الدوسري: الهلال كله كباتن.. وبنزيما: نحتاج أن نقاتل أكثر
تحوّل كلاسيكو الهلال والاتحاد إلى ساحة مشتعلة من التصريحات وردود الفعل عقب المواجهة التي جمعت الفريقين على ملعب “الإنماء” بجدة، ضمن منافسات الجولة السادسة من دوري روشن السعودي للمحترفين، والتي انتهت بانتصار مستحق للهلال بهدفين دون رد.
ففي الوقت الذي عبّر فيه نجوم الهلال عن فخرهم بالأداء الجماعي والروح القتالية التي قادتهم للفوز، سادت أجواء من الإحباط والحزن داخل المعسكر الاتحادي، وسط وعود بالعودة سريعًا وتصحيح المسار في الجولات المقبلة.
تفوق هلالي وهيمنة مستمرة
واصل الهلال تفوقه في مباريات القمة المحلية، بعدما فرض كلمته مجددًا على الاتحاد، مسجلًا انتصارًا جديدًا عزز به مكانته في سباق الصدارة.
وجاء الهدف الأول بعد خطأ قاتل من المدافع المالي محمدو دومبيا الذي حوّل عرضية البرتغالي روبين نيفيز بالخطأ إلى شباك فريقه في الدقيقة (40)، قبل أن يضيف البرازيلي ماركوس ليوناردو الهدف الثاني في الدقيقة (57)، ليحسم الزعيم اللقاء ويغلق كل أبواب العودة أمام أصحاب الأرض.
بهذا الفوز، رفع الهلال رصيده إلى 14 نقطة ارتقى بها إلى المركز الثالث، فيما تجمد رصيد الاتحاد عند 10 نقاط في المركز السابع، ليواصل العميد نزيف النقاط وسط موجة من الانتقادات الجماهيرية التي طالت الأداء والروح.
الدوسري: الهلال كله كباتن
أعرب ناصر الدوسري قائد الهلال في المباراة عن سعادته البالغة بالانتصار، مؤكّدًا أن الروح الجماعية هي سر قوة الفريق.
وقال بعد اللقاء: “أبارك لجماهير الهلال، وهارد لك جماهير الاتحاد. شارة القيادة مجرد رمز، لأن فريق الهلال كله كباتن، وزملائي ساعدوني لأكون قائدًا اليوم”.
وأضاف: “المدرب إنزاجي يمنح الثقة لكل اللاعبين، وهذه الثقة تمنحنا القوة داخل الملعب. نلعب كمنظومة واحدة، وهذا ما يصنع الفارق في مثل هذه المباريات”.
EPA
ثيو هيرنانديز: كنا نستحق أكثر
من جانبه، أشاد الفرنسي ثيو هيرنانديز بالأداء الجماعي والانضباط التكتيكي للفريق، قائلًا: “كنا نعلم أن الاتحاد فريق يحب الاستحواذ على الكرة، لكنه لم يستطع مجاراة ضغطنا وتنظيمنا الدفاعي. قدمنا مباراة كبيرة وكنا نستحق أكثر من هدفين لأننا خلقنا فرصًا عديدة”.
وتابع: “في الشوط الأول لم نظهر بالشكل المطلوب في الاستحواذ، لكن في الثاني عدنا إلى طريقتنا المعتادة وفرضنا شخصيتنا”.
وعن مواجهة مدرب الاتحاد سيرجيو كونسيساو، قال بابتسامة: “كنت معه في ميلان وأتمنى له التوفيق، لا يوجد شيء شخصي بيننا”.
وبعد اللقاء نشر عبر حسابه في “إنستجرام”: “ليلة رائعة أخرى للفريق.. فوز كبير في الكلاسيكو وأداء مميز من الجميع.. هيا بنا يا هلال!”.
بنزيما: علينا أن نقاتل أكثر
في الجانب الآخر، بدا الفرنسي كريم بنزيما قائد الاتحاد متأثرًا بالخسارة، موجهًا رسالة واضحة لزملائه بضرورة القتال من أجل استعادة التوازن.
