعزيز هجومه بصفقة جديدة خلال الصيف الجاري، تعوض فقدان جوتا في الخط الأمامي، حيث كان البرتغالي أصغر اللاعبين سنا بين مهاجمي ليفربول.
وبخلاف نونيز، فإن ليفربول لم يستفد كثيرا من تعاقده مع فيدريكو كييزا، ويبقى اللاعب في طريقه للانتقال إلى ناد آخر هذا الصيف، بعد عام واحد فقط من انضمامه قادما من يوفنتوس.
EPA
وسيبقى التساؤل “هل يستمر ليفربول في خططه بشأن الاستغناء عن نونيز وكييزا بعد وفاة جوتا؟ وهل سيقدر على تأمين مستقبل لويس دياز؟ كل هذه تحديات ستجيب عليها الأيام القليلة المقبلة.
لكن في نفس الوقت، كل هذه التحديات تصب أيضا في مصلحة محمد صلاح، الذي جدد عقده مع ليفربول قبل أشهر قليلة حتى صيف 2027، لتستمر رحلته داخل جدران النادي الإنجليزي 10 سنوات.
فاجعة جوتا، ربما تطيل عمر صلاح لسنوات أكثر مع ليفربول بعد انتهاء تعاقده الحالي، لأنه يبقى نجم الفريق وهدافه الأول وأحد أساطير النادي، وعنصر الخبرة الذي يحتاج النادي الإنجليزي للبناء عليه لخمس سنوات على الأقل، لحين ترقب فرصة ثمينة في سوق الانتقالات، أو وصول أحد مهاجمي الفريق لمرحلة النضج، مما يدفع الريدز للتفكير في مرحلة ما بعد صلاح.
ويتجاوز مدى الفاجعة، حدود النادي الإنجليزي، ويلامس جدران برشلونة الذي تلقى ضربة قوية في اليوم التالي لوفاة جوتا، بإعلان أتلتيك بيلباو، تمديد التعاقد مع نيكو ويليامز، إلى عام 2035 مع رفع الشرط الجزائي في عقده إلى 100 مليون يورو تقريبا.
AFP
بعثرت هذه الخطوة، أوراق مسئولي البارسا ومديره الرياضي ديكو، في ظل تلميحات هانز فليك المدير الفني للفريق، بحاجته لتعزيز الهجوم وضخ دماء جديدة بعد الاستغناء مجددا عن آنسو فاتي بإعارته إلى موناكو، وعدم القناعة الكافية بالمهاجم الشاب باو فيكتور، وتقدم روبرت ليفاندوفسكي في السن، وتذبذب مستوى الثنائي فيران توريس وداني أولمو.
وأكد ديكو في مقابلة تلفزيونية قبل أسابيع قليلة “لدينا القوام الكافي من اللاعبين في خطي الدفاع والوسط، ربما نكون بحاجة لضم لاعبين في خط الهجوم”.
وسيجد برشلونة نفسه مضطرا للبحث عن حلول بديلة لصفقة نيكو ويليامز، إلا أن وفاة جوتا، ستجعل مهمة العملاق الكتالوني أكثر صعوبة في ضم لويس دياز من ليفربول، الذي أغلق الباب أيضا في وجه أندية أخرى مثل بايرن ميونخ، وفقا لتقارير صحفية.
ولم يبق أمام البارسا سوى اللجوء لخيار ثالث، وهو ماركوس راشفورد جناح مانشستر يونايتد، الذي قضى النصف الثاني من الموسم الماضي معارا إلى أستون فيلا، وأبدى ترحيبا كبيرا بالانضمام إلى البارسا، ولكن إدارة البلوجرانا لم تتحرك في هذا الملف بنفس قوة مساعيها لضم نيكو ويليامز أو لويس دياز.