يدرس الألماني هانز فليك، مدرب برشلونة، وطاقمه المعاون، إرجاء عودة الإسباني خوان جارسيا حارس مرمى الفريق الكتالوني، إلى الملاعب قبل فترة التوقف الدولي المقررة خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وكانت الساعات الماضية قد زفت أنباء سارة للجهاز الفني للبارسا، بعودة حارس إسبانيول السابق للتدريبات، بعد غياب دام نحو شهر بسبب الإصابة.
وخضع جارسيا لعملية جراحية في ركبته اليسرى، مما أدى لغيابه عن مباريات برشلونة على مدار شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، آخرها الكلاسيكو ضد ريال مدريد، والذي انتهى لصالح الميرينجي بنتيجة 2-1.
وكشفت صحيفة “موندو ديبورتيفو” الكتالونية عن استبعاد مشاركة جارسيا في المباراتين المقبلتين ضد إلتشي، يوم الأحد المقبل، ضمن منافسات الدوري الإسباني، وكلوب بروج يوم الأربعاء التالي في دوري أبطال أوروبا.
وأضافت الصحيفة: “بنسبة كبيرة، سيكون جارسيا جاهزا للمشاركة أمام سيلتا فيجو يوم 8 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل”.
لكن الصحيفة الإسبانية أشارت إلى اعتماد هذا الأمر يتوقف على قرار من الأطباء بمشاركة فليك، حيث من الممكن إرجاء عودته لما بعد فترة التوقف الدولي المقبلة، حال استعدى الأمر ذلك.
وحال اتُخذ هذا القرار، فإن حارس برشلونة قد يعود للملاعب أمام أتلتيك بيلباو يوم 22 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، والتي من المحتمل أن تقام على ملعب “سبوتيفاي كامب نو، قبل 3 أيام فقط من مواجهة تشيلسي في دوري الأبطال.
خوان جارسيا يخطف الأضواء
منذ انضمامه إلى برشلونة في صيف 2025، مقابل 25 مليون يورو، قيمة الشرط الجزائي في عقده مع ناديه السابق، تمكن الحارس الإسباني خوان جارسيا من فرض نفسه على تشكيلة البارسا، ليتحول إلى الحارس الأساسي للفريق الكتالوني على حساب المخضرم البولندي فويتشيك تشيزني، الذي كان كان مستواه استثنائيا في الموسم الماضي.
وكان قدوم جارسيا من صفوف إسبانيول في البداية يُنظر إليه كمجرد استثمار للمستقبل، إلا أن الحارس الشاب (24 عامًا) لم يحتج سوى أسابيع قليلة ليُثبت أن مكانه في التشكيلة الأساسية ليس صدفة، بفضل رد فعله السريع، وتمركزه المثالي، وثقته العالية في اللعب بالقدمين، ما جعله خيار المدرب هانز فليك الأول.
وقدّم جارسيا مستويات لافتة منذ انطلاق الموسم، ونجح في الحفاظ على نظافة شباكه في نصف المباريات التي خاضها تقريبا، فيما استقبل 5 أهداف في 7 مواجهات.
وما جعل فليك يثق به أكثر هو قدرته على بناء اللعب من الخلف، وهو عنصر أساسي في فلسفة برشلونة الحديثة، إذ يجيد التمرير الدقيق تحت الضغط ويمنح الدفاع راحة في الخروج بالكرة.
أما تشيزني، الذي يمتلك خبرة طويلة في يوفنتوس وآرسنال، فوجد نفسه فجأة في مقاعد البدلاء منذ قدوم جارسيا، قبل أن يحرس عرين برشلونة في الشهر الأخير بعد إصابة الحارس الإسباني.
لكن اللافت، أنه في غياب جارسيا، لم يستطع تشيزني الحفاظ على نظافة شباكه في أي مباراة، رغم مشاركته في 6 مواجهات حتى الآن، استقبل خلالها 11 هدفا، وهو ما يعكس مدى تأثر البلوجرانا بإصابة حارس إسبانيول السابق.
إصابات مؤثرة في صفوف البارسا
لا يخفى أن برشلونة أصبح يتعرض لفرص أكثر خطورة هذا الموسم مقارنة بالماضي، لأن النهج الهجومي الجريء الذي يعتمد عليه فليك منذ قدومه إلى برشلونة يحمل بعض المخاطرة، لكن في السابق كان يمنح الفريق مكاسب أكبر مما يفقده.
ويعمل المدرب الألماني هانز فليك منذ أسابيع على معالجة هذا الخلل دون التخلي عن مبادئه التكتيكية، إلا أن المنظومة لم تستعد بعد فعاليتها الكاملة.
وإلى جانب ذلك، جاءت الإصابات لتزيد وضع الفريق الكتالوني تعقيدا، فقد دخل برشلونة الكلاسيكو الأخير أمام ريال مدريد بغيابات ثقيلة، أكثر من خصمه بكثير، وهو ما حدّ من خيارات فليك التكتيكية.
بالنظر إلى دكة البدلاء في البرنابيو، معقل الميرينجي الذي شهد الكلاسيكو الأخير، كان أغلب اللاعبين يملكون دقائق محدودة في الدرجة الأولى، ما جعل المدرب يفتقد للحلول البديلة. ولهذا، فإن عودة المصابين واستعادة العمق في التشكيلة ركيزة أساسية لخطة النهوض.
الحلقة المفقودة في هجوم البلوجرانا
قائمة الغيابات المؤثرة في برشلونة لم تتوقف عند عناصر الدفاع، إذ خسر الفريق جهود خوان جارسيا، ليفاندوفسكي، داني أولمو، ورافينيا، أي اثنين من الثلاثي الهجومي الأساسي، إضافة إلى الحارس الشاب الذي كان من أهم رهانات الصيف.
كما غاب أولمو، الذي يعتبر أحد مفاتيح لعب برشلونة تحت قيادة هانز فليك في الموسم الماضي، بسبب عدم استقراره بدنيا، لذلك فإن هذه الغيابات أضعفت برشلونة، لكنها لا يمكن أن تكون مبررا لتراجع الأداء، فالعناصر المتاحة قادرة على تقديم كرة ممتعة تناسب هوية الفريق.