وقال عقب المباراة: “نحتاج أن نلعب بشكل أفضل ونقاتل أكثر. كرة القدم فيها فوز وخسارة، لكن علينا أن نظهر رغبة أكبر في الانتصار. الهلال قدم مباراة قوية، حاولنا التسجيل ولم نوفّق، والآن علينا التركيز على المباراة القادمة والتعافي بسرعة”.
فابينيو: الهدف الثاني قتلنا تمامًا
أما البرازيلي فابينيو، فأرجع الخسارة إلى تراجع التركيز بعد الهدف الثاني، موضحًا: “الهدف الثاني أثّر علينا بشكل سلبي جدًا، لم نتمكن من استعادة توازننا بعده، وفي مباريات بهذا الحجم عليك أن تستغل أنصاف الفرص. لم نكن فعالين في الثلث الأخير، ودفعنا الثمن”.
وأضاف: “علينا أن نُحضّر جيدًا لمباراة كأس الملك المقبلة، فهي فرصة مثالية للتعويض والعودة للطريق الصحيح”.

ميتاي: نعتذر لجماهيرنا
وأبدى المدافع الألباني ماريو ميتاي حزنه الشديد على الخسارة، معتذرًا للجماهير الاتحادية: “فقدنا التركيز في اللحظات التي جاء فيها الهدفان، وأعتذر بشدة لجماهيرنا لأن الكلاسيكو كان مهمًا جدًا لنا. لم نكن بالحِدة المطلوبة أمام المرمى، وهذا ما كلفنا النتيجة”.
وأضاف: “مواجهة النصر المقبلة ستكون بمثابة نهائي مبكر، وعلينا الدخول بعقلية الفوز فقط. الموسم لا يزال طويلاً وكل شيء ممكن، لكن يجب أن نبدأ من جديد”.
عقدة الهلال تطارد الاتحاد
عمّقت الخسارة الأخيرة الجراح الاتحادية أمام الغريم الهلال في سجل مواجهاتهما بدوري روشن.
فبعد أن كسر العميد الموسم الماضي سلسلة من سبع مباريات متتالية دون فوز على الهلال بانتصار عريض (4-1)، فشل هذه المرة في تحقيق فوز ثانٍ تواليًا، ليستمر العجز المستمر منذ عام 2016 عن الفوز مرتين متتاليتين على الزعيم.
كما تكشف الأرقام تفوقًا تاريخيًا واضحًا للهلال في ملعب الاتحاد، إذ لم يخسر هناك سوى 4 مرات فقط من أصل 18 مواجهة في دوري المحترفين، بنسبة لا تتجاوز 25%. وفي المقابل، حقق الهلال 9 انتصارات (50%)، بينما انتهت 5 مباريات بالتعادل.
وفي مجموع الأهداف، يتفوق الهلال بـ 30 هدفًا مقابل 22 فقط للاتحاد في ملعبه، مما يكرّس هيمنة الزعيم على الكلاسيكو الأكبر في الكرة السعودية خلال العقد الأخير.
هيمنة نفسية وفنية
تبدو هيمنة الهلال على الاتحاد ليست مجرد تفوق رقمي، بل أصبحت أقرب إلى عقدة ذهنية ترافق لاعبي العميد في كل مواجهة بين الفريقين.
فبينما يدخل الهلال مبارياته بثقة بطلٍ معتادٍ على الحسم، يظهر الاتحاد في كثير من الأحيان متوترًا أمام خصم يعرف كيف يوجّع منافسيه في اللحظات الحرجة.
الروح الزرقاء، والتنظيم الحديدي الذي يزرعه إنزاجي، والقدرات الفردية لنجوم مثل ليوناردو، نيفيز، وثيو، جعلت الهلال يبدو أكثر توازنًا ونضجًا من أي وقت مضى.
أما الاتحاد، فرغم امتلاكه أسماء كبيرة مثل بنزيما، فابينيو، ودومبيا، إلا أنه يعاني من غياب الانسجام، وهو ما ظهر بوضوح في ليلة الإنماء التي أعادت الزعيم إلى القمة ودفعت العميد نحو دوامة من الأسئلة.