فليك يتحرك سريعًا لمعالجة خطايا برشلونة

BySayed

أكتوبر 11, 2025


برشلونة يستغل التوقف الدولي لمنع تكرار الأخطاء الدفاعية

يعمل الجهاز الفني لفريق برشلونة، بقيادة المدرب الألماني هانز فليك، على تحليل أسباب التراجع الأخير في نتائج الفريق، بعد خسارتين متتاليتين أمام باريس سان جيرمان (1-2) في دوري أبطال أوروبا، وإشبيلية (1-4) في الجولة الثامنة من الدوري الإسباني.

ووفقا لصحيفة “موندو ديبورتيفو“، فقد استغل فليك وفريقه الفني، فترة التوقف الدولي لعدم وجود مباريات رسمية، من أجل مراجعة تسجيلات الفيديو وتحليل الأخطاء الفنية التي كلفت الفريق، هزيمتين مؤلمتين.

وأشارت الصحيفة إلى أن المدرب الألماني حدد مجموعة من الأخطاء المتكررة التي تحتاج إلى تصحيح عاجل، لا سيما تلك المتعلقة بعدم التنسيق الدفاعي وسوء اتخاذ القرارات التكتيكية خلال مجريات اللعب.

وأظهر التحليل الفني، أن الأهداف التي تلقاها برشلونة أمام باريس سان جيرمان، كانت ناتجة عن ضغط غير منظم بعيداً عن مناطق جوليس كوندي وباو كوبارسي، مما أدى إلى فوضى في التمركز الدفاعي.

فبعد تسديدة بعيدة من داني أولمو، حاول الفريق، التقدم للضغط، لكن خطوطه تباعدت، ووجد لاعبو باريس بقيادة أشرف حكيمي ونونو مينديز، المساحات الكافية للتمرير والتحرك بحرية.

وتردد لامين يامال بين الضغط على باتشو أو مراقبة مينديز، فاختار موقعاً وسطاً لم يخدم أي من الخيارين، ليجد الظهير البرتغالي نفسه خالياً من الرقابة ويبدأ سلسلة من التمريرات التي انتهت بهدف التعادل (1-1).

التحليل أشار أيضاً إلى أن اندفاع كوندي بشكل مبكر نحو مينديز، تسبب في خلل دفاعي واضح، بعدما استدرجه اللاعب البرتغالي بمساعدة مباي، إلى خارج منطقته، في حين فشل كل من أولمو وفرينكي دي يونج في قراءة خطورة انطلاق مينديز، الذي استغل ثغرة بين المدافعين ليسجل هدفاً بعد تمريرة متقنة.

أما الهدف الثاني الذي سجله جونزالو راموس، فجاء نتيجة اندفاع باو كوبارسي بعيداً عن منطقته للضغط على لي كانج إن، دون ارتكاب مخالفة تكتيكية، مما أجبر بالدي على التحرك لتغطية المساحة خلفه، وترك الجناح الذي تقدم منه حكيمي خالياً لتقديم تمريرة حاسمة نحو المهاجم البرتغالي. كما لم يتمكن كاسادو، بيرنال، ولا دي يونج من تصحيح تمركزهم بعد هذا الارتباك.

هذه الأخطاء الفردية والجماعية تسببت في فقدان الثقة الدفاعية داخل الفريق، مما ظهر بوضوح في مواجهة إشبيلية، التي شهدت النسخة الأضعف من برشلونة بقيادة فليك، فيما يواصل الطاقم الفني إعداد مقاطع فيديو توضيحية لتصحيح المفاهيم التكتيكية قبل استئناف المنافسات.

فليك.. اسم لامع في عالم التدريب

يُعد هانز فليك، واحداً من أبرز المدربين الألمان في العقد الأخير، بعدما صنع لنفسه اسماً لامعاً في عالم التدريب من خلال مسيرة مليئة بالإنجازات والانضباط التكتيكي الصارم.

وُلد فليك عام 1965 في مدينة هايدلبرج الألمانية، وبدأ مشواره كلاعب وسط مع نادي بايرن ميونخ في الثمانينيات، قبل أن ينتقل إلى كولن، ثم يعتزل مبكراً بسبب الإصابة، ليتجه سريعاً إلى مجال التدريب.

وبدأ فليك مسيرته التدريبية مع فريق فيكتوريا بامنتال، ثم تدرج حتى عمل مساعداً للمدرب يواكيم لوف في المنتخب الألماني بين عامي 2006 و2014، وهي الفترة التي شهدت تتويج “المانشافت” بلقب كأس العالم 2014 في البرازيل.

وكان هانز فليك، العقل التكتيكي المساعد خلف نجاح منتخب ألمانيا، حيث تميز بدقته في التحليل الفني وقدرته على ضبط التوازن بين الدفاع والهجوم.

بعد نجاحه الدولي، عاد فليك إلى العمل في الأندية، حيث تولى تدريب بايرن ميونخ في عام 2019، في فترة كانت مليئة بالضغوط بعد رحيل نيكو كوفاتش. وتمكن في وقت قياسي من تحويل الفريق إلى ماكينة انتصارات، محققاً سداسية تاريخية في موسم 2019-2020 شملت دوري أبطال أوروبا، والدوري الألماني، وكأس ألمانيا، وكأس السوبر الأوروبي، وكأس السوبر المحلي، وكأس العالم للأندية. هذا الإنجاز الاستثنائي وضعه في مصاف كبار المدربين في العالم.

وتميز فليك بأسلوب لعب يعتمد على الضغط العالي والاستحواذ السريع على الكرة، مع مرونة تكتيكية كبيرة تسمح للفريق بالتحول بين الخطط خلال المباراة. كما اشتهر بقدرته على استعادة أفضل مستوى للاعبين مثل توماس مولر وسيرج جنابري، ومنح الفرصة للمواهب الشابة مثل ألفونسو ديفيز.

وفي عام 2021، تولى فليك قيادة المنتخب الألماني خلفاً ليواكيم لوف، لكنه لم يتمكن من تحقيق النجاح ذاته، إذ خرج مبكراً من كأس العالم 2022 في قطر، مما أدى إلى إنهاء مهمته بعد فترة قصيرة. ومع ذلك، ظل اسمه مطروحاً في سوق المدربين نظراً لفلسفته الحديثة وقدرته على بناء منظومات ناجحة.

وانضم فليك إلى برشلونة في صيف 2024 في تحد جديد على المستوى الشخصي والمهني، وسط آمال كبيرة بإعادة الفريق إلى قمة الكرة الأوروبية بعد سنوات من التذبذب.

ورغم البداية المتباينة، فإن الإدارة الكتالونية ما زالت تؤمن بمشروعه، خصوصاً أنه يسعى لزرع عقلية الضغط الجماعي والانضباط الدفاعي داخل فريق يعتمد تاريخياً على الجمال الهجومي.

ويدرك فليك أن إعادة برشلونة إلى المجد، تحتاج إلى الوقت والصبر، لكنه يبدو مصمماً على ترك بصمته في النادي كما فعل في ميونخ.



المصدر – كوورة

By Sayed